ضمن مبادرة “إثراء”.. الفن والتراث يقدمان إبداعات 7 فنانين من القطيف في الخبر أم كلثوم ترسم التجريد.. وآل طويلب ينحت الخشب.. وآل رقية يستحضر الأمهات

القطيف: نداء آل سعيد

شغف التشكيل في القطيف لا يُعادله إلا شغف الشعر والأدب. أينما وُجد؛ ذهبوا إليه. آخر تعبيراتهم عن هذا الشغف؛ هو مشاركة 7 من التشكيليين في معرض أقيم على أرض سوق خضار بمحافظة الخبر، تحت إشراف “إثراء”، ولمناسبة اليوم الوطني. وقد اختُتم أول من أمس بعد 4 أيام من عروضه.

وعلى مدار أربعة أيام، شارك الفنانون والحرفيون القطيفيون ضمن 18 تشكيليًا وحرفيًا، في مبادرة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”. نُظمت المبادرة فعالية “The Market”، التي تهدف إلى تطوير سوق الخضار بالخبر، وتضمنت الفعالية عروض الفنون البصرية والعروض الموسيقية وفنون الأداء.

وقد استطاع حرفيو القطيف خلال الفعالية المزج بين جو السوق ومعروضاتهم، ليجتمعا كل من “الفن” و “التسوق” في مساحة واحدة.

والفنانون هم: عباس آل رقيه، غادة الحسن، رؤى الحوري، محسن آل كاظم، زكي الغراش، سيد هاشم آل طويلب، أم كلثوم العلوي.

  آل رقية وتراث القطيف

منذ طفولته وهو يُسقط كل ما يراه من التراث القطيفي على لوحاته، ليجسدها بفرشاته وألوانه. 25 عامًا سلط فيها الضوء على الموروث الشعبي الخليجي، ذلك الإرث الذي يحاول توثيقه بالفن التشكيلي. وفي معظم لوحاته تجد الأم والطفل مرسومة بالأيقونات والزخارف الشعبية، وكذلك البيت الخليجي بكل تفاصيله وزخارفه.

ويصف آل رقية تجربته مع “إثراء” بـ ”التجربة الثرية” قائلًا: “المبادرة داعمة للفن وهذه رؤية الوطن في دعم المواهب والمبدعين، وتطوير الإبداع البصري لدى الشباب في المملكة”.

غادة الحسن

بدأت مسيرتها منذ عام 2001، وتستمر مسيرتها حتى يومنا هذا، شاركت في  المبادرة بلوحتين، مصممين بتقنية ” الكولاج “مقاس كل منهما ١٤٠*١٤٠. وترى أن الفن حالة وتعبير عن الذات فكري ونفسي أولًا، قبل أن يكون قضية وطنية، لكن تصقله الخبرة والتجربة.

محسن آل كاظم و “سحر الخشب”

من قرية البحاري الريفية بدأ هوايته في حرفة خراطة الخشب، واستثمر هواياته في النجارة حتى اتخذها مهنة ووظيفة له، وبعشقه لمادة الخشب طور أعماله الخشبية إلى فن النحت. وأوضح محسن في حديثه لـ”صُبرة”: “نحن جميعًا ممتنون لإقامة الفعاليات الفنية في الأيام الوطنية، والتنظيم الناجح وتميز الفعاليات التي اكتسبنا من خلال هذه المشاركة العديد من المنافع العامة””. وأضاف: “المملكة العربية السعودية غنية بأنواع الأشجار المستخدمة في المنتجات والأواني الخشبية والأثاث والأبواب”.

وتمنى آل كاظم أن يتم التعاقد والتعاون بين الفنانين والحرفيين مع مقاولي التشغيل والصيانة في الأمانات والبلديات باستغلال جذوع الأشجار التي يتم إزالتها أثناء الصيانة والتقليم بدل إتلافها في المرادم، حيث إن بعض أنواع الأشجار بأحجام الكبيرة والجميلة ينتج منها أعمال نحتية ومنتجات جميله تخدم الميادين والحدائق والبيوت.

أم كلثوم ترسم التجريد

شاركت أم كلثوم العلوي في المعرض بست لوحات تشكيلية ذات طابع تجريدي، بهيئة “إصبع اليد” كانت لوحاتها تجسد مجموعة من الأشخاص مرسومة بأحرف اللغة العربية.

