فائزات “بحثي المتميز” لـ “صبرة”: سنخدم الوطن بأبحاثنا

أفكار تنوعت في الطب البديل والوعي المجتمعي ودمج ذوي الإحتياجات الخاصة وتنمية مهارات القراءة ودعم الأسر المنتجة

القطيف: ليلى العوامي

عبرت الفائزات بمسابقة البحث العلمي “بحثي المتميز”، عن سعادتهن بهذا الإنجاز، مؤكدات أنه يمثل الخطوة الأولى نحو مزيد من الإنجازات لخدمة الوطن، مضيفات إن خدمة الوطن وحب البحث العملي كانا الدافع لمشاركتهن في المسابقة.
وكانت المنافسات الخاصة بالمسابقة التي استضافتها الثانوية الرابعة بالقطيف بقيادة القائدة التربوية غادة أديب ابو راسم، شهدت فوز 8 طالبات بالمستويات الخمسة الأولى على مستوى مدارس محافظة القطيف الثانوية، من واقع 44 بحثاً علمياً تم تقديمها في المسابقة.
الوعي الصحي
وجاء بحث الوعي المجتمعي وتأثيره على عمليات الإنعاش القلبي في مقدمة الأبحاث، وقدمته الطالبة زهراء رضي الغمغام من الثانوية الثالثة بالقطيف، وأهلها لنيل المركز الأول في المسابقة.
وعن سبب اختيارها لموضوع البحث، تؤكد الطالبة زهراء أن ذلك يرجع إلى شغفها بالبحث في المسار الصحي وخصوصاً مجال الطوارئ، إضافة إلى رؤيتها حول ضرورة تثقيف المجتمع وبناء ركيزة أساسية من الخطط المحكمة والمُتقنة في المراكز والمؤسسات للحالات الطارئة الصحية، مبينة أن عدم وجود أشخاص مدربين ومؤهلين في عمليات الإنعاش القلبي الرئوي أدي إلى فقد العديد من أفراد المجتمع.
وأضافت “لذلك يجب علينا رفع مستوى الوعي والثقافة المجتمعية للحفاظ على حياة الأفراد وزيادة معدلات نجاتهم عند تعرضهم للحوادث الصحية الطارئة مثل السكتة القلبية”.

