كوفيد 19 يملأ “حصّالات” التوفير.. والجوّالات تحنّ إلى كلمة “سحب” العزل المنزلي يجمّد التسوق.. والأطفال يُصرّون على استلام "المصروف"
القطيف: بيان آل دخيل
فيما وجدت سلمى حافظة نقودها متخمة بالأموال لأول مرة منذ فترة طويلة، فوجئت زينب أنها تمتلك مصروف شهرين دفعة واحدة، وهي ظاهرة ـ بحسب قولها ـ قلما تحدث لها..
وتتفق سلمى وزينب وآخرون على أن الحجر الصحي المنزلي، وفر لهم أموالاً طائلة، كانوا ينفقونها في أشياء غير ضرورية أثناء خروجهم من المنزل، في إشارة إلى أن زمن كورونا ليس كله سلبيات، وإنما فيه بعض الإيجابيات.
ويؤكد عدد من أفراد المجتمع لـ”صُبرة” استفادتهم من الحجر مادياً. ويقولون إن الحجر ساعدهم في التوفير الجبري بسبب عدم الحاجة إلى الصرف بالقدر نفسه، فيما لو كانت الأمور طبيعية كما كانت عليه سابقاً.
الأشياء الثانوية
البداية كانت من علي الشيخ، الذي أشار إلى تجربته بقوله: “وفرنا كثيراً خلال هذه المدة، لأننا لسنا في حاجة إلى بنزين للسيارة، ولا مطاعم أو مقاهٍ، ولكن ما يؤسف عليه هو غلاء أسعار بعض المواد الغذائية”.
وتقول سلمى آل خميس، وهي أم وربة منزل: “لستُ في حاجة إلى مصروفي الشهري في هذه المدة، ولكن تحت مبدأ “رب ضارة ناقعة”، أعتقد أنني لن اشتري شيئاً سوى الضروريات فقط في هذه الأزمة، والأشياء الثانوية يمكن أن اشتريها بعد انتهاء الأزمة بسلام”.
ولا يختلف المتقاعد حسن آل محسن عن سابقيه، فهو يرى أن “المصروفات اليومية قد قلت بشكل عام بسبب الجلوس في المنزل”.
قلة الخروج
أما المبتعثة فاطمة إسماعيل، في ولاية أوهايو، وهي أم لثلاثة أطفال، فتقول: “أصبحت أصرف بشكل أقل عن ذي قبل، وجمعت مبلغاً بسبب قلة خروجي من المنزل”.
وتقول طالبة الثانوية زينب آل قريش عن تجربتها: “ساعدني الجلوس في المنزل في جمع مصروف شهرين في ظاهرة لا تتكرر كثيراً، ولم يتأثر هذا المبلغ كثيراً، سوى في أمور بسيطة عندما أطلب شيئاً من المطعم أو السوبر ماركت، بالإضافة إلى اشتراك هاتفي”.
وتشترك طالبة الثانوية فاطمة الأحمد مع زينب في التجربة نفسها، حيث وفرت من مصروفها الشخصي، مصروف ثلاثة أشهر”. وتعتبر فاطمة التوفير الحالي بمثابة فرصة تساعدها على اقتناء سلع تخطط لشرائها.
الطلب على الترفيه
وقال الاقتصادي مرتضى النمر: “زاد الطلب على الترفيه المنزلي كمشاهدة الأفلام والألعاب وشراء الألعاب من المتاجر الإلكترونية بالتزامن مع جائحة كورونا، بالإضافة إلى برامج التواصل المتعددة التي تأثرت إيجاباً”.
وأضاف “تأثرت بعض الأنماط الاستهلاكية إيجاباً، حيث تغيرت طريقة طلب الخضار والفواكه، بحيث تكون طازجة يومياً ويكون الاستهلاك متوافقا مع الشراء”، مضيفاً “في المجمل نجد أن الأبعاد الإيجابية التي يمكن الخروج بها من هذه الأزمة هو البعد المالي، في التوفير الجبري، والاقتصار على الأشياء الضروري”.
وأضاف النمر “الإنفاق سلوك إنساني مغر، واقتناء الأشياء رغبة لدى الأكثرية، ومثل هذا السلوك تأثر مع زمن كورونا، الذي أثر على نمط الاستهلاك”.
وأضاف “أعتقد بعد انجلاء الأزمة الحالية، سيعود المستهلك إلى ما اعتاد عليه سابقاً إلا فيما يتم اكتشافه من منافع جديدة أعلى قيمة”.