عُزلة كورونا فرصة مسرحية لإنتاج النصوص.. وتنقيحها مسرحيون أشادوا بمسابقة هيئة الفنون الأدائية بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح

القطيف: بيان آل دخيل

يرى المسرحيون السعوديون في محافظة القطيف، أن الحجر الصحي، والعزلة التي فرضها وباء فيروس كورونا، فرصة من ذهب، أمام المسرحيين السعوديين للارتقاء بالنصوص المسرحية. ويؤكد المبدعون أن إعلان هيئة المسرح والفنون الأدائية عن مسابقة التأليف المسرحي، بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 مارس من كل عام (أمس الأول الجمعة) بمثابة بداية قوية لانطلاق المسرح السعودي، على مرتكزات صلبة، تعمل على اكتشاف المواهب السعودية في هذا المجال، وتحفز كتّاب المسرح والمهتمين بذلك.

وقد بدأت الهيئة فعلياً في استقبال مشاركات المسرحيين، وستنتهي فترة التسجيل في الـ30 من يونيو المقبل. وتعد هيئة المسرح والفنون الأدائية هيئة حكومية تابعة لوزارة الثقافة، تأسست في فبراير الماضي ويرأسها سلطان البازعي. وتأتي ضمن 11 هيئة ثقافية في قطاعات مختلفة.

الأهداف والتطلعات

ووفقاً لما جاء في منصة المسابقة على موقع الهيئة التابع لوزارة الثقافة، فإن الهيئة ستقوم بتحفيز مجال كتابة النصوص المسرحية عبر دعم النصوص الفائزة بإنتاجها وإخراجها وعرضها، ليس فقط محلياً بل عالمياً “عبر برامج استثنائية وحصرية”.

وهناك مساران للمسابقة؛ النصوص المسرحية، التي تعتمد على الحوار والأداء الحركي والسجال بين الممثلين، ونصوص مسرحيات الأطفال التي تعتمد على الخيال الواسع والمبالغة والحوارات الفكاهية البسيطة التي تتخللها لوحات غنائية راقصة. وتنطلق المنافسة وفقاً لشروط وأحكام المسابقة على خمسة جوائز في كل قسم، وسيتم تحكيم النصوص عبر لجنة تحكيم مختصة في الفترة من 1 وحتى 29 يوليو المقبل، على أن تُعلن أسماء الفائزين في الـ30 من الشهر ذاته، في الحفل الختامي للمسابقة الذي سيصاحبه عرض مسرحي.

وبينت الهيئة أن أهداف المسابقة حددت أولاً للتقصي والبحث عن كتّاب سعوديين مبدعين وخلاقين في كتابة النص المسرحي، ولترجمة النصوص الفائزة إلى لغات عدة، ونشرها للتعريف بالكتّاب المسرحيين السعوديين عالمياً. وأيضاً لتوفير مكتبة نصوص مسرحية جديدة ومتنوعة للإنتاج ولإنشاء قاعدة بيانات حديثة للمؤلفين ونصوصهم، وأخيراً، وربما الأهم، لتحفيز الكتّاب السعوديين والسعوديات على إظهار مواهبهم الكتابية، وتقديم أعمالهم بشكل احترافي جدير بالمشاركة والمنافسة، وفقاً لما جاء في منصة المسابقة.

الحلم يتحقق

وكان تفاعل المسرحيين والمهتمين بالمسرح على موقع “تويتر” لافتاً للأنظار، إذ كانوا يدعون بعضهم البعض للمشاركة في المسابقة. وبعضهم شارك بالفعل على حساب الهيئة عبر موقع “تويتر”، الذي بدأ أمس بأول تغريدة جاءت كلماتها: “في اليوم العالمي للمسرح؛ نرفع الستار عن المسابقة”.

وعلق المؤلف والمخرج المسرحي ياسر الحسن على المسابقة، وقال إن “هيئة المسرح كانت حلماً بالنسبة للمسرحيين السعوديين،  لأن هذا ما نحتاجه في الوقت الراهن؛ كيان ننتمي إليه وينتمي لنا، والأهم من ذلك مدعوم بشكل كامل”.

وأشاد الحسن بدور جمعية الثقافة والفنون البارز في احتضان المواهب الشابة في السنوات الماضية بحسب إمكاناتها، مضيفاً “كنا نطمع في المزيد، لنكون على قدر المساواة مع نظرائنا في العالم”.

وأضاف “ها هو الحلم يتحقق، وها هي مسابقة التأليف المسرحي تكوّن أولى لبناتها”. وأضاف “أنا سعيد بهذا الخبر وكل مسرحي في المملكة غمرته السعادة والتفاؤل بهذه الخطوات المتسارعة والواثقة والحالمة”.

اليوم العالمي

من جهته، علق الكاتب المسرحي عباس الحايك قائلاً: “المسرحيون في حاجة لمثل هذه المسابقات”. وقال: “كنت سعيداً بإطلاق حساب الهيئة على تويتر، بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح”. ويتابع “نشهد اهتماماً كبيراً بالمسرح، ولو كان الواقع الذي نعيشه مختلفاً، لكان هناك احتفال كبير بالمسرح في يومه العالمي داخل المملكة”، مشيراً إلى “تعطل كثير من المشاريع والمناسبات بسبب الأزمة الحالية”.

ويرى الحايك أن جوائز المسابقة الحالية محفزة وتوازي جوائز خليجية أخرى، كمسابقة الشارقة للتأليف المسرحي”. ويوضح “نحن سعداء بالاحتفاء بالنص المسرحي داخل المملكة، لأن المواهب موجودة في السعودية، وكثير منها يفوز بجوائز في مسابقات خارج المملكة”.

واعتبر الحايك المسابقة “فرصة للشباب الكتّاب، الذين لم تتوفر لهم فرص المشاركة بنصوصهم في مسابقات محلية أو خارجية، وهذه المسابقة سوف تكشف أسماءً وتجارب خفية، وهي فرصة لتحفيز جميع الكتّاب”.

وبدا الحايك متفائلاً في نظرته للمستقبل “عندما تنتهي أزمة كورونا الحالية، سنرى تحولاً كبيراً على المستوى الثقافي والمسرحي في المملكة”.

واقترح الحايك موضوعاً للنصوص المسرحية، وهو “العزلة”، باعتبارها واقعاً نعيشه. وقال: “بالإمكان استلهام حالة العزلة بابتكار نصوص مميزة، فالعزلة جعلتنا نرى أنفسنا بشكل أفضل”.

مسرح الطفل

وشجع الكاتب عبدالله العبد المحسن المسابقة، وبالأخص مسار الكتّابة للطفل. وقال: “هذا المجال عملت عليه لأكثر من 50 عاماً، وتحديداً منذ العام 1390 هـ”. وتابع “الأطفال هم الشريحة الأكثر حاجة للإرتقاء بالأدب، والمسابقة توفر فرصة للشباب المهتمين بالكتابة المسرحية للتحرك وإثبات الذات”.

ويرى العبد المحسن أن الكتابة للطفل بشكل عام “صعبة فيما تتطلبه من فهم نفسيته وحاجاته ولغته. وقال: “هناك نفور من بعض المؤلفين من هذا المجال بسبب نظرة المجتمع الخاطئة لمن يكتب في أدب الطفل”. ويشجع العبد المحسن الكتّاب على المشاركة في المسابقة في مساريها؛ النصوص المسرحية والنصوص المسرحية للأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×