إكليل فخر.. إلى المعلم في يومه
مالك آل فتيل
تـعـبـت تــلاحـقُ قــدركَ الألـقـابُ
وتـكـدُّ فــي وصـلٍ لـكَ الأحـسابُ
مـــا أنـــتَ إلَّا تـاجُـهـا ونـفـيـسُها
إكــلـيـلُ فــخــرٍ والـمُـنـى طُــلَّابُ
فـلـكم تـعنَّت فـي وصـالك حـــيلةٌ
وتــضـرَّعـت وتــوسَّـلـت أسبابُ
يـكـفيك فـخـراً أنَّ فـيـك مـحـمَّداً،
نـسـبٌ تُـجـاهدُ دونــهُ الأنـسـابُ
يــا طـارقَ الـعلياءِ هـاكَ مـشورةً:
إنَّ الــتــلـقُّـبَ بــالـمـعـلِّـمِ بـــــابُ
* * *
يــأْتــونَ أطــفــالاً كـأنَّ دروبــهـم
لـيـلٌ، وفـي وضـحِ الـنهارِ سرابُ
يـهـبُ الـعـــقولَ دلـيـلَها وأنـيـسَها
يـروي الــعـيـونَ فــتُــوردُ الآدابُ
هـلعاً يُـطمئنُ فـي فـؤاد صغيــرهِ:
إنَّ الــحـيــاةَ مــحــابــرٌ وكتـــابُ
أنتَ المعاني، أنتَ رسمُ حروفها
أنتَ الـفـنـونُ ونـجـمُها الـخـلَّابُ
أنــتَ الـخرائطُ والـمدائنُ والـدُنى
فــي سـاعـديكَ مــآذنٌ وهـضـابُ
أنت العلومُ الطامحاتُ إلى الفضا
والـتـقـنياتُ ونـظـمُـها الحـســابُ
أنت الـعِـقابُ إذا تـرجَّـلَ عـزمُـنا
وإذا هَـمِـمْـنـاهـا فـأنــتَ ثــــوابُ
* * *
للهِ درُّ الــحــــارثـيـن لــغـيــرهـم
بَذروا وفـي حـينِ الـتَحصُّلِ غابوا
عَـمَروا حـقولَ الآخـرين وحـقلهم
من فـــرط إغــفـالٍ عــلاهُ تُــراب
والجـاعـلينَ غـصـونـهم كـمـدارجٍ
لـلْـطـائـريـن ومـــــا لهــنَّ إيــــابُ
الواهـــبين مــن الــسنينِ سنينــهم
لـم يـحسبوا أنَّ السنينَ سحـــــابُ
كالـبئرِ تـدركـهُا الـجموْعُ بـرغدها
وإذا تصحَّـرتِ العــروقُ أنــابــوا