وسائل إعلام عالمية: ما يحدث في سوق النفط “انهيار تاريخي” "كورونا" يعيد ذاكرة اقتصاد العالم إلى عام 1930
القطيف: صُبرة
ما شهده سوق النفط اليوم “انهيار تاريخي”.. هذا هو أكثر الأوصاف انتشاراً في وسائل الإعلام العالمية تعليقاً على ما حدث لبرميل النفط الأمريكي من انخفاض حاد خلال تعاملات اليوم الاثنين. واستخدمت وكالات أنباء كلمة “هوى” في توصيف حال السوق، مركّزة على انخفاض برميل النفط الأمريكي إلى أكثر من 147%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه.
وبهذا الانخفاض؛ بلغ سعر البرميل 8.60 دولار تحت الصفر. وهو ما فسّره محللون نفطيون بأن الدول المنتجة سوف تضطر إلى دفع مال من أجل التخلص من مخزونها المتراكم.
وتناقلت وسائل إعلام تعليق وكالة أنباء “رويترز” البريطانية إشارتها إلى أن المستوى يعود إلى ما سجله الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط”، واصفة ذلك بأنه “الأدنى في التاريخ”.
وتم تداول عقود خام “برنت”، بحلول الساعة 08:50 بتوقيت موسكو، عند 26.43 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 5.88% عن سعر الإغلاق السابق”.
وربط خبراء هذا الهبوط وتراجع الطلب على الخام بانتشار فيروس كورونا، واقتراب مستودعات النفط الأمريكية من الامتلاء.
ويأتي الانهيار في أسواق النفط وسط حالة من الركود الاقتصادي بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، والإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحته.
وسبق أن حذر صندوق النقد الدولي من أن دخول اقتصادات العالم في دوامة من الهبوط سيكون الأعمق منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.
وفي تعليقات له في موقع “العربية” أرجع المستشار النفطي الدولي، الدكتور محمد سرور الصبان، أسباب تراجع خام نايمكس الأميركي، إلى أن “الأسواق فيها فائض كبير من النفط بين ما هو موجود كمخزون تجاري لدى الشركات الأميركية أو مخزون عائم في البحار القريبة من شواطئ الولايات المتحدة”.
وأضاف الصبان أن “هذه الأجواء من التخمة في المعروض تترافق مع أن الولايات المتحدة تعاني مثلها مثل غيرها من دول العالم، من التدهور الشديد الذي حصل في الطلب العالمي على النفط، والذي قابله معروض كبير من النفط وبالتالي من البديهي أن يضغط هذا الفائض على الأسعار نحو الانخفاض الشديد”.
واعتبر الصبان أن “ما قام به تحالف أوبك بلس غير كاف لسحب الفائض من السوق النفطية، وكان من المفروض أن تنضم إلى هذا التحالف في تخفيض إنتاج النفط كل من أميركا والنرويج وكندا والبرازيل إلا أنهم إلى الآن لم يقوموا بذلك وبقيت أميركا تتذرع بأن إنتاجها سينخفض بشكل تلقائي، مليوني برميل وهذا ليس تعهد وهو قائم على افتراض أن الأسعار الحالية للنفط الأميركي ستستمر بنفس الوتيرة حتى نهاية العام”.
ويتردد صدى انهيار الأسعار عبر صناعة النفط حيث تم إيقاف 13% من الحفارات الأميركية الأسبوع الماضي بسبب عدم جدوى التكاليف في ظل الأسعار الحالية.
وعن الفارق بين عقود مايو ويونيو قال الصبان إن “شهر مايو هو بداية انتهاء الحرب السعرية القائمة في أسواق النفط، بموجب دخول اتفاق أوبك بلس حيز التنفيذ، وذكرت أرامكو السعودية أن إنتاجها سيكون بحدود 8.5 مليون برميل يومياً”، إلا أن شهر مايو يعاني من الفائض في المعروض، ويعاني من الإجراءات التي اتخذت بإغلاق الاقتصاد العالمي.
وبالنسبة لشهر يونيو، قال الصبان إن “هناك إجراءات ستبدأ في شهر مايو بفتح تدريجي للاقتصاد العالمي، بدءا من الاقتصادات الكبرى مثل الاقتصاد الصيني، والولايات المتحدة، ودول في أوروبا، وكل هذا الانفتاح التدريجي وعودة النشاط الاقتصادي، تعود معه معدلات الطلب العالمي على النفط والمتوقع أن يظهر في شهر يونيو ولذلك يكون تأثر عقود هذا الشهر مختلفة”.
وبهذا يكون الموعد الأقرب لبدء التحسن في الخام الأميركي هو عقود يونيو التي تعكس أثر خفض إنتاج أوبك بلس على الأسواق العالمية، وأيضا ستكون اتضحت الصورة بالنسبة للفتح التدريجي للاقتصادين الأميركي والصيني بشكل أكبر.