“التعليم”: دراسة مسحية لمعرفة سلوكيات الطلبة في دخول “مدرستي” آل الشيخ أكد عدم التخلي عن واجب إيصال التعليم للجميع رغم "كورونا"
الرياض: واس
كشف وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، عن عزم وزارته إجراء دراسات مسحية لمعرفة سلوكيات الطلاب والطالبات في الدخول لمنصة “مدرستي”، والتفاعل معها، والاستفادة من خدماتها، إلى جانب التعرف على التحديات التي قد تواجه البعض، وخصوصاً في الأماكن النائية.
وأكد الوزير في لقاء جمعه مساء أمس (الخميس)، مع إعلاميين، أن الوزارة “لن تتخلى عن واجبها في إيصال التعليم لجميع أبناء وبنات المملكة، رغم الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا”، مشيراً إلى أن هذه المسؤولية “مستأمنون عليها، وسنعمل جاهدين عليها لخدمة الطالب والطالبة”.
وقال آل الشيخ: “إن وزارة التعليم أدركت – منذ وقت مبكر – أن العام الدراسي الحالي يُعد عاماً استثنائياً بسبب الجائحة، لذا سعت إلى التعامل مع كل الخيارات الممكنة، وأعدت الخطط والنماذج التشغيلية، وانتهى الأمر باعتماد الدراسة عن بُعد، حفاظاً على سلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، وفي ضوء إمكانات الوزارة المادية والبشرية والبنية التحتية المتوافرة لديها”.
مشكلة عالمية
وأشار إلى أن العالم اليوم – وليس المملكة وحدها – يواجه تحديات كبيرة في التعليم عن بُعد، كاشفاً أنه خلال الاجتماع الأخير مع وزراء التعليم في دول مجموعة العشرين “كان التحدي واضحاً في خطاب الوزراء تجاه التعليم عن بُعد؛ مدعوماً بتقارير المنظمات الدولية حول تلك التحديات”.
وأضاف أنه “لا يوجد في العالم نموذج للتعليم عن بُعد في مدارس التعليم العام متفق عليه؛ فكل دولة تمارس نموذجها الخاص سواء عن بُعد أو حضورياً أو مزيجاً بينهما، موضحاً أن دولاً كثيرة في هذا العالم واجهت قراراتها تحديات كبيرة لاستمرار رحلتها التعليمية عن بُعد، واضطر بعضها إلى تغيير أو تأجيل أو إيقاف الدراسة، خصوصاً بعد اكتشاف حالات إصابة بين الطلاب”.
نظام تقني جديد
ولفت إلى أننا في المملكة “نعيش تجربة جديدة في منصة مدرستي باعتباره نظاماً تقنياً جديداً، واستطاعت الوزارة خلال مدة وجيزة أن تنقل 6 ملايين طالب وطالبة، و525 ألفاً من شاغلي الوظائف التعليمية؛ فضلاً عن أولياء الأمور إلى منصة واحدة”.
وأبان أن الوزارة اختارت حلاً ليس سهلاً من خلال منصة “مدرستي” لتكون نموذجاً تفاعلياً حقيقياً، ولكنها فضّلت أن تعيش هذا التحدي لثقتها بشراكة الجميع معها، إلى جانب توفير البدائل المناسبة للمنصة من خلال دروس “عين” في 23 قناة، أو الدخول مباشرة على “مايكروسوفت Teams”.
قصة نجاح جديدة
ولفت آل الشيخ، إلى أن الأرقام التي تسجلها منصة مدرستي تظهر أن الوطن أمام قصة نجاح جديدة، مهمٌ دعمها، وتوثيقها، وتقييمها، واستكمال كل الخدمات المتوفرة فيها، مبيناً أن أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة يمثلون 85% من إجمالي عدد الدارسين في المدارس الحكومية يتفاعلون اليوم مع معلميهم، موضحاً أن الهدف الذي تسعى إليه الوزارة من هذه الجهود المستمرة هو الحفاظ على استمرار العملية التعليمية، وتقليص أي فاقد تعليمي.
وأوضح وزير التعليم أن الوزارة استطاعت أن تتغلب على عدد من التحديات، والسعي الجاد لمعالجتها، وكل عمل لا يخلو من تحديات نستطيع أن نتجاوزها بالتعاون والتكامل بين الجميع.
وأكد أهمية تعاون ومشاركة الأسرة وأولياء الأمور في دعم الرحلة التعليمية لأبنائهم، وتعزيز علاقة المنزل بالمدرسة بعد أن انتقل كثير من مهام المدرسة في التعليم عن بُعد إلى المنزل، مشيداً بجهود المعلمين والمعلمات وتفاعلهم مع طلابهم، مشيراً إلى أن جائحة كورونا فرصة لتغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؛ لذا مهمٌ أن يتشارك الجميع في مسؤولية تضامنية لتحقيق ذلك التغيير نحو مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، وتحقيق التوجه الاستراتيجي للوزارة في جعل منصة مدرستي منصة تعليمية دائمة وليست مؤقتة.