[فيديو] الصايغ يلتزم منع التجول و “يُسحّر” سكان سنابس من سطح عمارة حافظ على العادة منذ 23 سنة ضمن 6 أفراد يتوزعون في البلدة
القطيف: ليلى العوامي
حتى مع منع التجوّل لم يستطع علي الصايغ التخلّي عما اعتاده منذ سنواتٍ طويلة. إنه واحد من مسحّري سنابس. وفي كلّ عام اعتاد حملة طبلته والتجوّل بها في البلدة البحرية. لكن احترازات فيروس كورونا هذا العام؛ ألزمته بيته، فقرّر أن يلتزم النظام، ويعود إلى عادته.. الحلّ جاء من سطح المبنى الذي يعيش فيه..!
ومنذ أولى ليالى شهر رمضان؛ وهو يصعد إلى السطح، برفقة قلة من الأطفال، ويضبط إيقاع نداءه المعتاد، من أعلى العمارة.. بعض دقائق تكفي، كما يقول.
تكاد تكون سنابس الوحيدة في محافظة القطيف التي حافظت على عادة “المسحّر”.. علي حسن إبراهيم الصايغ واحدٌ من 6 أفراد حافظوا عليها. ومنذ رمضان 1418هـ، وهو يمارسها.. كان عمره وقتها 18 سنة فقط. يقول “الشهر الفضيل دون المسحر لا طعم له.. وفي هذه الفترة لا بد أن نتحمل فيها كل شيء”.
في الأعوام الماضية كان الصايغ ورفقاؤه الـ 6 يبدأون عملهم في الواحدة بعد منتصف الليل، ويستمرون في العمل ساعتين ونصف الساعة.. هذا إذا كان الجو صيفاً.. أما في الشتاء فإنهم يؤخرون بداية خروجهم إلى الساعة 2.30 بعد منتصف الليل.
ينطلقون من منتصف بلدة سنابس، من المكان المعروف بـ “فريج عين السيف”، ثم ينقسمون إلى قسمين.. قسم يتجه جنوباً وفيه مهدي آل خليل وعبدالله الصايغ وحسن الصايغ. وقسمٌ آخر يتجه غرباً بمشاركة عيسى الصايغ وابراهيم الصايغ وتيسير الصايغ.
ويصف الصايغ شعور أهل بلدته حينما يسمعون صوت المسحر قادم “شعور لا يوصف.. نشاركهم فرحتهم.. وأجمل شيء حينما يمر المسحر في السكيك والفرجان والأهالي ينتظرونه.. بعض منهم عند الأبواب صغار وكبار. وحينما تصل إلى باب البيت وتعطيهم العصا الخاصة بالطبل يتسابقون من يدق الطبل منهم، وبعضهم يرافق المسحر في جولته.
يرى الصايغ أن المسحّر يحقق للناس شعور الأسرة الواحدة.. وهذا العام أحس الناس بالضيق لفقدانهم هذا الجزء الجميل في ليالي رمضان.. لذلك قرّر أن يواصل عادته حسبما تسمح به الأنظمة.. التسحير من أعلى سطح المبنى، وهكذا لا يخالف أمر منع التجول، ولا يتجمّع الناس، وفي الوقت نفسه تستمر العادة.