وتهدف العلوي إلى أن تكون لوحاتها رسالة سلام إلى الشعوب، موضحة ذلك عبر قراءة لوحاتها “اللوحات تتحدث عن اجتماع مجموعة من الأشخاص مختلفين، لكن وضعهم ضمن الأطر التجريدية وتحويلهم إلى أشكال وخطوط وكتل لونية عمل على إلغاء هويتهم، مما جعلهم يبدون كما لو أنهم شخص واحد مكرر بصور مختلفة، هذا حقيقة الاختلاف بين البشر”.

العلوي حاصلة الماجستير في الأحياء الدقيقة ودبلوم في علم الفنون البصرية، وشاركت وأقامت العديد من المعارض الفنية، لديها العديد من المشاركات المحلية والدولية.

وبدأت موهبتها تتشكل مثلما تشكل لوحاتها منذ الصغر باستخدام أدوات التلوين، لكن عدم توافر الكثير من الأدوات في بداية مسيرتها تصفه بـ”سوء الحظ”، قائلة “من سوء الحظ في ذلك الوقت أن أدوات تعليم الرسم لم تكن متوفرة، ليست كما هي عليه في الوقت الحالي”.

رؤى الحوري و”فن الريزن”

منذ أربع سنوات عملت رؤى على مادة الريزن السائلة التي تتحول للصلابة،_ حينما تخلطها بمكون آخر يسمى “المصلب” وتتخذ شكل الوعاء الذي يسكب فيه. تتميز بشفافيتها ولمعانها حيث تضفي بُعدًا آخر للأعمال الفنية، هذه المادة تطورت خلال السنوات لتدخل في صناعة الأرضيات، الطاولات وفي الإكسسوارات المنزلية والأعمال الفنية.

ويشكل فن الريزن متنفساً لرؤى إذ يفتح آفاق واسعة في مخيلتها لوجود احتمالات لا نهائية تمكنها من صنع أي فكرة إبداعية.

وحسب قولها؛ فإن الأعمال الفنية التي تعملها سوء بالريزن هي فرصة لخلق الجمال من حولها. ودمج هذا اللون من الفن بأنواع أخرى من الفنون في المرحلة القادمة”تطمح رؤى إلى.

فخاريات الغراش

من مسقط رأسه في القطيف عمل زكي على الغراش في صناعة الفخار بأنواعها، أخذ المهنة من والده في عمرٍ مبكر، لكنه أضاف إليها على مدار أربعة وعشرون عامًا، شارك في العديد من الفعاليات والمهرجانات المحلية بالمملكة

رافقته في المعرض آلة صنع الفخار في عرض حر للمتسوقين، الذين توافدوا على الفعالية رغم حرارة ورطوبة الطقس وظروف تفشي جائحة كوفيد-19.

“مهنة في اليد أمان من الفقر” كانت هذه رسالته للمحافظة ، للتشجيع على الصناعات اليدوية الوطنية.

أخشاب هاشم آل طويلب

أحب الأخشاب لطبيعتها رغم عيوبها، عيناه تلتقط الجمال من الخدوش والكسور والأخشاب المتعرضة لبعض الآفات، يلتقط الأخشاب المهملة من بين الشوارع والمزارع لإعادة تصنيعها لتتحول إلى تحف فنية.

بدأ مشروعه منذ 2014، أخذ حب الأعمال الحرفية واليدوية من والده، وتطورت نظرته بفضل حبه للتصوير، استهواه عالم الخراطة وتشكيل المعادن ونجارة الخشب.

شارك بالعديد من المنتجات في مبادرة (إثراء)، قائلًا: “مبادرة جميلة من إثراء والبلدية لتجديد سوق الخضار المركزي بالخبر”.

 يطمح “آل طويلب” إلى أن يرى هذه المبادرة بالقطيف، وتشجيع شباب الحرفيين من بلدته، عبر تقديم الدورات التدريبية، وأوضح: “أسست قروب في الواتساب أتمنى أن يكون الواجهة الأولى التي تجمع كل من يحب مجال الخراطة”.

للحرفي أمنية أخرى وهي التدريب في مجال الخراطة، ونشر ثقافة إعادة التصنيع من المواد الخشبية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×