فيروس بشري جديد.. “المجرمون المعلوماتيون الجدد” يتساقطون أمنياً شُرط المناطق تلاحق المخالفين والمعاندين.. والمهووسين بالشهرة

القطيف: بيان آل دخيل

عن تعمّد، أو جهل، أو غباء؛ أوقع كثيرون أنفسهم في موقع المساءلة النظامية، بارتكابهم جرائم معلوماتية مختلفة، منذ ظهور أزمة فيروس كورونا.

هذا ما بدا عليه المشهد في المملكة، حين تعاقبت بيانات شُرط المناطق، في ملاحقة “مجرمين معلوماتيين جدد”، استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صور ومقاطع فيديو لإظهار “عضلاتهم” في التعامل مع احترازات المشكلة الصحية.

جرائم متتابعة

وخلال شهري مارس (الماضي) وإبريل (الحاري)، ظهرت مقاطع فيديو لشبان تعمدوا مخالفة أمر منع التجول، وآخرين تباهوا بالحلاقة رغم تعليق نشاط الحلاقين ضمن احترازات كورونا، وبعضهم نشر صوراً لأرفف فارغة من السلع الغذائية، لإيهام المواطنين بأن هناك أزمة غذاء، وآخرون حاولوا السخرية من رجال الصحة والأمن ألخ….

كل هذه الجرائم لم تتجاهلها الجهات الأمنية، ووقفت لها بالمرصاد، ونجحت في تحديد هويات مرتكبيها والقبض عليهم في زمن قياسي، ومن ثم التعامل معهم وفق الأنظمة المعمول بها في مثل هذه الحالات.  

والجريمة المعلوماتية ـ بحسب كتيب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية ـ هي “أي فعل يُرتكب مُتضمناً استخدام الحاسب الآلي أو الشبكة المعلوماتية بالمخالفة لأحكام هذا النظام”.

تسلسل زمني

 (4 أبريل).. شرطة المنطقة الشرقية تلقي القبض على وافد يمني ثلاثيني تعمد تصوير جزء من الأرفف المفرغة من السلع في أحد المتاجر والتعليق عليها بغرض الإرجاف ونشر الشائعات.

(4 أبريل).. شرطة القصيم تلقي القبض على مواطن ومقيم خالفا الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس “كورونا” بعد توثيق حلاقة العامل داخل أحد محلات الحلاقة.

( 3 أبريل).. شرطة الرياض: القبض على 3 أشخاص بينهم مقيم خالفوا الإجراءات الاحترازية وقاموا بإحضار حلاق لمقر إقامتهم في مدينة الرياض.

 (2 أبريل).. شرطة المنطقة الشرقية: القبض على مواطن أساء لرجال الأمن إثر تلقيه مخالفة منع تجول بحفر الباطن.

 (1 ابريل).. شرطة الرياض: الإطاحة بمتهور تجاوز نقطة أمنية وبحوزته سلاح، وبتهم متعددة: تجاوز النقاط الأمنية، السرعة والتهور، وعدم امتثاله لأمر منع التجول، وحيازته سلاحاً نارياً، واستخدام ذلك السلاح لإتلاف اللوحات الإرشادية على طريق وادي الدواسر  وأخيراً، نشره للفيديو على مواقع التواصل.

(1 أبريل).. شرطة الحدود الشمالية: الإيقاع بـ5 شبان ظهروا في مقاطع فيديو وهم يتباهون بمخالفة أمر منع التجول.

(27 مارس).. أبها: القبض على مقيم من الجنسية التركية في العقد الثالث من العمر يتحدث بمخالفته لأمر منع التجول.

(27 مارس).. حائل: التوصل للمتورط الذي بصق على نافذة إحدى المركبات، المواطن في العقد الرابع من العمر.

(26 مارس).. جازان: القبض على مواطن خالف أمر منع التجول وصور مركبة أمنية وهو يسخر ويتهكم من رجال الأمن في تطبيق الأوامر.

(26 مارس).. الرياض: إحالة أفراد في الحرس الوطني إلى المساءلة التأديبية بعد انتشار  فيديو لهم أثناء قيامهم بعملهم تطبيق الأمر بمنع التجول. وتجاوزهم عن أحد الأشخاص بعدم التقييد بمنع التجول وقيامهم بالتصوير معه في المقطع.

(25 مارس)..  أبها: القبض على مواطن في العقد الثالث من العمر بعد مخالفته أمر منع التجول.

(25 مارس) .. مكة: القبض على مواطن في العقد الرابع قام بالسخرية والاساءة لرجال الأمن في مقطع فيديو.

(25 مارس).. أبها: القبض على مواطن في العقد الخامس ومرافقه تحديا قرار منع التجول. 

