إبراهيم آل حسين.. عالج المرضى بالابتسامة قبل الدواء أول المداومين وآخرهم رفض أن يُقام له حفل تكريم في تقاعده
القطيف: عبدالمحسن آل عبيد
في أزقة قريته الخويلدية؛ نثر إبراهيم علي آل حسين ابتساماته. حين تجول فيه الحي الذي كان يسكنه “الديرة”، ستعثر عليها، وإن قادتك أقدامك بين أحياء: المقتة، الخويلديات، الشملي، الخضيرة وأم التلول ستجدها، فسكان هذه الأحياء وأحياء جارتها الجارودية لن ينسوا لأجيال “تواضع” أبي هاني، وإن رحل عن عالمهم.
بعد أن أتم صوم شهر رمضان المبارك، وفي ليلة عيد الفطر، شعر إبراهيم آل حسين بأعراض في الصدر وضيق في التنفس، اتجه لمستشفى القطيف المركزي، لتلقي العلاج.
بقي على السرير الأبيض 138 يوماً، وصبيحة اليوم (الاثنين) انتقل إلى جواره ربه، عصراً شيعته الخويلدية إلى مقبرة الخباقة في القطيف.
الابتسامة قبل الدواء
آل حسين خريج الدفعة الأولى من معهد الصحة في مدينة صفوى، عُين بعد تخرجه لأشهر خارج المنطقة الشرقية، عاد بعدها ليعمل في المراكز الصحية بالقطيف، ويعتبر من أوائل العاملين في القطاع الصحي، وتحديداً في الصيدلة بمحافظة القطيف.
أمضى الراحل 20 عاماً في مركز الرعاية الصحية الأولية بالجارودية، كان خلالها يقدم لمرضاه الابتسامة قبل الدواء، مؤكداً عليهم أخذ العلاج في وقته.
أول المداومين وآخرهم
ومن مركز الجارودية؛ قال الدكتور رياض آل ناس، بنبرة حزن لـ”صُبرة” “رحل أبو هاني صاحب الروح السمحة، والقلب الواسع، كان أول الحاضرين للدوام في المركز، وآخر خارج منه في نهاية الدوام، عملت مع الفقيد لأكثر من 5 سنوات، لم أره يوماً متذمراً من أداء مهامه اليومية، يعامل الجميع على أنه والد لهم، محباً للتطوير، لنفسه وزملائه”.
حين رفض حفل التكريم
أما المراقب الصحي حبيب أحمد المطوع، فعمل مع المرحوم أكثر من 15 عاماً، يصفه بأنه “كان الأخ والمرشد لنا جميعاً، يتمتع بالحنكة في قضايا العمل، وكان دقيقاً مُلماً في جميع القضايا الإدارية والفنية، وعلى دراية تامة بجميع الأرقام الخاصة بالصيدلية”.
يستعيد المطوع موقفاً حصل مع قرب تقاعد المرحوم قبل سنوات، “كنا نعتزم إقامة حفل تكريم له، لكنه رفض هذا الأمر، وأصر أن كلفة الحفل هي من حق زملائه في العمل، ولا ينبغي أن تُنفق على الحفل”.
وأضاف أن المرحوم “كان متعاوناً، ويسعى إلى إرضاء المراجعين، بتوفير الأدوية لهم. وفي حال نقصها؛ يذهب بنفسه لتوفير الأدوية الناقصة. كما كان صاحب شخصية اجتماعية، يحب تقديم المساعدة لأهله. وتعلمت منه الكثير، خصوصاً قربه من أبنائه في تعليمهم، وكان يحفزني دوماً على الحضور معه في المناسبات الاجتماعية، ويبادر بالاتصال والسؤال عن أحوال الجميع”.
تقاعد ولم يترك التواصل
الممرضة أم حسن، التي دربها الفقيد طوال 12 عاماً، تصف الراحل بأنه “الأب الحنون العطوف، والشخص المبادر في عمله”، مبينة أنه رغم تقاعده عن العمل في المركز “إلا أنه كان على تواصل وزيارة؛ مرة أو مرتين في الشهر، للسؤال والاطمئنان”، مضيفة “تعلمت منه الكثير، خصوصاً السعي الدائم لخدمة المراجعين، وتقديم الوصفة العلاجية لهم بكل أريحية وسعة صدر”.
خلف الفقيد 5 أبناء و3 بنات، الأبن الأكبر الدكتور هاني، ورث عن أبيه مهنة الصيدلية، ومحمد مهندس ميكانيكي، وعلي جراح تجميل، وحسن أخصائي التغذية، وحسين مهندس في “أرامكو السعودية”.
اقرأ أيضاً: