أزمة كورونا حرّكت تجارته.. مسدّس “حرارة” بـ 3 رصاصات جهاز سحري يوزّع طلقاته في الأسواق والمطارات

القطيف: شذى المرزوق، بيان آل دخيل

في زمن كورونا، ما تشرع في دخول مركز تسوق، إلا وتجد موظفاً يرتدي البذلة الواقية، والكمامة الطبية والقفازات، ويوجه إلى جبهتك جهاز “الاستشعار الحراري”، لقياس درجة الحرارة، قبل أن يسمح لك في أغلب الأحوال بالدخول إلى المركز.

ما يفعله المسدس هو قياس درجة حرارة السطح، وله 3 مؤشرات تدل على الحرارة: أخضر، أصفر، أحمر.. أي أنه مسدس سلامة بـ 3 رصاصات.

وجهاز الاستشعار الحراري، ليس اختراعاً جديداً، كما ليس له علاقة مباشرة بفيروس كورونا المستجد، سوى أن درجة الحرارة المرتفعة هي أحد أعراض الإصابة بالفيروس.

 ولسنوات طويلة، ظل هذا الجهاز كان في خانة النسيان، لا يعرف الكثيرون شيئاً عنه، تتجاهله المستشفيات، ويدير الأطباء ظهورهم له، ولكن في زمن كورونا، لمع نجمه، وزاد الإقبال عليه. وأصبح وكأنه المكتشف السحري لمرضى كورونا، مع أن الحقيقة ليست بهذه الدقة.. فما قصة هذا الجهاز؟

 

إعادة استخدامه

عن تفاصيل جهاز الاستشعار الحراري علميًا، يقول جعفر مدن المتخصص في الهندسة الطبية قائلاً: “هذا الجهاز ليس اختراعاً جديداً خاصاً بفيروس كورونا، وانما كان مستخدماً من قبل، وتمت إعادة استخدامه حديثاً ليواكب تغيرات وتطور المجال الصحي”.

وتابع: “كانت  أجهزة الاستشعار الحراري عن بُعد تستخدم في المجال الصناعي سابقاً، كاستخدامها في قياس حرارة الأغذية في المطاعم، كما هي الحال في حملات التفتيش الميداني لضمان سلامة وصحة الغذاء، كما استخدم الجهاز في قياس درجة حرارة المراوح الكبيرة، والمحركات (المواتير)، وكذا حرارة التكييف.  وتابع: “أما في السنوات الاخيرة، فبدأ استخدام هذا الجهاز لقياس درجة حرارة الأطفال”.

التفاصيل التقنية

وتطرق المدن إلى التفاصيل التقنية للجهاز، وذكر أنه يستخدم تقنية IR infrared لقياس درجة الحرارة عن بعد، بعكس الاجهزة الأخرى التي تستخدم لقياس الحرارة الداخلية للمريض أو الأشعة تحت الحمراء”. وأشار إلى دقة هذه التقنية “ذات دقة عالية إلى حد كبير، ولكن يعتمد على المسافة، علماً بأن هناك أجهزة، تختلف مسافة القياس فيها من نوع الى آخر”

وجه الإختلاف

أوضح المدن أن “المتبع في المستشفيات، قياس درجة الحرارة الداخلية، بينما جهاز الاستشعار عن بُعد يقيس درجة حرارة الأسطح”، مشيراً إلى أن “استخدام هذا الجهاز في المستشفيات  محدود وضيق”، معللًا ذلك بإحتمالية عدم نيله  الثقة الكافية من الأطباء برغم دقته العالية”. وقال “دقة جهاز الحرارة الطبي لا تزيد عن 0.2 درجة أو أقل، بينما دقة الجهاز الصناعي تزيد على درجتين”.

تأثير كورونا

ويرى المدن أن استخدام جهاز الاستشعار الحراري بالتزامن مع أزمة كورونا، بات ضرورة ملحة. وقال: “استخدامه أساسي في ظل هذه الازمة، لأنه يعطي النتيجة المطلوبة، مع ضمان الأمان للممرض أو الممرضة التي تقيس درجة الحرارة، بالاضافة إلى عدم حاجة الجهاز لأي مستهلكات، في حين نجد الأنواع الأخرى من الأجهزة الطبية، تحتاج إلى استخدام غطاء للجزء الحساس، يتم التخلص منه بعد الاستخدام، وهذا طبعًا يضيف مخاطر إضافية إلى احتمال انتقال الفيروس من المريض إلى الممرض”.

وقال: “تتعدد أجهزة الإستشعار الحراري وتختلف أنواعها، بيد أن الأنواع التي تستخدم في المستشفيات غالباً ما تكون أكثر دقة من التي تستخدم في مراكز التسوق”.

 

عملية روتينية

ويرى المدن عدم وجود فائدة تذكر لقياس درجة حرارة المتسوقين قبل دخولهم مراكز التسوق. ويقول: “هل الشخص الذي يقيس درجة الحرارة يعرف مدى الخطورة التي عليها الشخص وفق درجة حرارته التي تظهر على الجهاز؟”، مشيراً إلى أن “عملية القياس روتينية، كما أن الجميع يسمح لهم بالدخول إلى مركز التسوق، بصرف النظر عن درجات حرارتهم”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×