(24 مارس) .. نجران: القبض على مواطن في العقد الرابع بعد تصويره الأرفف الفارغة وإيهامه المواطنين بأزمة في السلع داخل الأسواق.

(24 مارس).. حائل: إيقاف مواطنة في العقد الرابع من العمر بعد مقطع فيديو ظهرت فيه تتحدث عن إصرارها على عدم الامتثال للتعليمات الخاصة بمنع التجول.

(23 مارس).. الرياض: القبض على مواطن في العقد الثالث من العمر يسخر وينتقض الجهود التي يقدمها العاملون والممارسون من منسوبي الكادر الصحي ورجال الأمن.

(21 مارس) .. القبض على مواطن في العقد الثالث من العمر بعد مقطع فيديو له وهو يروج شائعات عن أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا.

(19 مارس).. النيابة العامة توجه بالقبض على شخصين ظهرا في مقطع فيديو وهما يشربان سائلاً لأحد أنواع المعقمات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي للتضليل بأنها تقي من فيروس كورونا.

(18 مارس).. النيابة العامة توجه بالقبض على مروج شائعات تخص فيروس كورونا بعد انتاجه محتوى معلوماتياً يحتوي شائعات وأخباراً مجهولة المصدر عن فيروس كورونا.

تحذيرات وغرامات

منذ بدء ظهور مثل هذه المخالفات، كان للنيابة العامة دور رئيس في محاربتها والحد من انتشارها، ففي 24 مارس، حذرت النيابة من أن “إنتاج صور أو مقاطع فيديو لمخالفات أمر منع التجول، أو التحريض عليه، ونشره عبر وسائل التقنية المعلوماتية، يعد جريمة كبيرة موجبة للتوقيف، ويعاقب مرتكبها طبقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بالسجن إلى 5 سنوات، وغرامة إلى 3 ملايين ريال، دون أن تطال المساءلة المُبلغين”..

كما حذرت النيابة من المساس بالنظام العام، عبر بث شائعات لأخبار مجهولة المصدر، تصعد الهلع لدى المجتمع. وقالت: “وفقاً للمادة (6/1 ) من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، فإن إنتاج الشائعات التي من شأنها المساس بالنظام العام، أو إعدادها أو إرسالها عن طريق الشبكة المعلوماتية، جريمة يعاقب مرتكبها بالسجن مدة تصل إلى خمس سنوات وبغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال”.

وقبل ذلك بـ24 ساعة فقط (23 مارس الماضي)، فرضت وزارة الداخلية غرامات على الذين يشككون في تطبيق قرار منع التجول، وأكدت “يعاقب من يخالف أحكام منع التجول بغرامة قدرها 10 آلاف ريال، وتضاعف الغرامة في حال العودة، فإن عاد المخالف إلى ارتكاب المخالفة بعد ذلك، فيعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 20 يوماً بموجب قرار من وزير الداخلية” ويعاقب بعقوبة السجن هذه كل مخالف لم يمتثل للسلطات المختصة بتنفيذ المنع.

جهل.. وتعمد

ومن علق المحامي خليل الذيابي على بعض تلك القضايا الالكترونية، وتطرق إلى الرأي القانوني فيها، قائلاً: “بالنسبة إلى تصوير الأرفف الفارغة، فلا شك أن المملكة مستهدفة  لكونها واجهة العالم الإسلامي، واقتصادها مؤثر في اقتصادات العالم، وبطبيعة الحال، فإن لها أعداء كثر”. ويرى الذيابي في حديثه لـ”صُبرة” أن من يصور مثل هذه المقاطع وينشرها، يندرج تحت صنفين من الناس، تتصف الفئة الأولى بالرعونة والجهل، والثانية تتصف بأنها متعمدة وتقصد تأليب الرأي العام وتشويه الحقائق”، مؤكداً أن “الجهات المختصة هي المعنية بإثبات ذلك من عدمه، وفي كلا الحالتين الجاني مُعاقب ولا يعذر بجهله بالقانون”.

أما عن تجاوزات منع التجول، فيرى الذيابي أنها “تأتي من باب الجهل”. وقال: “لا يوجد تحد مباشر من المواطنين لرجال الأمن، ولكن ما يحدث يمكن وصفه بأنه تصرفات مراهقين، ومثل هذه التصرفات ستنخفض أو انها ستنتهي بعد اتخاذ العقوبات اللازمة ضدهم”.  

وقال الذيابي إن “عقوبات الجرائم المعلوماتية تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات أو غرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال”. ونصح الشباب بـ”الالتفاف حول وطنهم والوقوف بجانب الجهات الصحية والرقابية والأمنية، وقال “كلنا مسؤؤل”.