البلدية.. أبطال الميدان

كامل الخطي
رغم أن الظروف التي تمر بالعالم راهنًا، هي ظروف استثنائية بكل المقاييس، وقد فرضت هذه الظروف الاستثنائية، أسلوب معيشة حسب اشتراطاتها، وهو أسلوب معيشة مختلف عمّا خبرناه جميعًا في ظل الظروف الاعتيادية، وقد شهدنا ونشهد يوميًا كيف أن دولًا مصنفة في خانة “العالم الأول” تواجه نقصًا حادا في توفر المواد الأساسية اللازمة لحياة الناس اليومية؛ حيث يشمل النقص المواد الغذائية والدوائية والمعقمات الضرورية لوقف إنتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، بينما تسير حياتنا اليومية دون نقص يذكر لا في توفر المواد الغذائية ولا الدوائية ولا مواد التعقيم، ولا حتى الخدمات العلاجية المستمرة.
يرجع الفضل في ذلك في المقام الأول إلى القرارات الحازمة والحكيمة التي اتخذتها القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، كما يرجع الفضل في المقام الثاني إلى توفر الكفاءات الوطنية المتفانية والمؤهلة لتطبيق خطط الإجراءات الاحترازية التي أقرتها قرارات القيادة السياسية.
يشارك عدد من الأجهزة الحكومية في إدارة الأزمة، وعلى رأس هذه الأجهزة، وزارة الصحة والمنشآت التابعة لها، ووزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها، ورئاسة أمن الدولة والأجهزة التابعة لها، ووزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المناطق والبلديات التابعة لها، ووزارة التجارة والأجهزة التابعة لها .. وغيرها من وزارات وإدارات وأجهزة حكومية.
نالت وزارة الصحة والطواقم الطبية – عن جدارة واستحقاق – آيات الشكر والثناء، كذلك الحال مع الإدارات والأجهزة الأمنية.
يستحق كل الذين شاركوا في تنفيذ خطط الإجراءات الاحترازية وإدارة أزمة انتشار العدوى، كل كلمة شكر وكل بادرة امتنان، وكل خطوة دعم قدمت لهم؛ إلا أن بعض الفاعلين المؤثرين في تنفيذ الخطط الاحترازية وإدارة أزمة انتشار العدوى، لم يتلقَ ما يستحق من إشادة وثناء، وأحسبهم لا يطلبون ذلك ولا يسعون وراءه، لكن من منطلق ان الوفاء واجب على أهل الوفاء تجاه أهل الفضل، أشيد باعتزاز وأذكر بامتنان الجهود الذي يبذلها أبطال إدارة الأزمات والكوارث في بلدية محافظة القطيف؛ ففي الوقت الذي نلتزم خلاله بمبدأ التباعد الاجتماعي، وتعليمات حظر التجول الليلي، يقوم هؤلاء الأبطال بعمل شاق ليتأكدوا من ان طواقم تعقيم شوارع وأحياء المحافظة تقوم بعملها على الوجه الأكمل، ويصرمون ساعات الليل بعيدا عن منازلهم وعن أُسَرِهم لكي ننام نحن هانئين في منازلنا. يعود غالبية أعضاء إدارة الأزمات والكوارث إلى منازلهم حوالي منتصف الليل أو بعد منتصف الليل، ثم يعودوا الى مكاتبهم صباح اليوم التالي لكي يمارسوا مهامهم في متابعة الأسواق ونظافتها، وفي متابعة سير عمل صحة البيئة دون كلل او ملل، ودون كلمة شكوى، بل عندما تهاتف أحدهم لتسمعه كلمات الشكر والامتنان، تسمع منه جواب واحد هو: لا نعمل إلا ما يمليه علينا الواجب، ولا فضل.
يستحق هؤلاء الأبطال كل كلمات الشكر والثناء والامتنان، وهي مهما بدت كثيرة، فهي دون حقهم. يستحق هؤلاء الأبطال أيضًا أن نبادرهم بعرض خدماتنا التطوعية إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ونترك تقدير الأمر لهم، فهم أعرف منا بما يحتاجون.
سيروا وعين الله ترعاكم، وعنايته تحميكم من كل سوء.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×