عدنان العوامي معقّبا: إلى أخي العزيز سراج

عدنان العوامي

في اعتقادي أن توالي التعقيبات على موضوع (ميناء القطيف مسيرة شعر وتاريخ) سيرفع من قيمته، ويزيد غِناه، بما يضيفه المعقبون من معلومات، أو استدراكات لفوائتَ؛ إما أن الكاتب أغفلها سهوًا، أو أنه غيرُ مطلع عليها، من هذا الملحظ يأتي اهتمامي بتعقيبات الإخوة المعقبين، وآخرها رد الأخ الأستاذ سراج علي أبو السعود على تعقيبي على استدراك الأخ الأستاذ الصديق محمد رضا نصر الله، المنشور  في صحيفة صُبرة الإلكترونية.

أشار الأستاذ سراج إلى أنَّ تحديدي لوفاة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي، والد الملك عبد العزيز (رحمهم الله)، بسنة 1309هـ، خطأ، وأن الصواب هو سنة 1346هـ، هذه الملاحظة صحيحة، وقد سبقه إلى التنبيه عليها الصديق العزيز الدكتور عبد الرحمن عبد الله ثامر الأحمري، أستاذ التاريخ الحديث المساعد بكلية المعلمين – جامعة الملك، وأجبته بأن الخطأ من المصدر، ووعدته بالتصويب.

لقد استندت في تاريخ وفاة الإمام إلى الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية، وخطئي هو في ظني بأن ما دُوِّن في مستهل الترجمة تاريخ الوفاة، وتبين أن المقصود هو نهاية الفترة الثانية من حكم الإمام. فشكرًا لكلا الأخوين العزيزين الدكتور الأحمري والأستاذ أبي السعود على هذا التنبيه والتصويب.

مذكرة حسن أفندي

هذه تحتاج إلى وقفة أوضح فيها بعض الأمور:

– إن إحالة الأستاذ سراج إلى رابط مقالة السيد علي حول الحاج عبد الله بن نصر الله (رحمه الله) ليست بذات نفع؛ لأن موقع المجلة الإلكتروني – لم توضع فيه صورة المذكرة، واقتصر على عبارة (صورة فوتساتية لرسالة حسن أفندي)، وواضح أن هذا  سهو من مخرج المجلة([1]).

– نُشِرت صورة المذكرة في المجلة الورقية وأعيد نشره في كتاب (رجال عاصرتهم)، وكان نصيبُها نصيبَ سابقتها؛ فقد كانت الصورة قديمة، ومليئة بالبُقع، فأراد المخرج تنقيتها من البقع، لكن – من غير قصد – طالت التنقية موضعًا مهمًّا من التاريخ هو تاريخ السنة، فحولته من سنة (347) إلى صفر كبير يقرب من الرقم 5 وبه خطَّان منفرجان إلى الأعلى, بعده رقم 34، فصار الرقم يمكن أن يقرأ: 345، أو 347.

ولحسن الحظ أنني أحتفظ بنسخة من أصل الرسالة قبل تنظيفها من البُقع، والتاريخ فيها سنة 347.

بعد هذا الإيضاح أرجو أن لا يساء الفهم في نسبتي الاشتباه إلى السيد علي (رحمه الله) في اعتباره المعاشَ المقصود في المذكرة هو معاش الإمام عبد الرحمن، والد الملك، فهذا كما سلفت الإشارة – توفي عام 1346هـ. والمذكرة متأخرة قرابة العام عن تاريخ وفاته.

أما إذا واصلنا قراءة ما كتبه السيد علي (عفا الله عنه)، فسنقف على اشتباه آخر في السؤال الذي افترضه، ثم أجاب عليه وهو: (ولعل ثمة من يتساءل: لماذا يُدفَع راتب الإمام – وهو يقيم في الرياض – من القطيف؟ غير أننا إذا استعرضنا أوضاع مناطق المملكة الاقتصادية في تلك الحِقبة؛ نجد أن ذلك أمر طبيعي، فالحجاز – يومها – لم تدخل – بعد – ضمن المناطق التي سيطر عليها الملك عبد العزيز، ونَجْد ليس فيها إيرادات مالية وافرة، وكانت القطيف مركزًا رئيسيًّا للإدارة المالية في هذه المنطقة، فكان فيها إدارة المالية – وكانت تسمَّى اختصارا: “المالية”، كما كان فيها الجمرك، وإدارة أملاك الدولة التي كان يديرها عبد الله نصر الله، وكانت تسمى “بيت المال”…).

ما قاله عن القطيف لا مراء فيه، لكنَّ ما يخص الحجاز فيه اشتباه أو نسيان من أبي كامل، فالحجاز دخلت في حوزة الملك سنة 1344هـ، وفي هذه السنة تسمَّى الملك (بملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها)([2])، ثم إن القطيف أقرب مسافة إلى الرياض من الحجاز.  

أضيف: ليس معاش الملك وحده هو الذي كان يصرف من القطيف، بل إن ثياب الملك وثياب أنجاله كانت تجهز في القطيف كذلك، والسيد علي نفسه في سلسلة مقالاته بمجلة الواحة([3]): (رجال عاصرتهم) ترجم للحاج صالح المسلم (رحمه الله) بعنوان: (خياط الملك عبد العزيز)([4])، وأعيد نشره في كتاب (رجال عاصرتهم).   

في الختام آمل أن لا يزايد عليَّ أحدٌ في مكانة السيد علي العوامي من نفسي، فنسبتي الاشتباه أو النسيان إليه ليست جديدة، فقد اقترفتها معه في حياته (رحمه الله)، فعلى سبيل المثال في العدد (13)([5]) من مجلة الواحة ناكفته في غير مسألة بينت فيها سهوه أو اشتباهه، فتقبل تلك الملاحظات بما عهد فيه من رحابة صدر، وبحث عن الحقيقة.

—————

([1]) انظر رابط صفحة المقال في مجلة الواحة، العدد 18:  https://bit.ly/2YVQ7co

([2]) انظر: الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية، مركز نظم المعلومات الجغرافية بدارة الملك عبد العزيز، الرياض، الطبعة الأولى، 1421هـ، 2000م، ص: 159.

([3])العدد 19، الرابط: https://chl.li/LwZ8f.

([4]) انظر: الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية، مركز نظم المعلومات الجغرافية بدارة الملك عبد العزيز، الرياض، الطبعة الأولى، 1421هـ، 2000م، ص: 159.

([5])الرابط: https://chl.li/IJpYS.

اقرأ أيضاً

مع الأُستاذ الأديب السيد عدنان العوامي في وثيقة حسن أفندي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×