إرثٌ خاص

بلقيس السادة

 

القارئ والمستمع لهذه العبارة سيعلق في ذهنه إرث مادي، مال، عقارات، مجوهرات، سندات بنكية، ملايين..

الإرث الخاص الذي أقصده هنا؛ إرثنا في هذه الحياة وماقدمناه بأيدينا، من صلاح، من فساد، من طمأنينة، من ظلم من كلمة حق من اِحتواء و..و..!!!

أنماط من تفكيرنا ومواقفنا سابقًا ولاحقًا، معاملات حورات اجتماعات شخصية.

هناك تفاوت في التفكير والتخطيط طبعًا نتيجة للتجارب الحياتية والتعلم منها، ونتيجة للقراءة ومخالطة الآخرين وتجاربهم، واختلاف العصر، والكيس من تعلم من تجارب غيره.

لنغوص في داخلنا قليلًا ونعود بذاكراتنا إلى الوراء، كشاشة عرض أمامنا، ونستعيد كل ما تلفظناه من تحمل للمسؤولية في مكانها الصحيح؟!، ومثله النظر والسمع، والعقل والخطوات والقلب، هذه الأمانات المعطاة لنا بغير منٍّ من خالقنا تعالى!! اختلاف الرؤى والإرث بين الآخرين وعدم انسجامها، تعود إلى التباين في القراءات والثقافات والتقبل، وعصر التقلبات، لكن هذا لا يعني الانسلاخ عن الجذور ومكوناتنا الاجتماعية والدينية والعائلية..

لنسلط الضوء هنا على نقطة الاختلاف بين الأجيال، كل ما في الأمر لا أستطيع أن أؤمن بأفكارك، قد أتقبلها على مضض لكيلا تتسع الهوة بيننا، لتكون هناك دائمًا لغة ما بيننا بعيدًا عن المناقشات والنقاط التي لا نلتقي فيها، لأجل المحبة والتقارب، أو الاندماج العاطفي والعائلي، أو الاجتماعي..

هذا إرث تقبل الآخر وأفكاره وتصرفاته القريب منهم والبعيد، “فنرى في جميع المجتمعات، الاختلافات الفكرية والدينية بالدعوة لقبول الطرف الآخر بما هو عليه والتعايش السلمي معه”، الأمر فقط يحتاج فهم واحتواء لكي لا نسلخ الفرد عن محيطه وواقعه وجذوره وإرثه بمجرد أنه مختلف..

مهما كانت السلالم التي تتبّعنا خطواتنا فيها، ستكون عند رب العزة مخطوطة بدون زيادة أو نقصان..

فقط لنصلح ما يمكن إصلاحه، أو نتزود فإن خير الزاد التقوى، أو نتعلم بكياسة، لِنورِثَهّم أفضل وأكمل الزاد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×