على ذمة “رويترز” وجماعتها: التدخين يسبب السرطان.. ويشفي من كورونا الجديد…! السخرية تحرّك قراء الصحف الأمريكية.. وترى في الخبر "كذبة أبريل"
ترجمة وإعداد: بيان آل دخيل: صُبرة
“التبغ لقاح لفيروس كورونا”.. عنوان غريب، تصدر عناوين عدد من الصحف العالمية المعروفة، هذا العنوان من غرابته، أثار الاندهاش الممزوجة بالسخرية اللاذعة، بأن التبغ الذي يدمر الجهاز التنفسي لدى ملايين المدخنين حول العالم، يصبخ اليوم لقاحاً للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، الذي يستهدف هو الآخر الجهاز التنفسي لدى ضحاياه، ويقتلهم خنقاً.
“مستحيل.. إنها كذبة إبريل.. هذه دعابة سخيفة في وقت غير مناسب”.. عبارات رددها ـ بتلقائية شديدة ـ بعض من قرأ العنوان. واعتقد بعضهم أن الأمر لا يخرج عن كونه أسلوب دعاية جديد لشركة تبغ، أرادت أن تستغل الوضع الصحي للعالم، وتروج للتدخين ولمنتجات التبغ لديها، على أنه علاج للوقاية من الفيروس الفتاك. بيد أن شركة التبغ “بريتش أميركان توباكو” صاحبة المبادرة العلاجية، أكدت أنها لا تمزح، وأنها قطعت شوطاً في الوصول إلى اللقاح المناسب لعلاج فيروس كورونا.
وما أثار انتباه القراء أن الخبر ورد في صحف ووكالات عالمية، لها ثقلها، ومن المستحيل أن تشارك في دعاية من هذا النوع، في هذا الوقت الحرج. الصحف هي: سي إن إن، رويترز، الجارديان، وول ستريت، وجورنال في أمريكا.
مثير للسخرية
وجاء إعلان اللقاح المحتمل، مثيراً للسخرية، فقد رأى كثيرون أن تحويل الموارد التي تسبب في مخاطر صحية جسيمة لملايين المدخنين حول العالم، لمكافحة وباء عالمي مثل كورونا، “أمراً مثيراً للاستغراب والدهشة حقاً”.
وكتب محرر الجارديان “في العادة، شركات التبغ تواجه كثيراً من الانتقادات من الحملات المضادة للتدخين، وبالأخص عندما تستخدم في إعلاناتها شخصيات شابة وجذابة ومؤثرة لجذب المدخنين، وتحديداً صغار السن، لتجربة نوع معين من السجائر الإلكترونية”. ورأت محررة الـ”سي إن إن” أن الجهود التي تقوم بها شركة التبغ قد تكون مثيرة للدهشة والسخرية معاً.
الاختبارات السريرية
وكان مدير البحث العلمي الدكتور ديفيد أوريلي في شركة التبغ، قد عبر عن أمله “ألا تتدخل سياسات ما لمنع العلاج الجديد، وأن يُترك القرار للناس وحدهم، للتفكير بموضوعية عما إذا كان العلاج الجديد لفيروس كورونا من التبغ مفيدة أم لا”.
وأبدى أوريلي استعداد الشركة للعمل مع الحكومات وأصحاب المصلحة للمساعدة في كسب الحرب ضد فيروس كورونا. وبين أن الشركة استنسخت جزءاً من التسلسل الجيني للفيروس، وطورت مضاداً محتملاً، وهي تخضع حالياً لاختبارات ما قبل الاختبارات السريرية”.
تفاعل المغردين
وتفاعل مغردون في “تويتر”، تعليقاً على نشر الخبر في الحساب الرسمي لشركة “بريتش أميركان توباكو” على “تويتر” في الأول من أبريل. وظن البعض أن الخبر يندرج تحت مزحة “كذبة ابريل”. ولكن الشركة ردت على ذلك قائلة: “وضع الفيروس الخطر في الوقت الحالي، لا يسمح بالانتظار لنشر تفاصيل اللقاح المرتقب”.
تقتل الملايين
وعلق أحد المغردين: “شركات التبغ تستطيع أخيراً أن تمنح الحياة بدلاً من الموت”. وقال آخر: “إذا نجحت الشركة في مسعاها، سأعود إلى التدخين من جديد”. وغرد ثالث “كذبة ابريل لا محالة، هذه الشركة تقتل الملايين سنوياً، لمَ لا تستثمر في إيجاد علاج للسرطان بدلاً من فيروس كورونا”.
في المقابل، لا يمكن إغفال المتشبثين بالأمل، حتى وإن كان هذا الأمل نبتة تبغ، للخلاص من فيروس كورونا. هؤلاء واصلوا تشجيعهم للشركة، وقالوا إنهم في انتظار اللقاح.
حقيقة اللقاح
ويبدو أن هذه الحزمة من السخرية لن تغير في واقع حقيقة اللقاح، فـ”اختباراته تسير في الوقت الحالي على ما يرام”، بحسب وصف الشركة المصنعة. وتأمل الشركة في الحصول على الدعم من الحكومة. وقالت: “يمكن تصنيع ما بين مليون إلى 3 ملايين جرعة من اللقاح أسبوعياً، ومن المتوقع بدء ذلك في يونيو المقبل، أي بعد شهرين”.
واعتبرت الشركة أن لمصانع التبغ “القدرة على تطوير اللقاح بشكل أسرع وأكثر آماناً مقارنة بالطرق التقليدية”.
وأعلنت الشركة أن شركتها الفرعية للتكنولوجيا الحيوية في ولاية كنتاكي، قد بدأت فى الاختبارات السريرية للقاح الجديد، الذي أكدت أنها ستوزعه على أساس غير ربحي. وقالت: “عملنا في التوصل إلى لقاح للفيروس قد يكون أكثر أماناً من تقنيات اللقاحات التقليدية، لأن نباتات التبغ لا يمكنها استضافة مسببات الأمراض التي تسبب الأمراض البشرية”. وأضافت: “يجري التعاون حالياً مع إدارة الغذاء والدواء في أمريكا والصحة، والرعاية الاجتماعية في بريطانيا لتقديم الدعم وتعجيل تطوير اللقاح المرتقب”.