سُرُّ الْخُلُودْ

أحمد فتح الله

أَيُّهَا السَّارِي إِلَى سِبْطِ النَّبِيّ

وَمَنَارٍ لِلْإبَاءِ الْطَّائِلِ

.

أَرْقُبُ الدَّرْبَ إِلَيْهِ دَاعِيًّا

لَيْتَنِي أَحْظَى بِوَصْلٍ عَاجِلِ

.

هَاجَنِي شَوقٌ إِلَيْهِ جَامِحٌ

كُنْ لِشَوقِي خَيْرَ سَاعٍ نَاقِلِ

.

خُذْ لَهُ مِنِّي سَلَامًا وَافِرًا

صِلْ لَهُ مِنِّي سُؤَالَ الْوَاصِلِ

.

ذَا سُؤَالٌ ظَلَّ عِنْدِي حَائِرًا

هَلْ إِلَى آلَامِنَا مِنْ زَائِلِ؟

.

نَحْنُ فِيْهَا مِنْ زَمَانٍ غَابِرٍ

مَا لَنَا غَيْرُ دُعَاءِ الْآمِلِ

.

حَيْنَ تَأْتِيْهِ فَلَا تَنْسَ وَخُذْ

لِي سَنَاءً مِنْ كَرِيْمٍ وَابِلِ

.

وَائْتِنِي مِنْ صَاحِبِ الْجُودِ حِبًا

نَفْحَةً مِنْ طِيْبِ فَيْضٍ سَابِلِ

.

لَا تَسَلْنِي عَنْ فَؤَادٍ هَائِمٍ

إِنَّ قَلْبِي عَالِقٌ بِالنَّاهِلِ

.

فَحُسَيْنٌ سَيِّدٌ قَدْ حَازَنِي

وَاقْتَنَانِي غَيْرَ بَاغٍ صَائِلِ

.

لَسْتُ وَحْدِي لِحُسَيْنٍ عَاشِقًا

كُلُّ شَهْمٍ مُغْرَمٌ بِالْبَاسِلِ

.

لَسْتُ وَحْدِي لَيَزِيْدٍ كَارِهًا

كُلُّ حُرٍّ صَارِخٌ فِي الْقَاتِلِ

.

قَدْ قَتَلْتُمْ ثَانِي سِبْطٍ مَاجِدٍ

مَا حَسَبْتُمْ لِحِسَابِ السَّائِلِ

.

لَا مَفَرٌّ يَوْمَهَا وَالْمُصطفَى

ساخطٌ مِن جُرمِ وغدٍ سَافلِ

.

وَتَعَيْسٌ مَنْ نَبِيٌّ خَصْمُهُ

مَا لَهُ غَيْرُ عِقَابُ الْعَادِلِ

.

يَا لِعَيْنِي مِنْ أَبِيٍّ خَالِدٍ

يَا لِعَيْنِي مِنْ شَهِيْدٍ جَائِلِ

.

ظَلَّ حَيًّا بِشُمُوخٍ شَاهِقٍ

وَالرَّدَى أَفْنَى جُمُوعَ الْبَاطِلِ

.

لَا يَنَالُ الْخُلْدَ إِلَا زَاهِدٌ

فِي حَيَاةٍ دُونَ عِزٍّ شَامِلِ

.

أَو جَرِيءٌ قَالَ حَقًّا مُهْلِكًا

أَو أَبِيٌّ كَالْحُسَيْنِ الْبَاذِلِ

.

بَاذِلٌ أَغْلَى الْفِدَا مُحْتَسِبًا

وَهُنَا سِرُّ الْخُلُوْدِ الْكَامِلِ

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×