رضي الموسوي.. في الذاكرة النادرة

ياسر آل غريب

 

السيد رضي الموسوي

مذ وعينا على المشهد الشعري في البحرين وثمة أسماء أخذت موقعها إعلاميا مثل: إبراهيم العريض وعلوي الهاشمي وعبدالرحمن رفيع وقاسم حداد..  وصولا إلى جيل الألفية الثالثة الذين تكاثروا وتشكلوا كامتداد إبداعي لجيل الرواد.

غير أن هناك أسماء من جيل الأوائل، لا تقل موهبتهم وإمكانياتهم الأدبية عن مجايليهم لكن لم تتوفر لهم الحظوة في سعة الانتشار  مثل الشاعر السيد رضي الموسوي (1916 – 1976م ) الذي ولد في قرية البلاد القديم وتعلم في نشأته الأولى اللغة العربية والفقه حتى اشتغل في السلك التربوي معلما ثم مديرا.

في برنامج (ساعة مع الذكريات) الذي عرض لأول مرة في السبعينات، وبث مؤخرا على قناة (البحرين لول) اتضحت معالم شخصية رضي الموسوي فقد تحدث عن بداياته ونشره في الصحف باسم مستعار (معروف) معللا أنه فضل هذه الطريقة خوفا من النقد، إلى أن بنى ذاته الشعرية شيئا فشيئا وأخذ يشارك في المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية. ومن الطريف أن مفردة (الزيزفون) التي وردت في إحدى قصائده جعلت رئيس تحرير الصحيفة يشكك أن هذا الشاعر ليس من البحرين؛ لاختلاف معجمه.

  دار الحديث في هذا اللقاء النادر عن جزئيات كثيرة عن حياة الشاعر، وعن علاقته الحميمية مع المكتبة، وكيف حفظ (ألفية بن مالك) شعرا وشرحا حتى أتقن اللغة العربية. وقد استظهر عدة مقطوعات في اللقاء من نهج البلاغة ومن قصائد أبي القاسم الشابي. وعندما سأله المذيع عن رأيه في الشعر الحر قال: إنه سيقبر في يوم ما!!  وأوضح أنه معجب بشعر نزار قباني العمودي لا الحر.  وعلى أية حال يظل هذا الرأي الذي يتبناه الشاعر محل نقاش ومراجعة، لكنه طرحه بكل هدوء وفق ما يملي عليه ذوقه.

إنك لن تجد أي صورة للموسوي في محرك البحث، وحسنا فعلت موسوعة البابطين أنها أوردت سيرته الذاتية مع بعض النماذج الشعرية له. ومن الجميل لو قامت وزارة الإعلام في البحرين بطباعة ديوانه (سيف ووتر) طبعة ثانية؛ ليتعرف الجيل الجديد أن شاعرا بحرينيا عصاميا مر من هنا:

إذا ما ذكرتُكِ في غربتي

وحيدًا ذرفتُ عليك الشؤونْ

فقد مزَّقتْ قلبيَ الذكرياتُ

وقد غادرَتْه حليفَ الشجون

اليوم.. وأنا أقرأ عن رضي الموسوي أشعر أنه يسكن الذاكرة النادرة، مقارنة بشعراء اليوم الذين أتاحت لهم التكنولوجيا الانتشار الواسع، لكن الزمن – وهو أكبر النقاد – سيفرز لنا – ولو بعد حين –  شاعر الجوهر الأساسي وشاعر العَرَض الهامشي.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×