المحمد حسين.. يُحارب شرّ السرطان بلغة “فكاهية” في منهج علمي ينصح مرافقي العلاج الكيماوي: ابتعدوا عن أحبابكم عند تلقّي العلاج
القطيف: ليلى العوامي
بمعلومات وافرة، ونصائح طبية لا تخلو من طرافة، يطل الدكتور عبدالجبار علي أحمد المحمد حسين، على قرائه بمؤلف جديد حمل عنوان “مكامن السرطان ومخارجه”، ضمّنه حقائق جديدة عن المرض القاتل، كما ضمّنه وسائل وطرقاً تجنب الإصابة به. ويعتبر الكتاب هو السادس لمؤلفه، والأول لاستشاري سعودي، تخصص في علم الأمراض الإكلينيكة. وأهدى عبد الجبار كتابه لكل من يريد معلومة صادقة عن السرطان، أنواعه، منشأه، أعراضه، تشخيصه، علاجه، وطرق الوقاية منه.
ويحتوي المؤلف علي 1326 صفحة، من بينها 62 صفحة فهرس، عبر 1232 فصلاً. واستغرق تأليفه سنة وثلاثة أشهر.
معلومة جديدة
في البداية، يكشف الدكتور عبد الجبار، وهو من مواليد جزيرة تاروت عام 1948م، معلومة مهمة عن اسم المرض، قد تكون غائبة عن الأكثرية، عندما قال إن اسم “السرطان” تسمية مبهمة وغير مطابقة لطبيعة المرض، موضحاً أن “التسمية التي تنطبق على المرض هي “الأمراض الجينية المسرطنة”.
ويضيف عبد الجبار “هذا الكتاب يكاد يكون شاملاً وحافلاً، حيث الأدوات اللاعبة في الحدث وما تؤول إليه الأمور، وفيه ما يرغب كل فرد أن يعرفه عن هذه العلل المتشعبة والقاتلة، ويرتقي المؤلف إلى أن يكون دليلاً أيضاً لطلاب العلم”.
وفي نهاية مقدمة الكتاب، يقول المؤلف: “أعدكم بأني سأحاور وأناور بصولجان علمي فكاهي مرح في مختلف دروب البحوث السرطانية، وغالباً ما يكون على نهج قصصي ومهدرج، لتصل المعلومة بأمانة، وستعجبون من المفاجآت”.
فيروس كورونا
وللدكتور عبدالجبار بصمة علمية في فيروس كورونا المستجد، فهو أول من اقترح العلاج بمصل الدم من المتعافين إلى المصابين في وضع حرج بوباء الكورونا، وذلك عبر خطاب رسمي، أرسله إلى سفير الصين في المملكه العربيه السعوديه بالرياض في 28 يناير الماضي.
رسالة مهمة
وفي الغلاف الخلفي للكتاب، كتب الدكتور عبد الجبار رسالة وصفها بـ”المهمة” إلى من يهمه الأمر، قال فيها: “يا عيني على هؤلاء الذين يعتنون ويرافقون بل وينامون مع مرضى السرطان أثناء العلاج الكيماوي، سواء كانوا أفراد الرعابة الطبية أو المرافقين من أفراد العائلة وبالخصوص النساء والعديد منهم في سن الإنجاب”.
ويضيف في رسالته “توجد تقارير علمية بالإصابة بحالات سرطان نادرة لهؤلاء نتيجة تنفس الهواء الملوث بالعلاج الكيماوي. لذا يتوجب الوقاية والتدريب على هذا الشأن، قفازات مضاعفة ونظارة واقية وكمامة للأنف أثناء التعامل مع هذه المواد، كما يجب منع المرافق والراعي للمريض البقاء والإقامة في غرفة المريض أثناء العلاج، ولم نجد بعد معلومة في كم من المدة يبقى المريض يخرج الدواء أثناء تنفسه أو من بشرته، إنها مشكلة إنسانية لا حل لها إلا بالطرق الوقائية رغم الإمتعاض في كيف نترك حبيبنا لوحده في الغرفة”.
جزيرة تاروت
درس عبد الجبار الابتدائية في جزيرة تاروت، والمرحلتين المتوسطة والثانوية في الدمام، ثم ابتعث إلى المانيا الاتحادية عام 1966م لدراسة الطب، ثم عاد إلى أرض الوطن عام 1982م، ومنذ عودته وهو يعمل في تخصص علم الأمراض الإكلينيكية في مستشفى القوات المسلحة بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، حيث بنى تخصصات المختبر هناك.
درب الدكتور عبد الجبار العديد من الشباب العسكريين في تخصص علم الأمراض الإكلينيكية، وقبل أن تفتح الجامعات السعودية هذا المجال، وهو يعمل استشاري علم الميكروبيولوجي منها الباكتريولوجي وعلم الطفيليات والفيروسات، وتشخيص السل ومراقبة العدوى وتشخيص أمراض الدم، ونقل الدم واستبداله وسحب نخاع الدم.
المخدرات والمناعة
دشن الدكتور عبد الجبار أول قسم للكشف عن المخدرات والمناعة والتحليل بالمجهر الفلوريبي والمجهر الظلي الطبقي، وهو عضو في لجنة التجنيد العسكرية في مستشفى القوات المسلحة بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران.
وقام الدكتور عبد الجبار بدور حساس في الاستعداد لحرب الخليج عام 1990م في تأمين الدم اللازم للعسكريين وتحويل المختبر إلى بنك الدم أثناء الحرب.
3 مرات
ابتعث عبد الجبار ثلاث مرات خارج المملكة، أولها عام 1983م إلى الولايات المتحدة لدراسة اللغة الإنجليزية، ونشر كتاب “الأمراض الطفيلية في المملكة العربية السعودية”، وفي الثانية، ابتعث إلى المملكة المتحدة عام 1993م، لعمل الماجستير في علم الفيروسات الإكلينيكي، وفي المرة الثالثة، إلى المانيا 2003م لدراسة وتطبيق البيولوجيا الجزئية.
الأمراض العدائية
أسس عبد الجبار قسم تشخيص الأمراض الوراثية، وأصبح منسق المشورة الوراثية لكشف ما قبل الزواج، ونشر كتاب المشورة الوراثية في المملكة، وله عدة أبحاث منشورة في الأمراض العدائية وغيرها منها “ماء غريب وتأثيره على وظائف كبد الأطفال والتليف المبدئي”.
ويُحسب للدكتور عبد الجبار أنه أول من كشف عن ارتفاع نسبة إيجابي التهاب الكبد الوبائي من نوع Bعند العسكريين السعوديين، وحرر دراسة منشورة عن الكشف المبكر عن فقر الدم المنجلي بعد الولادة مباشرة.
ويعمل عبد الجبار حالياً في مستشفى تداوي العام بعد التقاعد، أخرج كتيب “دليل التحاليل المخبرية ودراسة منشورة من الخلايا الجذعية”.