خلالاً أو بسراً أو متمراً.. قطيفيون “يفرزنون” الرطب صيفاً ليأكلوا “العفوسة” شتاءً النساء يتفنن في طرق التخزين.. والخلاص ثم الهلالي في الصدارة
القطيف: ليلى العوامي
بين أواخر يونيو وأواخر أكتوبر تطرح نخيل القطيف ثمارها، لكن بيوت القطيفيين لا تخلو من الرطب طوال العام، ليس تمراً، بل رطباً طازجاً، فقد توارثت القطيفيات طُرق تخزينه، لأكله في غير موسمه.
رغم تباين الأنواع التي تُخزن؛ إلا أن لـ”الخلاص” النصيب الأكبر في الحفظ، وبصور متعددة، ويأتي بعده الهلالي إذا كان بسراً؛ لحلاوته، ويُصنع منه السلوق.
خلال أو بسر أو رطب
تقول فخرية العبدالرسول “والدتي حريصة جداً على تخزين الخلاص، سواءً كان بسراً (ناضجاً ولونه واحد)، أو رطباً (مناصف ذو لونين)، لاستخدامه حينما ينتهي موسم الرطب في نهاية شهر أكتوبر؛ فهي تحب أن تفطر عليه حينما تصوم”.
تُخزن أم فخرية الرطب باستخدام ورق مُقوى، ثم تلفه بقطعة من القماش، لتضعه في الفريزر. كما تقوم بتخزين الخلال (الثمرة الخضراء قبل نضوجها) في أكياس، “ليفرح به الأطفال” كما تقول ابنتها فخرية.
عصيدة وعفوسة
تفضل سعاد الطويل، رطب الهلالي، “لأنه لا يعلق في سقف الحلق” على حد قولها، ومتى ما حصلت عليه؛ تخزنه في الفريزر باستخدام علب معدنية “لأنها موصلة جيد للحرارة، لتناوله في شهر رمضان بدل التمر، كوني لا أفضل أكله”.
وتحرص زهراء العكروش، على أن يكون الرطب متوافراً في منزلها بشتى صوره، وتصنع منه الدبس، أو الحلويات، أو مُخزن في الفريزر؛ كي تأكله حينما ينتهي موسمه. تقول “بعد تنظيفه؛ أخزن الرطب في الفريزر باستخدام أكياس بلاستيك، وعلب”.
ولا تخزن العكروش إلا رطب الخلاص؛ “لحلاوة طعمه، فهو سيد الرطب، وهو الأفضل للأكلات الشعبية، مثل العصيدة، والعفوسة، التي أصبحت تُباع بأسعار مرتفعة جداً، وأيضا أصنع من ماء الرطب المنقوع؛ الكيك، يعني لا حيرة في الرطب إن كان ناضجاً جداً أو ليناً، إلى أن ينتهي المطاف به ليكون دبساً، أو تمراً”.
مُربى وممروس
رغم أن نسرين الزاير، ورثت من والدتها تخزين الرطب، لكنها تقول “تخزين والدتي أم زكريا مختلف، فهي تخزنه بكميات كبيرة بعد فرزه، وبطريقة صحيحة، وتجمده لاستخدامه في أوقات عدم وفرته”، مضيفة “بمجرد سماعها خبر نزول الرطب؛ تأخذ سحارة للتخزين، حتى لو كان سعره غال نسبياً”.
على غرار أخريات تفضل الزاير، الخلاص “وبلا منازع”، وتفضل صنع طبق “العفوسة القلعاوية” على طريقة أمها أيضاً. كما تصنع منه المُربى، وكذلك العصيدة، والممروس.
الخلاص لا يتغير بالتجميد
لا تشتري سكينة صادق، الرطب، فهي تحصل عليه “من خيرات الأهل في الأحساء، ومن مزارعهم”، تقول “لا أخزن أي نوع من الرطب؛ فطعمه يتغير في الفريزر، إلا الخلاص فهو الوحيد الذي أخزنه إذا تمر، وأنظفه من قشوره ولبه، ليكون جاهزاً لصنع العفوسة؛ طبختي المفضلة، فهو يبقى ليناً في الفريزر ولا يجمد، ولا يتغير طعمه”.
الخبيص والمحمر
اعتادت أم عبدالله البنعلي على تخزين الرطب في الفريزر، سواءً كان أصفر (بسراً) أو ليناً، باستخدام أوعية بلاستيك، ولمدة طويلة قد تصل إلى سبعة أشهر، أو أقل بقليل، خاصة الخلاص، حتى نستفيد منه في صناعة كيكة التمر، والخبيص والمربى، ونضيفه مع رز المحمر، ونصنع منه العصيد، والحمد لله فنعمه كثيرة”، مبينة أنه في شهر رمضان إذا كان صيفاً “أكلنا من الرطب، وإذا كان شتاءً أكلنا التمر”.
وبخلاف الأخريات؛ تفضل إكرام الصفار، رطب الهلالي، وتستمتع بسلقه، تقول “خاصة النوع الذي لا يكون رطباً (مناصفاً)، بل أصفر كله (بسر)؛ فبعد سلقه أضعه في أكياس بلاستيك، ونأكله متى ما اشتهينا.
الشيشي والحلاو والخنيزي
تخزن مريم الحمود، رطب الشيشي، الحلاو والخنيزي، وتضعه في حافظات بلاستيك صغيرة، تقول “تخزين الخلاص مختلف تماماً، فبعد تنظيفه من قشوره ولبه أضعه بمقدار الكميات التي استخدمها في مقادير الطبخات، فبعضها بمقدار كوب، وأخرى كوبين، وأضعه في حافظات بلاستيك يقارب عددها الـ50، من الحجم المتوسط”، مضيفة “اشتريت فريزر خاص للروبيان والرطب”.
فريزر البخار أفضل
منيت التجربة الأولى لخلود محمد حسن، في تخزين الرطب بالفشل، ولكنها تقول “جربت مرة أخرى ووضعته في كرتون صغير، ووضعت الكرتون في الفريزر ملفوفاً بالبلاستيك حتى لا يترطب، ونجحت التجربة، ولكنني لا أفكر في إعادتها؛ لأنها تحتاج مكاناً واسعاً”، مضيفة أن “أم زوجي لا تقصر معنا، فهي المورد الرئيس للعائلة”.
وتعلمت سكينة الوحيد، طريقة التخزين من موظفة في الشركة التي تعمل فيها، وتعتمد على فريزر يعمل بالبخار، تقول “ليست كل الأنواع يمكن تخزينها في الفريزر العادي بالثلج، وقد جربت طريقة زميلتي، بعدما اشترينا فريزر بالبخار، وضبطت التجربة. واليوم نخزن الرطب الغرة، النوق، الهلالي والخنيزي، في علب كرتونية صغيرة. بينما الخلاص في أكياس نايلون، لنستفيد منه شتاءً في صنع الحلويات والدبس لشهر رمضان، وطبقنا المفضل العفوسة، والرنقية، وهي حلويات تُصنع من الطحين والتمر والهيل، وهي مشهورة في البحرين والكويت”.