11 خطوة أوصلت وجدان الفرج إلى منصّة “المعلم الخبير” في مايكروسوفت ابنة العوامية تحوّلت إلى أيقونة وطنية وحملت علم بلادها في سانغفورة

طوّرت التفكير الحاسوبي إلى مهارات تفكير إبداعي وبدأت بطالباتها

القطيف: ليلى العوامي

لم يكن فوزها سهلاً، لكن حملها علم بلادها بعد الفوز في مسابقة مايكروسوفت العالمية؛ جعل منها أيقونةً وطنية مشرفة. إنها وجدان محمد سلمان الفرج، معلمة الفيزياء، ابنة العوامية التي وقف الوطن كله إجلالاً لإنجازها العالمي، وطرق جوّالها كبار مسؤولي التعليم مهنّئين إياها بهذا المنجز المحسوب على المملكة العربية السعودية.

حاورتها “صُبرة” في مشروعها الفائز، وفي قصته، وفي خطواته، وصولاً إلى اللحظة التاريخية في حياتها، حين أُعلنَ اسمُها فائزة في المسابقة.. وكان هذا الحديث..

 مسابقة تنافسية

في البداية تضع الفرج توصيفاً لـ “المسابقة التي تنظمها شركة مايكرسوفت بالتعاون مع وزارات التعليم في جميع الدول، وهي مسابقة تنافسية، منذ بداية الحصول على اللقب وشهادة معلم مايكرسوفت الخبير مرورا بالترشيح لحضور المؤتمر وختاما بالفوز. يحضرها عدد كبير من المعلمين الخبراء من جميع أنحاء العالم، ليعرضوا أفكارهم ويشاركوها المعلمين الآخرين، يفيدون ويستفيدون، يتنافسون في إثبات قدرتهم على ابتكار مشاريع لحل المشكلات”.

تضيف “معيار الفوز هو تحدٍّ يقدَّم للمعلمين بعد توزيعهم في مجموعات مختلفة، هذا التحدي عبارة عن مشكلة قد تكون اجتماعية او بيئية أو تعليمية، ولا بد للمعلم أن يبتكر طريقة لحلها، ويبني مشروعاً ذا خطة تشمل أهدافاً و أدواتٍ ومهامَّ يقوم بها الطالب، ويوظف المعلم أفضل ما يعرف من استراتيجيات واتجاهات تعليمية، كي يكتسب الطالب مهارات في عدة مجالات من خلال حل المشكلة المطروحة”.

 ضيق الوقت

التحدّي الصعب الذي واجهته الفرج هو الوقت الضيق.. تقول “ابتكار خطة المشروع في وقت ضيق مع فريق مختلف اللغات والجنسيات و الثقافات ليس بالأمر السهل، بالإضافة إلى المعايير الدقيقة التي يجب أن يشملها المشروع. بالتالي كانت الجائزة الكبرى لمشروعي بعنوان “Hacking An inclusive STEAM Garden، وتقول “استخدمت في تطبيق مشروعي مهارات التفكير الحاسوبي الذي قمت بتطويره الى مهارات التفكير الإبداعي بهدف اكساب الطلاب مهارات متعددة في عدة جوانب”.

 بدأت هنا  

وعند بداية شعورها بالنجاح تقول الفرج “وصلتني دعوة مايكرسوفت لحضور المؤتمر، فبدأت بتجهيز طريقة عرض مشروعي الفردي الذي رُشِّح للعرض في صالة العرض العالمية بسنغافورة، وسبق لي أن طبقته مع طالباتي مسبقاً، وكان بعنوان Bring Life to Your Classroom“. تضيف “قمت بعمل تصميم ملصق علمي  خاص لشرح فكرته ورفع تقرير عنه في موقع مجتمع مايكرسوفت للمعلمين”.

وتقول “كان لمشروعي  مخرجات عاليه الجودة  فنال الترشيح للعرض في صالة العرض العالمية للمشاريع. وقد جاء السيد انطوني سالسيتو نائب الرئيس التنفيذي لشركة مايكرسوفت للشؤون التعليمية، عند ركن المشاريع السعودية، وطلب مني شرح فكرة مشروعي. وقد أصغى بعناية وأبدى إعجابه، وبالذات بفكرة السيرة الذاتية الرقمية للطالب بهذه التقنية.

مشكلة تعليمية

وعن موضوع المشروع تقول الفرج “يُعالج المشروع مشكلة تعليمية، وكان معتمداً على تقنية الواقع المعزز، وهي إحدى الاتجاهات التعليمية الحديثة”. تضيف “لكِ أن تتخيلي صورة لتجربة بالكتاب الدراسي وتقومي بتوجيه كاميرة جهازك الكفي لهذه الصورة فيظهر لك مشهد فيديو كامل للتجربة بتطبيق الطالبات لها. ما تشاهدينه هو الواقع المعزز، حيث تم تطبيقه على جميع تجارب الكتاب الاستهلالية، بل تطورت الأفكار لعمل سيرة ذاتية رقمية للطالبات، ما رأيك وانتِ تمسكين ملف إحدى طالباتك وتريدين أن تعرفي معلومات أكثر عنها، فتوجهين جهازك الكفي نحو اسمها لتظهر في شاشة الجهاز السيرة الذاتية رقمية بالصوت والصورة وعرض لأعمال الطالبة. أليست  أسرع من لو كانت السيرة الذاتية مكتوبة ونقرأها”..؟!

