قبل رمضان.. أجواء الصوم تنتعش في شعبان القطيف أبناء صائمون نائمون.. وأمّهات يحضّرن الإفطار والسحور

القطيف: شذى المرزوق، معصومة الزاهر

في وقت نشر هذه المادة (12.30 ظهراً) هناك كثيرٌ من الأبناء والبنات يغطّون في سبات عميق، فيما أمّهات بدأن للتوّ التحضير لإعداد إفطار الصوم. هناك من يصوم لتدارك ما فاته من قضاء صوم شهر رمضان الماضي، ومنهم من يصوم تطوّعاً، ومنهم من وجد في الصوم فرصةً لتزجية الوقت تحت ظروف الحجر الصحي ومنع التجول، ومنهم من يدرّب صغاره على الصوم قبل حلول الشهر الكريم.

في كل عام اعتاد كثيرون الصيام في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، لكن هذا العام بدا مختلفاً، فمنذ منتصف شعبان الجاري؛ حضرت أجواء شهر رمضان قبل حلول الشهر نفسه. والعديد  من الأسر في القطيف أخذت تعيش الإحساس بالشهر الفضيل عبر الكثير من تفاصيله وأحداثه اليومية..ساعدهم على ذلك فترة الحجر الصحي للمحافظة للحد من انتشار فيروس كورونا.

ويؤكد كثيرون في القطيف أن فترة الحجر الصحي دفعتهم للصيام مبكراً، وقراءة القرآن الكريم، وصنع أطباق رمضان من الآن، كما هو الحال في شهر رمضان، في محاولات منهم لكسر الملل واشغال وقت الفراغ بما هو مفيد.

 

لم يبدأ بعد

وتقول بنين المرهون، وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال: “أعمل موظفة في مستشفى في مدينة الخبر، ومع الأحداث الأخيرة في المملكة والعالم، وبدء الحجر في محافظة القطيف، فكرت أن أستغل هذه الفترة في الطبخ، خاصة اني موظفة، وساعات عملي الطويلة كانت تبعدني عن ممارسة الطبخ الذي احبه”.

وأضافت “فترة الحجر كانت بالنسبة لي فرصة لأن أقوم بإعداد أشهى وألذ الأطباق الرمضانية لعائلتي رغم أن الشهر الفضيل لم يبدأ بعد، ورغم أن لي تجارب في الطبخ، ولكن هذه المرة كانت التجربة مختلفة، فطبخت الآكلات الشعبية مثل الساقو والعصيده واللقيمات، وأعددت بعض السلطات والأطباق، مثل فتة الباذنجان، وستيك اللحم بصلصة الفطر، النودلز بالخضار، وأعددت بعض الكيك، مثل كيكة الزعتر والكيكة الرملية”.

وأضافت “تجربة الطبخ لم تقتصر متعتها علىّ فحسب، ولكن امتدت لأطفالي، فهي بالنسبة لهم تجربة جميلة جداً، فعندما أدخل المطبخ لتحضير الطبخ، يريدون مساعدتي بشتى الطرق، منهم من يجلب لي البيض أو الطحين، ومنهم ما يحضر الأواني، وبدوري أوزع المهام عليهم، وهي مهام بسيطة، لكننها تدخل البهجة والسرور علىهم وأيضاً أجدهم متحمسين جداً لرؤية الطبق بعد طهوه”.

وتابعت بنين: “لا ننسى العادة الجميلة القديمة بتوزيع الأطباق على الجيران، وبما انني أسكن في شقة داخل عمارة تضم شققاً لأهل زوجي، أحرص على توزيع الأطباق عليهم، بدءاً بعمتي وأم زوجي وشقق ابنائها وزوجاتهم”.

هواية الطبخ

واستغلت زينب نياح فترة الحجر، وبدأت بالصيام، وقالت: “سأكمل نحو شهر في الحجر، ولأنني أحب الطبخ بشكل عام ومعتادة عليه، أقضي أغلب وقتي في المطبخ، وأكون مستمتعة جداً به دون مساعدة من أحد”.

وأضافت “أطبخ طبقين في وقت الفطور، وبعدها أصنع الحلويات لأولادي، وتساعدني ابنتي في ترتيب وتنظيف البيت ولكن نادر ما تساعدني في المطبخ، إلا لو كنت أصنع كيكة خفيفة، فتشاركني اعدادها”.

 

أطباق متنوعة

واعتادت أسدية آل عمار أن تقضي ساعات طويلة في المطبخ، دون مشاركة من أحد، وتقول: “أنا ربة بيت، وأم لخمسة أبناء، ثلاثة منهم يدرسون في الخارج، واثنان معي”. وتتابع “أعتاد الصيام كل عام مبكرًا، والظروف الحالية من حجر، كانت دافعاً أكبر للبدء في الصيام مبكراً، وهو ما أوجد أجواء شخر رمضان مبكراً”.  

