سيهات: نزلاء دار العجزة محرمون من رؤية عوائلهم.. بأمر “كورونا” جمعية سيهات تفرض إجراءات احترازية صارمة لحماية النزلاء
سيهات: شذى المرزوق
مع حلول اليوم الجمعة سترنو عيني مكي عبد الحي آل عبدرب النبي نحو باب غرفته في دار الإيواء للعجزة وكبار السن التابعة لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، في انتظار أفراد أسرته وهم يدخلون غرفته التي يقطنها منذ 20 سنة، لنقله إلى المنزل.
ستمر الدقائق ثقيلة على مكي، الذي يعاني من مرض نفسي إضافة إلى السكري، مما ألزمه الدار طوال 20 سنة، لم ينقطع فيها أفراد أسرته عن زيارته كل يوم جمعة على الأقل، لكنهم توقفوا عن زيارته منذ أسابيع، بأمر من فايروس كورونا.
فهذا الفايروس الذي ضرب قارات العالم الست مصيباً أكثر من مليون ونصف مليون إنسان، فارضاً سياسة التباعد الاجتماعي، ألقى بظلاله على كافة شرائح المجتمع، ومنهم قاطني دار الإيواء للعجزة وكبار السن، التي تعد الأولى من نوعها في المملكة.
ولأن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الأقل مناعة والأكثر عرضة للإصابة، ويعدون أبرز ضحايا هذا الفايروس، قررت إدارة الجمعية والمركز الصحي وإدارة الدار عزل القاطنين عن العالم الخارجي تماماً ضمن الاحتياطات الصحية الاحترازية لمنع انتشار الفايروس، ووصوله إلى هذه الفئة.
تفهم أسري
قد تتفهم عائلة مكي عبدرب النبي هذه الإجراءات الاحترازية، التي تهدف لحماية ابنها وبقية نزلاء الدار من الإصابة بالفايروس، ولكن ربما يصعب على مكي ذلك، فهو لا يرى سوى أفراد أسرته في الأوقات العادية، إضافة إلى العاملين في الدار، ولكن “كورونا” حرمه من أكثر اللحظات حميمية.
وقال أحد أخوة مكي لـ”صبرة”: “يعاني أخي البالغ من العمر 40 سنة، من أحد الأمراض النفسية منذ طفولته، مما اضطره للبقاء في الدار، للملاحظة والمتابعة من قبل الاخصائيين، ومع أن حالته الصحية في تحسن إلا أنه مازال في حاجة للملاحظة، هذا عدا عن كونه مصاباً بمرض السكري، حيث يرتفع احتمال الإصابة بكورونا لمن هم في مثل حالته، لضعف مناعتهم”.
وأضاف آل عبدرب النبي: “نحن جميعاً نفتقد التجمع العائلي مساء كل يوم جمعة، ولا شك أن مكي هو الأكثر حنيناً لذلك، فقد كان ملتزماً بحضور الجمعة العائلية، في بيت الوالد”.
وأبدى تفهمه لقرار إيقاف الزيارات، موضحاً أنه كان “متوقعاً في مثل هذا الوضع الصحي العارض الذي ألم بالعالم، ومراعاة لما قد يترتب سلباً في حال فتح المجال للزيارة، خصوصاً أن هذه الفئة لا حول لها ولا قوة، وكان علينا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية لنلتزم بكل ما فيه مصلحة الجميع”.
عزل النزلاء عن العالم الخارجي
من جانبه، قال الدكتور حسين آل مطر (عضو مجلس إدارة جمعية سيهات، أحد إداريي داركوف والمجمع الصحي فيها): “منذ بداية انتشار الفايروس والإعلان عن اكتشاف حالات مصابة في القطيف، كان على إدارة الجمعية اتخاذ قرار سريع بإيقاف زيارة قاطني الدار، وفصلهم عن العالم الخارجي، فمنعت الزيارات تماماً، ولا دخول لها، ولا خروج منها”.
وأشار آل مطر إلى سعي الجمعية لتطبيق كافة التوصيات والتعليمات الصادرة من مركز الأوبئة الأميركي العالمي، ضمن خطة صحية احترازية للحد من انتشار الفايروس، أو حتى وصوله لأي من النزلاء.
وأكد أن الجمعية ألزمت جميع العاملين في المجمع، من عاملين ومستخدمين ومتطوعين، بمن فيهم الطباخين، وعمال المغسلة، وكذا الإداريين، التقيد بتعليمات خاصة ضمن إجراءات وتدابير صحية احتياطية.
وذكر أن الطباخين وعمال المغسلة، وعلى رغم ارتدائهم الملابس الخاصة، من كمامات، وقفازات، وحتى الرداء الخارجي، إلا أنهم فوق هذا كله غير مسموح لهم بدخول المنشأة، وإنما يسلمون الوجبات أو الملابس خارج حدود الدار، لافتاً إلى تفعيل خطة التعقيم لكل ما يجلب للدار قبل إدخاله للنزلاء.
ونوه آل مطر بأن أخصائي مكافحة العدوى يمر بشكل دوري ويومي على الدار والصيدلة، والمطبخ، والمغسلة، للتأكد من عدم وجود أي عارض قد يثير حالة اشتباه بالإصابة.
أما فيما يخص الحالات الطارئة؛ فلا يحق الدخول إلا لعدد قليل مصرح لهم بذلك غير الطبيب، والاخصائي الاجتماعي، واخصائي العدوى، وأحد المسؤولين فقط.