[مساجد] 3 أسماء توثّق تاريخ مسجد واحد في خَصَاب” سيهات جاور عين مغتسل الموتى.. وأدارت النساء شؤونه لعشرات السنين
سيهات: شذى المرزوق
من يريد التعرف على تاريخ مسجد العباس القائم في حي الخصاب بمدينة سيهات، عليه أن يغوص في تاريخ يتجاوز عمره 100 عام. هذا التاريخ يشير إلى أن المسجد كانت له ثلاثة مسميات وهي: مسجد “المغتسل”، مسجد “عين الشمالية”، ومسجد “أبي الفضل العباس”، فضلاً عن كون المسجد كان خاضعاً لإدارات نسائية خالصة لفترة طويلة، قبل أن يحول بوصلته صوب الرجال.
نساء البلدة
ومن علامات وصف المسجد، وجود مغتسل مجاور له، وبقي هذا المغتسل أكثر من عقدين. واختفى أثر العين الشمالية التي كانت مورداً لنسوة البلدة بعد ردمها ودفنها في بداية السبعينات، إثر حادثة غرق الطفل علي أحمد المسكين (12 عامًا).
وتقول تفاصيل حادثة الغرق ـ كما يرويها عباس ناجي المسكين ابن عم الطفل المتوفى ـ إن “حادث الوفاة كان سبباً لهجر العين وتشاؤم الناس من الاقتراب منها، بل وصل بهم الأمر إلى رميها بكل ما يصادف طريقهم من أحجار وأخشاب ونفايات إلى أن دُفنت تماماً”.
للنساء فقط
يذكر حسين عباس القائم بشؤون مسجد العباس حالياً أن “إدارة المسجد والقيام عليه مرت بمراحل متعددة وحقب تاريخية موثقة، حيث كان المسجد في بدايته خاصًا بالنساء فقط، وعكفت أم عبدالله المدن على الاهتمام به حتى توفيت، لتديره من بعدها كاظمية الحكيم، ويعود بعدها تحت ادارة عائلة المدن، على يد أم عبد الشهيد زوجة الحاج عبدالله المدن. ومع نهاية السبعينات انتهت الحقبة النسوية في ادارة شؤون المسجد والعناية به، لتبدأ مرحلة جديدة على يد السيد حسن السادة ـ يرحمه الله ـ الذي قام بهدمه وإعادة بنائه بتصميم المساجد القديمة، ليكون جزءاً من الأرض مسجداً، بينما استغلت بقية الارض لتكون ساحة مفتوحة. وبلغت أطوال المبنى الأساسي الشمالي آنذاك 20 متراً للطول و18 متراً للعرض.
النذور والقراءات
ذكر المسكين ان والده الحاج ناجي المسكين قد تولى الاشراف على مسجد العباس، بعد وفاة سيد حسن وحتى انتقال أمر القيام على المسجد إلىد السيد طاهر السادة، وبتعاون من عبد الجبار العامر ـ يرحمه الله ـ أحد أبرز المهتمين بالمسجد، لينتهي المطاف عند حسين العباس، القائم الحالي عليه. ومضى على إدارة حسين العباس حتى الان نحو 10 سنوات، عقب وفاة سيد طاهر.
وذكر العباس أن المسجد كان ولايزال محطاً لإقامة النذور والقراءات من سيهات وخارجها، وهذا كان دافعاً لتوسعة المسجد عما كان عليه سابقاً.