 إبتسامة هادئة

وماذا فعلت وجدان الفرج من إنجاز المشروع.. تقول “اجتهدتُ كثيراً وتعبت في المشروع، وكنت أشعر براحة نفسية، كوني بذلت قصارى جهدي، فكان عندي شعور بأنه سيحقق إحدى المراكز المتقدمة.  

وتضيف “تنافس لمسابقة 53 مشروعاً من مجموعات 300 معلم، وحينما انتهى الإعلان عن فوز ١٢ مشروعاً؛ بدأت بالقلق، وكان هناك فاصل بسيط”.. وبحماسة تقول “بعدها تم الإعلان عن عرض فيديو شرح فكرة المشروع الفائز على جميع المشاريع، ثم ظهر الفيديو الخاص بمشروعي.. ابتسمت بهدوء وقلت “نعم هذا هو مشروعي”. وبعد انتهاء عرضه  كان إسمي أول اسم  يتم إعلانه ولله الحمد وكانت فرحتي غامرة وانا احمل علم بلادي أمام الجميع في هذا المحفل التعليمي التقني العالمي”.

 11 خطوة

وعن الصعوبات التي واجهتها تقول الفرج “كان ضيق الوقت من الصعوبات التي واجهتني.. لدرجة كنت أنام في اليوم من ساعتين الى ثلاث ساعات فقط. بالاضافة لتغيير معايير التحكيم، فقد كان كل عام يتم تحكيم المشاريع الفردية ليكون هناك مراكز لها ولكن هذا العام كان التحكيم فقط على مشاريع المجموعات”.

وعن الخطوات التي اتبعتها وجدان الفرج للوصول إلى المؤتمر تقول:

١- سجلت في موقع مجتمع مايكرسوفت للمعلمين.

٢- أخذت الكثير من الدورات الموجودة بالموقع.

٣- بعد إعلان موعد مسابقة “المعلم الخبير”؛ رفعت ملفَّيْ الإنجازي ومشروعاً طبقته مع الطالبات.

٤- وبعد شهرين ونصف الشهر تم الاعلان عن أسماء جميع المعلمين الذين حصلوا على اللقب والشهادة لهذا العام.

٥- وتم الحصول على شهادة معلم مايكرسوفت الخبير.

٦- واصلتُ دراسة الدورات والبرامج التقنية من الموقع الخاص بمجتمع مايكرسوفت و رفع مشروع آخر في الموقع نفسه.

٧- ثم وصلتني دعوه لحضور المؤتمر.

٨- وتم التواصل معنا والإشراف علينا من قبل لجنة من وزارة التعليم ومايكرسوفت وشركة تطوير.

٩- ثم بدأت الاستعدادات بتقديم النصائح والإرشادات والتعليمات فيما يخص طريقة عرضنا للمشروع ومايمكن ان نواجهه من أسئلة.

١٠- جاء موعد الرحلة وقد تم إرسال خطابات للإدارات التعليمية لتمكيننا من الحصول على إجازة بمناسبة هذا الترشيح

١١- حضور المؤتمر واستقبال مايكرسوفت.

 فائدة المشروع

وعن فائدة المشروع في البيئة التعليمية تقول الفرج إن الهدف هو “معالجة مشكلة بيئية بأسلوب مهارات التفكير الحاسوبي، حيث حولته من مشروع بسيط الى تعلم بالمشاريع وفق منهجية STEAM التي تُكسب الطالب مهارات منوعة في العلوم والتقنية والهندسة والفنون والحساب. وقد وضعت نصب عيني أهدافاً  سعيت لتحقيقها في المشروع وهي:  

– تحسين البيئة من خلال إعادة تدوير المخلفات وتقليل التلوث البيئي.

– اكساب الطلاب مهارات متعددة:

* مهارات التخطيط الهندسي و البناء.

* مهارات علمية في مجال الزراعة و الحصاد.

* مهارات تقنية و برمجية من خلال تصميم وبرمجة نظام حساس لقياس نسبة الرطوبة والري باستخدام تقنية المايكروبت.

* مهارات حسابية للتجارة تساعدهم على الاستقلال المادي.

* مهارات فنية”.

وتضيف “تطبيق  كلا العملين قابل في بيئة التعلم في المملكة وغيرها  سواء الذي رشحت به وهو Bring Life to Your Classroom  أو الذي فزت به  وهو Hacking An inclusive STEAM Garden كلاهما بنفس الاسلوب ( مهارات التفكير الحاسوبي) مع اختلاف نوع التقنية والتي يمكن تطبيقها للطلاب بمختلف اعمارهم ومراحلهم الدراسية.

وجدان محمد سلمان الفرج
  • بكالوريوس في الفيزياء.
  • دبلوم تربوي.
  • دبلوم الحاسب والتعليم.
  • أكثر من 50 دورة في المهارات التقنية.
  • خبرة ٦ سنوات في البرمجة والحاسب.
  • خبرة ٧ سنوات في تعليم الفيزياء.
  • متعمقة في دراسة تقنيات التعليم، ومهتمة بالمشاريع الإثرائية.
  • تدريب ذاتي على مهارات بناء المشاريع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×