وأوضحت الطالبة زهراء أنها واجهتها صعوبة تمثلت في شُح المحتوى الصحي العربي عند البحث في محتوى البحث، وخصوصاً أن الأبحاث العلمية تتطلب توسع وتشعب وليس المختصر فقط، مبينة أنها قامت بالاستعانة بالمواقع العلمية الأجنبية والمراجع المخصصة في الجامعة للحصول على معلومات صحيحة من مصدر موثوق ودقيقة علمياً، كما قامت بإعداد بحوث مسبقة تم عرضها وتابعة لبرامج موهبة الصيفية الإثرائية؛ فكانت عوناً لها في إعداد البحث ومعرفة منهجيته بالتفصيل الدقيق، وساعدها كذلك حضورها السابق للورشات والبرامج المختصة بالبحوث العلمية، مؤكدة أنها هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في مسابقات البحث العلمي .
وذكرت أنها اعتمدت على عدة مراجع ومصادر مختلفة، وأبرزها المنظمات والجمعيات الدولية المختصة بالأمور الطبية والصحية في استنباط الأفكار وبلورتها، مبينة أنها شعرت بأن الوعي المجتمعي منخفض جداً في التعامل مع الحالات الصحية الطارئة، لذلك لا بد من تغيير هذا الأمر، سواء من خلال أفراد المجتمع أو من قبل الكوادر الصحية.
وتابعت “لكن مع هذا هنالك أيضاً طاقات موجودة تحتاج إلى اكتشاف في هذا المجال، واتضح ذلك من خلال التدريبات المكثفة وتحديداً في الشركات الكبرى والجامعات”.
أهمية المدرسة
وتؤكد الطالبة زينب مهدي الحليلي التي أحرزت المركز “الأول مكرر”، أنها اختارت بحثها الفائز حول “أهمية المدرسة في تنمية المهارات القرائية لدى الأطفال”، لاقتناعها بأنه مفيد للمجتمع بشكل عام وللأسر الذين في منازلهم أطفال صغار بشكل خاص، وقالت “المدرسة تعتبر المنزل الآخر للطفل، ويقضي فيه أغلب وقته، ويتعلم فيه أيضاً، والنهضة المجتمعية قائمة بالعلم ولا يكون العلم بدون القراءة”.
وأضافت “كانت معضلة الوقت عائقي القوي، فلم يكن لدي الوقت الكافي للتعمق في الموضوع، ولكن الحمد لله أشعر بإنجاز يغمرني كثيراً، لذلك لن تكون مشاركتي الأخيرة، وسوف أكررها خلال المسابقات المقبلة”.
صناعة المستقبل
وتشير الطالبة سلمى سعيد جليح التي أحرزت المركز الثالث ببحث بعنوان “دمج ذوي الإحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين”، إلى أن اختيارها لهذا البحث جاء بسبب تجربة عاشتها، وقالت “حدث لوالدي عندما كان عمره سنتين خطأ طبي، وأصيب بسببه بشلل الأطفال وتأخر عن الالتحاق بالمدرسة إلى  أن أصبح عمره 10 سنوات، فدرس ٤ سنوات فقط في المرحلة الابتدائية، حيث تم تسريعه بعد الصف الثاني ابتدائي، ونقل بعدها إلى الصف الخامس، وبعد إنهاء دراسته في الثانوية التجارية توظف في وزارة الصحة”.
وأضافت “ورغم أنه لم يكن في ذلك الوقت مدارس تهتم بهذه الفئة إلا أن والدي كان يخالط الأطفال العاديين وكأنه واحد منهم، وهاهو اليوم رب لأسرة سعيدة، لم نشعر باختلافه أبدا، فقد كان يقوم بمهامه كاملة ، وهذا الأمر ترك في نفسي الشئ الكثير، وكان من المهم أن أتناول هذا الموضوع لأني أعتبره جزء من حياتي”.
دعم الأسر المنتجة
لا يختلف اثنان في أن دعم منتجات الأسر المنتجة مهم جداً، ومن هذا المنطلق قدمت الطالبة في الثانوية الأولى بسنابس رهام جميل العرادي بحثاً بمنهج وصفي تحليلي يبحث عن مشكلة ويريد إيجاد حل لها، ودعمته بعينة من أسر منتجة، وبه توسمت بوسام المركز الخامس.
وأوضحت العرادي أن الأسر المنتجة أصبح لهم وجود كبير في المجتمع خلال الآونة الأخيرة، وأصبحت الحاجة لتدريبهم وتأهيلهم مهمة للغاية بهدف تمكينهم من مواجهة التحديات وإتاحة الفرصة لهم لعرض وبيع منتجاتهم وإيجاد قنوات لتمويلها وتسويقها، إضافة إلى المشاركة في تنمية اقتصاد الوطن.
وذكرت أن بحثها سيدعم فئة العاملين والمبتدئين في المشاريع، مبينة أن صعوبة الإختلاط والتواصل مع الأسر المنتجة من أهم الصعوبات التي واجهتها، إلى جانب قلة الدراسات والأبحاث حول هذا الموضوع، وكذلك صعوبة الحصول على معلومات كافية، مؤكدة أن عزيمتها ورغبتها في مساعدة هذه الفئة من الناس كانت حافزاً قوياً لها لكي تجمع أكبر عدد من المعلومات.
وبينت العرادي أن هذه هي المشاركة الأولى لها وستتبعها مشاركات أخرى، خصوصاً وأنها ترى بأنها توصلت إلى نتائج ومقترحات تدعم هذه الأسر فعلياً، وتابعت “هذا الأمر يعتبر مصدر فخر لي، وهذا الإنجاز سيكون بداية لإنجازات أخرى في المستقبل”.
بوابة موهبة
أسهم برنامج “موهبة” في تطوير وصقل مواهب عدد من الطلاب والطالبات، ومن ذلك دراسة بحثية وصفية اعتمدت فيها الطالبة ياسمين علي حسن أبو السعود من الثانوية السادسة بالقطيف، على الملاحظة والتفسير لظاهرة تؤثر على المجتمع.
‏‎وقالت في هذا الإطار إن تطوير الفرد يبدأ منه أولاً، فإذا طور الفرد ذاته يأتي الدور على مجتمعه ومن حوله في تطويره، مبينة أنها أعدت بحثها لتسليط الضوء على البرنامج الذي قدمته لنا حكومتنا الرشيدة لدعم الطلاب الموهوبين وتنميه فكرهم، وهو موضوع حديث نوعاً ما وقليل ما تم البحث فيه، وأضافت “وددت أن أوضح لأولياء الأمور والطلاب والطالبات أهمية هذا البرنامج في احتواء الموهوبين منذ الصغر”.

