[شعر] القاتل الحقيقي لطفلي جسر بغداد

يا أم القرابين

#طفلي جسر بغداد جنايةٌ من عالمٍ متوحش.

علي المادح

مَنْ ذا الذي سرقَ الأمومةَ والبراءةَ منهما؟

ذاكَ الذي ألقى على الإنسان أثوابَ العمى

ذاكَ الذي خانَ الترابَ وفي الكلام تعجّما

ذاكَ الذي للراكعينَ الساجدينَ تحزّما

ذاكَ الذي بفمِ الهدايةِ بالبغاءِ تكلّما

ذاكَ الذي لبسَ العمامةَ ناكثًا عهدَ السما

لم يكسُ عرياناً ولمْ يسمحْ ولمْ يطعمْ فما

ذاكَ الذي جعلَ الكريمَ من المهانةِ مُعدما

وهو الذي في وجهِ منْ فقدَ الأمان تجهَّما

وهوَ الذي صلّى وصام وشابَ يقصدُ زمزما

لكنّه في منْسكِ المحرومِ ما قد أحرما

وهوَ الذي في الطفِّ قد ذبحَ الرضيعَ على الظما

وهوَ الذي في كلِّ شبرٍ طاهرٍ سفك الدما

صلى ولكن بعدها في أهلهِ قدْ أجرما

لم تنههُ عن فعلِ فحشاءٍ ولنْ يتأثّما

بل إنما جعلته في الجهلِ العميقِ منعَّما

وهوَ الذي عن قلبِ ضبعٍ للفسادِ تكتّما

هو من أطاشَ بها وعلّمها وحتمًا أرغما

هو من تجلببها- العداوة – والتناقضَ أحكما

لا تسألوا عن جرمها وبها التقى قد أجرما

بل سائلوا من ذا الذي لأسى العباد تقدَّما

ومنِ الذي للجائعين المعدمين تفهَّما؟

ومنِ الذي بعطائهِ للسائلينَ تكرَّما؟

ومنِ الذي للبائسينَ الخائرينَ تبسَّما؟

ومنِ الذي أعطى التفاؤلَ دونَ منٍّ أو لِمَا؟

ومنِ الذي للساقطين من الأعالي رمَّما؟

كلٌ لطفليها بدجلةَ مثل أمهما رمى

آهٍ أيا بغداد إذْ حواءَ تسألُ آدما

هلْ هذهِ الأبناءُ قدْ جئنا بها كي نندما؟

٢٠٢٠/٢٠/٢٢

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×