شجرة كورونا
جعفر عمران
الدولة السعودية ـ حماها الله ـ تعمل ليلَ نهار من أجل حمايتك.
في الشارع رجال الأمن يسهرون حفاظاً على روحك، أنتَ أيضاً تستطيع أن تُنعشَ أرواح آخرين وأنت جالسٌ في بيتك.
“كورونا” التي تسببت في تعطيل رواتب شهرية عدد من الناس، فإنها تعطيك الفرصة لأن تقوم بعمل تطوعي عظيم وأنت في مكانك. وما هي المكافأة؟! إنها ليست درعاً تذكارية أو شهادة تقدير أو كلمات شكر من المسؤول.
كورونا التي حبستْ أجسادَنا في البيت، لا تستطيع أن تمنع أرواحنا من أن تسافر لآخرين، تذهب إليهم لتعود إليك بدعاء كريمٍ رحيم، دعاء في الغيب يدفع عنك وعن أولادك بلاءً لا تعلَمُه.
فقط نفقة صغيرة تناسب مصروفك، لا يضرّك دفعها، ولكنها تعني الكثير لهم.
تظنّ أنها نفقة صغيرة، ولكنها تتساوى عند الله مع النفقة الكبيرة. قال تعالى: ((ولا ينفقون نفقةً صغيرةً ولا كبيرةً ولا يقطعون وادياً إلا كُتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون)).
هم لن يأخذوها منك، بل الله هو الذي يأخذ الصدقات. ((اللهُ هو يقبل التوبةَ عن عباده ويأخذُ الصدقاتِ وأنّ اللهَ هو التوابُ الرحيمُ)) إذن جزاء الصدقات هو الرحمة: ((ويتّخذ ما يُنفَقُ قُرباتٍ عند الله وصلوات الرسول ألآ إنها قربةٌ لهم سيدخلهم في رحمته))، تُدخل صاحبها في رحمة الله. مرة أخرى تتكرر الرحمة في آية أخرى في سورة التوبة. هذه هي المكافأة.
يمكن لابنك أن يساهم في النفقة. نفقة تناسبه. تُجمَع من كل فرد في الأسرة. تشعر أنت وابنك وابنتك وكل من يساهم؛ أنّ حياته في البيت غير متوقفة. سيدرك معنى حب الآخرين. بذلك أنت تغرس شجرة في داخله. شجرة تحميك وتنعم عليك بظلالها.