الكشف المبكر على أطفال التوحد يُعالج المشكلة ويُقلص أعباء الدولة 7 مرات أحدث إحصائية: طفل مصاب بالمرض من كل 45 طفلاً في المملكة

الخبر: صُبرة

بمضامين توعوية وأخرى اقتصادية، خلص لقاء أقامته ديوانية الأطباء بعنوان “التوحد والتدخل الوقائي المبكر للإعاقة” إلى أن التدخل والكشف المبكر على أطفال التوحد، يساهم في حل هذه المعضلة سريعاً، يضاف إلى ذلك أن كل ريال يُصرف على الكشف المبكر، يوفر على الدولة 7 ريالات تُنفق عند وصول الطفل المصاب إلى سن 5 سنوات.

وأشار اللقاء رقم 59، الذي أقيم عن بُعد أمس الأول، إلى نقص في مراكز الفحص المتخصصة للكشف المبكر عن مرض التوحد على مستوى المملكة، ما يزيد الفجوة ويرفع عدد المرضى. وحذر أولياء الأمور من أن “إغلاق الأبواب” على المعاقين ليس حلاً للمشكلة، التي يمكن أن تتضاعف. وأوصتهم بمجابهة المرض والاعلان عنه والبحث عن العلاج.

التوحد والتدخل

بداية اللقاء، كانت مع الدكتور واصف كابلي، من مركز نداء الأمل لذوي الاعاقة بجدة، الذي قال إن أسباب التوحد غير معروفه، ويعتبرها البعض مزيجاً من أمراض وراثية أو طبيعية أو حوادث اجتماعيه ونفسية “كآبة، وفاة عزيز، خسارة مالية” مرت بها الأم اثناء الحمل، بالإضافة الى عوامل أخرى تعرضها في حياتها الزوجية من عنف أسرى أثناء الحمل، وتدخل بموجبه في حاله كآبة وحزن وألم نفسي، قد يحرم الطفل من بعض الانزيمات المغذية التي تنعكس على الجنين بالتوحد”.

ويرى بعض المتخصصين ـ بحسب كابلي ـ أن التوحد هو نتيجة حتمية لبعض العوامل المساندة أثناء الحمل مثل “التدخين، شرب المسكرات، أدوية دون وصفة طبية، بعض التطعيمات الثلاثية التي تؤخذ مرة واحدة”، وهناك اعاقات يكون سببها طريقة التوليد أو نقص الاكسجين في المستشفيات، وأحياناً يكون هناك مشاكله في القوقعة تحرم الرضيع من التواصل.

سبب المرض

 وطالب كابلي بعمل بحث مجتمعي يشرف عليه عدد من الأطباء في الجامعات ومراكز البحث العلمي، بهدف التحقق من سبب مرض التوحد أثناء الحمل. وقال: “قد نتمكن من معرفة السبب ونوع الإفرازات التي لم تفرز أثناء الحالة النفسية والاجتماعية التي قد تكون سبباً في التوحد، ثم نتوصل للحقن التي تعوض هذا النقص الذي سبب التوحد، وتعطي في الأشهر الأولى بعد الوضع”، موصياً في ذات السياق بـ”تطوير المهارات المهنية والرياضية والاجتماعية والحياتية لمرضى التوحد والتخلف العقلي ومتلازمة داون لمن تجاوز سنهم ١٢ عاماً”.

الاضطرابات النمائية

في المقابل، كشف استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور تركي البطي أن نسبة الاطفال المصابين بالتوحد بالمملكة بحسب دراسة أجريت حديثاً، وسوف تنشر نتائجها قريبا 1/ لكل 45 طفلاً، أي أن نسبة الاصابة 1.5-2%. وتابع: “هذه النسبة قريبة من النسبة العالمية”، لافتاً الى أن الدراسات الحديثة العالمية “أظهرت تزايد نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد بشكل مضطرد خلال 15 الماضية، حيث زاد العدد من ١ لكل ١٦٦ طفلاً في عام ٢٠٠٤،  ليصل الى ١ لكل ٥٤ طفلاً في عام ٢٠٢٠”.  

واكد البطي أن الكشف المبكر على الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالتوحد، سيوفر على الدولة مبالغ كبيرة. وقال: “كل ريال يصرف على الكشف المبكر يوفر 7 ريالات قبل وصول الطفل الى سن 5 سنوات”، مبيناً في ذات السياق أن “التوحد هو اضطراب نمائي عبارة عن عوامل وراثية وبيئية طبيعية، وأن الاعراض تظهر في عمر مبكر من حياة الطفل في مرحلة السنة والسنة والنصف، ويصبح هناك صعوبة في التواصل مع الاخرين، الذي من المفترض ان يبدأ هذا التواصل من عمر ستة أشهر الى سنة ونصف السنة”.

التشخيص المبكر

وسلطت أم يوسف والدة طفل توحدي، الضوء على معاناتها مع ابنها ذوي السنوات الخمس، الذي كان مصاباً بطيف توحدي عال، وبفضل اهتمامها ودراستها وتركيزها على هذا المرض منذ السنة والنصف الاولى بعد ملاحظته على ابنها، تم علاج الابن، وأصبح بشكل أفضل، مطالبة بضرورة التشخيص المبكر لأطفال التوحد والتدخل المبكر، وأن يكون هناك برامج وورش تدريبية للأمهات للتعامل مع حالات ابنائهم، وفي مجال التدخل المبكر، الى جانب دورات تدريبيه للمعلمين والمعلمات في المراكز بأحدث الطرق التعليمية ليطوروا أنفسهم والاستفادة من تجارب جميع الدول”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×