وأشارت إلى عدم توفر مصادر ودراسات سابقة كافية تدعم جميع جوانب بحثها، وذلك يعود إلى عدم علم الباحثين بشكل تام بالبرنامج لحداثته، إضافة إلى صعوبات أخرى واجهتها مثل عدم توفر المصادر الموثوقة على الأنترنت، وكان ربط جوانب الموضوع المتفرعه جزء من الصعوبات التي واجهتها نظراً للكم الهائل من المعلومات التي حاولت أن تضمنها في البحث.
وأفادت أنها قامت بتجميع معلومات من الباحث العلمي حتى تكون موثقة ومعتمدة، ومن مجموعة ضئيلة من الكتب الإلكترونية ومواقع الدراسات الأجنبية، وكان مرجعها الأساسي في جمع المعلومات هو الموقع الرسمي لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع.
الشمندر الأحمر
قدمت الطالبة في المستوى السادس بالثانوية السادسة بالقطيف ريم محمد آل مدن، بحثاً عن الشمندر وأثره على المرضى وخاصة المصابين بتصلب الشرايين، واعتمدت فيه على المنهج الوصفي كمنهج رئيس، والمنهج التاريخي كمنهج فرعي.
وأكدت أنها تطمح أن تصبح طبيبة في المستقبل بسبب حبها لهذه المهنة، وأرجعت الفضل في ذلك إلى والدها الدكتور محمد آل مدن، وتحفيزه بشكل كبير لها في خوض تجربة البحث العلمي بموضوع طبي، مشيرة إلى أنها لجأت للمقالات والدراسات الانجليزية وبدأت في ترجمتها، وواجهتها صعوبة أيضا في استخدام المصطلحات الطبية.
كما شاركت في اعداد مقترح بحثي في أحد برامج موهبة بالشراكة مع مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وقدمت كذلك بحثاً علمياً في احدى دورات البحث العلمي مع موهبة، مؤكدة أن مشاركاتها عززت في نفسها الثقة والإعتزاز، وأنها ستواصل المشاركة في المسابقات المقبلة.
الطب البديل
وقدمت الطالب شهد آل طريف من الثانوية الأولى بالعوامية بحثاً بعنوان “الحجامة وأثرها في علاج الأمراض”، معتبرة البحث بأنه اللبنة الأولى في مسيرتها البحثية.
وتناولت شهد في البحث الطب البديل الذي اعتبرته مهملاً في مجتمعنا الحالي، وكان اختيارها لهذا الموضوع له عدة أسباب منها حضور ورشة للطب التكميلي, وكذلك علاج والدتها بالحجامة, إضافة إلى دعم والدها وأخوانها وأخواتها، ومساندة صديقاتها, إلى جانب تعاون مشرفتا بحثها الأستاذتان صفية آل عبيدان وازدهار الصادق.
وأوضحت أن بحثها تحدث عن “دراسة أثر علاج بعض الأمراض بالحجامة وتفعيل دورها البديل عن الأدوية في القطيف”، ورأت أنه سيكون مهماً بالنسبة للباحثين، لإحتوائه على معلومات قيمة عن الحجامة كنوع من أنواع الطب البديل، مبينة أنها تطمح إلى أن تكون بروفسورة في المستقبل، ووضع بصمة جميلة تعود بالفائدة على الجميع.
الخلايا الجذعية
ولم يكن اختيار الطالبة في المستوى السادس بالثانوية السادسة بالقطيف فاطمة آل ناصر، لموضوع الخلايا الجذعية محض صدفة، وإنما نتيجة لتزايد عدد المصابين بالسكري، فكان أمامها خيارا واحدا وهو أن تبحث في موضوع الخلايا الجذعية الذي ذاع صيته في علاج هذا المرض.
وقالت إنها كانت تتمنى تحويل بحثها إلى بحث تجريبي، لكنها لم تستطع فعل ذلك بسبب قلة المستشفيات التي تقوم بهذا الأمر، وكذلك أنها مجرد طالبة، فأصبح وصفي ارتباطي.
وعبرت عن طموحها في أن تقدم هذا البحث كعلاج رئيس لخلل خلايا بيتا البنكرياسية، وتقليل أعداد المتوفين بسبب مرض السكري بشكل كبير، وأن تنتج أدوية تعالج أمراض مختلفة.

