[فيديو وصور] أحمد شرّوفنا.. تناول طعامه 3 ملوك.. ونجا من الضرب في قصر أبي نواس ابن مطرّز "البشوت" تعلم الطهو في أرامكو وباع الساعات الثمينة في القطيف
القطيف: ليلى العوامي
بوفاته هذا اليوم؛ يكون الحاج أحمد عبدالله شَرُّوفنا، رحمه الله، قد عاش 98 عاماً. إنه عمرٌ طويل ازدحمت به أحداث أجيال كثيرة، وتحوّلات هائلة في البلاد السعودية، وفي القطيف على وجه خاص.
كان ميلاده في قلعة القطيف عام 1343هـ (1929م)، أي بعد 13 سنة من انضمام القطيف إلى الحكم السعودي. وعاش شبابه الأول في مطبخ أرامكو بالظهران، وعاش كهولته في عملٍ حرٍّ يبيع الساعات الفاخرة، ثم أمضى شيخوخته متفرّغاً لحياة اجتماعية، قبل أن يُجبره ضعف التقدم في السن على المكوث في منزله حتى وفاته.
سيرة الحاج “أحمد” المعروف أيضاً باسم “عبدالحميد” مليئة بالقصص، وقبل وفاته؛ التقته “صُبرة” لتوثيق بعضها، خاصة تلك التي ارتبطت بالحياة العامة، وتحوّلات الحياة في القطيف.
حرفة أنيقة
عاش في أسرة عُرفت بحرفة أنيقة، والده الحاج عبدالله حسن شروفنا صاحب مهارة عالية في التطريز وحياكة البشوت الفاخرة. زبائنه من الطبقة العالية في المجتمع. تلك حرفة عُرفت بها بعض شخصيات القطيف، مثل الحاج عبدالله بن دهنيم، وعبدالله الجشي، وسويلم الخنيزي، وعبدالكريم أبو ديب.
ومن هذه الحياة بدأ “أحمد” مع والده، وسافر عبر القوارب الشراعية (الجالبوت) إلى البحرين مراراً لشراء مشتلزمات عمل والده من الخيوط وأدوات التطريز والأحذية والملابس ليبيعها في دكان والده.
في أرامكو
مثل كثير من أبناء جيله في القطيف؛ خرج “أحمد” عن مسار سيرة والده.. اتجه إلى شركة أرامكو وهو في سن الـ 14.. عمله في مطبخ مطعمها في الظهران.. عمل مستمر طيلة النهار مقابل ريال واحد يومياً.. لكنّه ترك العمل، ليؤسس بقالة في القطيف، ثم غيّر نشاطه ليعمل في بيع الساعات الباهظة الثمن.
مائدة الملك عبدالعزيز
حينما زار الملك عبدالعزيز، رحمه الله، شركة الزيت العربية الأمريكية عام 1366هـ 1947م كان “أحمد” ـ وقتها ـ ضمن طاقم العمل في مطعم الشركة وشارك في إعداد الطعام..
وقال لـ “صُبرة”: كان الملك يتناول طعامه في مطاعم الشركة، وكنتُ موظفاً صغيراً في المطعم، و عند مروري من مائدة الملك سمعته يتحدث مع مترجمه “عجب خان” الباكستاني، وبعد انتهائه من الطعام، طلب من موظفيه إكرام كل الموجودين في المطعم من موظفين.. وكنتُ منهم.. حصلت على “شرهة” قدرها ريالان.. في ذلك الزمان كان هذا المبلغ يكفي لتموين البيت من الرز والحليب والسمن والطحين.
الملك سعود
الملك سعود، رحمه الله، زار شركة الزيت العربية الأمريكية برفقة عائلته عام 1373هـ 1954م، وأثناء هذه الزيارة خصص مكان إقامة للنساء (الأميرات) في أرامكو، وبطبيعة الحال تم تجهيز المنزل بكل احتياجاتهن، ومن ضمنها المطبخ، وكان للحاج شروفنا دور فيه، وإعداد الطعام.
الملك فيصل
زار الملك فيصل القطيف عام 1963م 1382هـ وكان “أحمد” في عمر 34 عاماً، كانت زيارة تاريخية بضيافة بلدية القطيف.. وقتها كلفت أرامكو “أحمد” وآخرين بإعداد مأدبة الطعام للملك فيصل لما عُرِفَ عنه من لباقة وحرفية في مهنته.
ثم أشرف على المائدة التي أعدها الشيخ محمد صالح آل مبارك الصفواني، وخلال هذه الضيافة قدم الملك فيصل لبعض رجالات القطيف منح أراضي بالقطيف بناء على طلبهم.
الطريق إلى أرامكو
ذكر الحاج أحمد شروفنا فيما ذكر أن موظفي أرامكو كانوا يعملون لمدة أسبوع قبل أن يعودوا إلى منازلهم، وكان الذهاب إلى الظهران عبر حافلة تنطلق من سيهات. وقتها لم يكن هناك طريق معبد بين القطيف والظهران.. الطريق الوحيد ترابي وضيق، ويبدأ من جنوب منطقة الشويكة ويمرّ بسيحة العياشي حتى عنك.
الذهاب إلى الظهران يستهلك وقتاً طويلاً.. يبدأ خروج الموظفين من منازلهم حينها من وقت الظهيرة، ليصلوا عند الغروب ويتم الصعود لسيارات أرامكو الخاصة بالتحميل، ولأن الطريق كان شاقاً والشوارع غير ممهدة يصل الموظفون في الثانية عشر ليلاً لمقر السكن في الشركة.
الحج
أول حجات الحج أحمد كانت مع حملة الهواشم، ومرشدها الشيخ طاهرالبدر المتوفى عام 1377هـ ويذكر قصة طريفة حدثت له يقول:
وصلنا إلى المدينة المنورة بالحافلة، وصعدنا أنا و رفقتي إلى الغرفة، وأول ما قمنا به هو الحلاقة، فجاءنا الحجاج وكأنهم ارتكبوا جريمة عظمى.
أخذونا مكبلين كالمجرمين إلى الشيخ طاهر البدر فقالوا له: أنظر ماذا فعلوا.! فنادى الشيخ بإسمي المعروف “عبدالحميد”، وقال لي : لمَ فعلت ذلك..؟
قلت له: هل أخبرتني ونحن في القطيف بأن لا أحلق..؟
قال الشيخ: ما كنت أعلم أنه يجب أن أخبرك.
فقلت: إذا حجتي باطلة رجعني القطيف.
فسكت الشيخ ولم يجب فأكملت الحجة.
أبناؤه
للحاج أحمد 7 من الأبناء و4 من البنات:
- الأبناء: شفيق، الدكتور علي، عارف، عماد ، الشيخ سعود، عبد الباسط، رائد.
- البنات: سهام، والدكتورة فايزة، المعلمة نادية، ماجدة.
- الأحفاد: 85 أحفاداً وأسباطاً، ذكوراً وإناثاً.
صور