جدة البلدة تستضيف متحفاً لإبداعات عميد الفن السعودي طارق عبد الحكيم لحن السلام الوطني وألف 500 عمل موسيقي وأغاني شعبيّة

الرياض: صُبرة، واس

بعد 8 سنوات من رحيله، ما زالت إنجازات الموسيقار طارق عبد الحكيم الفنية راسخة في أذهان السعوديين وغيرهم، خصوصاً السلام الوطني السعودي الذي لحنه، وهو ما دفع وزارة الثقافة لإنشاء متحف موسيقي خاص به في مدينة جدة البلد، بمحتويات تُعبّر عن ثراء التاريخ الموسيقي المحلي، وإسهامات الفنان الراحل في مسيرة الفن في المملكة.

ويفتتح المتحف أواخر عام 2022، ويقام بشكل دائم في بيت المنوفي في منطقة البلد التاريخية المسجلة في قائمة “يونيسكو للتراث العالمي” عام 2014.

عبدالحكيم أو عميد الفن السعودي، كان مُلحّناً ومُغنياً، وباحثاً في الموسيقى، ومؤرخاً يجمع الوثائق والآلات الموسيقيّة، وكان مُهتماً بالفنون الفلكلورية وقائداً لفرقة موسيقية.

ويتضمن المتحف مجموعة من أرشيف ومتعلقاته الشخصية، من آلات موسيقية وبكرات لتسجيلاته، وألبومات صور، وبعض المقطوعات الموسيقية لكبار المطربين العرب، مثل أم كلثوم وعبدالوهاب، إلى جانب وثائق مرئية وصوتية لطارق عبدالحكيم، وهو يؤدي مؤلفاته مع آخرين، ومؤلفاته الموسيقية من الأناشيد الوطنية وغيرها.

وينقسم المتحف إلى قسمين رئيسيين؛ أولهما لعرض التاريخ الشخصي للفنان الراحل، والثاني سيكون مركزاً للأبحاث الموسيقية، يشمل مقالات وكتابات عن الموسيقى السعودية، بالإضافة إلى بحوث عن موسيقى العالم العربي، وسيخدم الباحثين الموسيقيين الذين يتطلعون إلى توسيع معرفتهم بالموسيقى المتنوعة. وسيتولى المتحف حفظ التاريخ الذي صنعه الفنان الراحل، كما سيحفظ التراث الموسيقي بشكل عام.

العود والموسيقى

ولد عبدالحكيم عام 1920 في ضاحية المثناة في الطائف، وبرع منذ يفاعته في غناء الأغاني المحلية وأداء فنون الرقص والموسيقى الشعبية الشهيرة في الطائف، قبل أن يتعرَّف على العود والموسيقى المعاصرة والجديدة في المنطقة الغربية.

وبعد انضمامه للجيش، تم ابتعاثه إلى مصر عام 1952، وهو أول سعودي يدرس موسيقى الفرقة العسكرية، وتعلم هناك قراءة وكتابة النوتة الموسيقية، وألف حينها وسجل مقطوعات موسيقيّة غنّى بعضها فنانين عرب، وتم استخدامها في الإذاعة المصرية. وعندما عاد إلى المملكة، أسس مدرسة موسيقى الجيش السعودي عام 1954، ودرّب 14 فرقة لمسيرة عسكرية كاملة تم توزيعها على مدن ومناطق مختلفة من المملكة.

الإرث الشعبي

واهتم عبدالحكيم بالإرث الشعبي الوطني؛ حيث كتب أكثر من 10 كتب ومخطوطات تغطي الموسيقى الإقليمية، والآلات، والموسيقيين، كما كتب عدّة أعمال تتناول مجموعة من الموضوعات الثقافية والتراثية من الطعام التقليدي إلى الألعاب والأساطير والأقوال. إضافةً إلى ذلك؛ ألّف أكثر من 500 مؤلَّف موسيقي وعدّة أغاني شعبيّة. وفي عام 1972 ساعد طارق عبدالحكيم في تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

فرقة وطنية

في عام 1976، تم تعيين طارق عبدالحكيم رئيساً لقسم الفولكلور في المملكة، كما قام بتشكيل فرقة وطنية تقدم عروضاً في المناسبات الكبرى.

وحصل على الاعتراف محلياً ودولياً، ففي عام 1981 فاز بجائزة “يونيسكو الدوليّة للموسيقى”، وهو أول عربي يحصل على هذه الجائزة والموسيقيّ السادس في العالم الذي يُمنح هذا الشرف.

وفي عام 1983، انتخب رئيساً لمجلس الموسيقى العربية التابع لجامعة الدول العربية، ثم أُعيد انتخابه عام 1987 حيث شغل منصب ممثل المملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×