عزلةٌ.. على أطراف المُخيّلة
هادي رسول
أراقِبُ الليلَ مصلوبًا على شفتي
في غيهبِ الحُلمِ
أو في عَتمةِ اللغةِ
أراقِبُ الوقتَ مرهونًا لعُزلتهِ
ما عُزلةُ الوقتِ إلا رقدةُ الرئةِ
بيتي ملاذٌ…
و لكنّ الملاذ بهِ .. يلوذ بي
وأنا لَوْذي بلا جِهةِ!
تلوذُ بي جِهةُ الأحلامِ
تسألني عن الحقيقةِ
في ترياق أجوبتي
لكنّما في منافي الليل
غاب صدى الأشياءِ
خلفَ انثيالاتي وأسئلتي!
أخفيتُ ظلّي عن الأيامِ
مرتحلًا نحو الغيابِ
إلى أطرافِ أخيلتي
باعدتُ ما بينَ أسمائي وجوهرِها
وما تبقّى سوى أصداء أحجيتي
لغزي يقوم على مَحْوِ الغِناءِ
إذا ما مسّني قدرٌ من جمْرِ حُنْجِرتي
أعدُّ خبزَ الليالي
والسرابُ مدى
يجيءُ لي من رؤى أطياف خارطتي
ما زلتُ..
أفتح في النسيانِ نافذةً
حتى أطلَّ على أسمالِ ذاكرتي
وما فتحتُ شبابيكي
لأنّ هوى الأحلام
ينسلّ من أوجاع نافذتي
حمامةُ الغيب…
ما حطّت على كتفي
وما سمعتُ هديلًا فائضَ الدعةِ
وما دنوت.. إلى أعشاش خاطرةٍ
إلا وفرّتْ إلى الأوهامِ… قُبّرتي
وما وشمتُ على روحي مخاوفها
إلا لأُنسى من الأنسابِ والصِّلَةِ
وكلّما قد تراءى الشعرُ في خَلَدي
صرختُ ملءَ فمي…
يااااااا شِعرُ …
يااااااا أبتي
أنا الذي
لم أزلْ للحلمِ مُرتهنًا
أودعتُ حُلمي بأورادي وأوردتي
ما فلسفَ الدهرُ أشيائي
وإنّ يدي في المستحيلِ ستجني الآن فلسفتي
بعضي تفاصيلُ نخلٍ هاربٍ -بيدِ المجهول-
مغتربٍ في التيهِ والعَنَتِ
بعضي اليبابُ…
على بحرٍ يُشاطئني
في سالفِ العمر
مخفورًا بأشرعتي
وهمُ المسافةِ في نعلي يسايرني
كل الظلال القصار الآن قافلتي
لم ألتفت للسؤال المرّ
حيثُ دنى وجهُ الغيابِ
إلى أحمال راحلتي