وأفادت أن البحث استفادت منه في أشياء كثيرة وأبرزها النظام وأهمية الترتيب والتعمق في الخطوات، وكذلك عدم تصديق الكلام المعروف والبحث بنفسها عن المعلومات، وكيفية إيقاف التحيّز في النفس وعدم الميل لجانب معين إن كان فيه خطأ، إضافة إلى إنتاج أشياء بنفسها يمكن أن تكون إنجازاً يفيد المجتمع.
يُذكر أن هذه المسابقة انطلقت منذ عامين، وجاءت هذا العام في نسختها الثالثة، بدعم من مكتب التعليم بالقطيف، ممثلا في الأستاذة نورة الخالدي مديرة مساعد الشؤون التعليمية بالمحافظة، وقسم مهارات البحث ومصادر المعلومات بإشراف المشرفة التربوية منيرة سليمان الحصيني.
وأكدت الحصيني أن الهدف من إطلاق المسابقة هو تشجيع الطالبات علي البحث والاطلاع وانتاج بحوث علمية قيمة والأخذ بيديهن والوصول بهن إلى بداية الطريق الصحيح لانطلاقتهن العالمية في عالم البحث والدراسات والابتكارات.
وترأست لجنة التحكيم في المسابقة المعلمات: أفراح آل حسين و كريمة آل سماح وثريا الربح.

الفائزات في المسابقة
1ـ زهراء رضي الغمغام من الثانوية الثالثة بالقطيف (المركز الأول),
2ـ زينب الحليلي من الثانوية الثالثة بالقطيف (المركز الأول مكرر).
3ـ شهد آل طريف من الثانوية الأولى بالعوامية ( المركز الثاني).
4ـ فاطمة آل ناصر من الثانوية السادسة بالقطيف (المركز الثاني مكرر).
5ـ سلمى جليح من الثانوية الثالثة بالقطيف (المركز الثالث).
6ـ ريم محمد آل مدن من الثانوية السادسة بالقطيف (المركز الرابع).
7ـ ياسمين علي أبو السعود من الثانوية السادسة بالقطيف (المركز الرابع مكرر).
8ـ رهام العرادي من ثانوية سنابس (المركز الخامس).

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×