وتقول: “لدي هواية حب الطبخ، وأعد اطباقاً متنوعة، منها للبيت فقط، ومنها أطباق أهديها لأهل بيتي، وأقوم بتوصيلها لهم في الوقت المسموح فيه بالتجول”.

وتتابع “خلال هذا العام، تجربتنا في كل شيء مختلفه، سواء في الصيام أو الطبخ، ففي كل عام يتسابق الناس للصوم في شهر رجب، ويعيشوا أجواء الشهر الكريم من مناسبات وإعداد الموائد الرمضانية، وهذا ما اعتدنا عليه منذ الصغر، ولكن في هذا العام، جاءت الظروف مختلفه مع وباء كورونا، حيث أجبرتنا الظروف على عدم الخروج من البيت حفاظاً على سلامتنا، وهو ما شجعني على الدخول للمطبخ وإعداد الأطباق، مثل الهريس والعصيد والساقو وكل ماتعودنا على طبخه في شهر رمضان”.

القهوة والعفوسة

وبدأت غفران آل تحيفة، الصيام منذ بدء الحجر. وقالت: “في هذا الوقت وهذه الظروف، أصبحنا نشعر بالألفة والجو  العائلي، بعد تناول الفطور، نشرب الشاي والقهوه والعفوسه”. وتتابع: “في هذا العام، بدأ أخي الأصغر “هادي” الصيام معنا”. 

واعتادت غفران على الطبخ الجماعي مع أفراد أسرتها. وتقول: “اعتدنا صنع الشوربه والسمبوسة وقيمات وهريس ومهلبيه وإعداد الفيمتو كذلك، وكل هذه الأصناف تدخلنا في الأجواء الرمضانية”.

وقت النهار

ويقول فيصل عبدالله (موظف) وأب لأربعة أطفال: “بدأنا فعلياً أنا وزوجتي في استغلال وقت النهار، الذي نقضي منتصفه في النوم والصيام، وحاولت ابنتاي حور (12 سنة) وزينب (10 سنوات) اتباعنا في الصيام، دون طلب منا”.

ويضيف فيصل: “العزلة سمحت لنا بقضاء وقت أكبر مع العائلة، ما دفع بي لاستثمار هذا الوقت في عمل فعاليات طبخ مشتركة، مثل المشويات”.

ويتذكر فيصل محاولته الأولى في صنع وجبة الفلافل المنزلية، ويشيد بعملها مزهوًا “مع انها تجربة أولى، إلا أنها أثمرت عن وجبة لذيذة، سعدتُ بها، هذا غير الوجبات الأخرى التي بدأت أتقنها تدريجيًا”.

ويتابع فيصل: “في وقت الحجر، تمكنت من إصلاح ما لم يتسنى لي الوقت سابقاً في اصلاحه قبل أزكة كورونا، من أجهزة وأعطال منزلية، مثل الإنارة وبعض أعمال السباكة الخفيفة، وعن الوقت المسائي، نعيش جواً أقرب ما يكون لشهر رمضان، اذ نقضي معظم المساء في مشاهدة الأفلام أو مشاركة أطفالنا هواياتهم المفضلة، ونقضي بعض من الوقت في عمل المشاوي على سطح المنزل”.

فنون الطهو

بينما اتفقت الأختان التوأم أثير وهدير حبيب (وكلتاهما أم لطفل) على استثمار وقت الحجر، وتعلم فنون طبخ أصناف متنوعة ومتعددة. وتقضي الأختان معظم المساء في صنع الوجبات والحلويات المختلفة.

وتذكر أثير أنهما الآن تجيدان عمل  الوجبات المستحدثة كالباستا والفوتشيني، وأشكال السندويشات واللفائف، والمحاشي، بعيدًا عن الوجبات التقليدية التي تعتبر من الموروث الشعبي كالعصيدة والهريسة. وتبدي الأختان تقدماً في فن الطبخ، ما يشجعهما على محاولة اتقان الوجبات الشعبية الصعبة.

 وتقول هدير: “عدا الطبخ، فالحجر أتاح لنا استكشاف مواهب صغيرينا في الأمسيات التي نقضيها الآن، وتشبه أمسيات رمضان، فقد بدأنا في قراءة أجزاء من القرآن الكريم، كبداية لختمات القراءة كما هو حالنا في رمضان”. وتضيف “دفعنا العزل المنزلي لمنع الزيارات وحضور المناسبات، التي اقتصرت على وسائل التواصل سواء كانت مسموعة أو مرئية”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×