[خاص] في مركزي القطيف.. 15 متخصصاً في 3 برامج لدعم مرضى كورونا احتواء نفسي واجتماعي ورفع المعنويات وتقييم تجربة كل مريض

القطيف: صُبرة

قبل دخوله المستشفى؛ كان يرى في كورونا الجديد “كوفيد 19” مرضاً مخيفاً تتسابق على أخباره وسائل الإعلام، وتنشر معلوماته الصحيحة والمغلوطة وسائل التواصل الاجتماعي.. كورونا يوسّع انتشاره عالمياً، وفي بلادنا؛ هناك إصابات..

ربما أصيب أحد أقاربه أو معارفه بالفيروس.. لكنه، بدخول المستشفى، تأكد أن الفيروس في جسده، وأنه أحد ضحاياه.

ووسط التهويل الإعلامي الذي يشهده العالم، قد يتحوّل المريض إلى ضحية هلع وذعر وارتباك. وقد تتأثر معنوياته سلبياً، فينعكس ذلك على علاجه الطبي.. وهنا؛ يأتي دول تدخُّل لجنة الدعم التي تأسست في مستشفى القطيف المركزي، تحت إشراف المدير الطبي الدكتور زكي الزاهر، لمساعدة المريض على أن يكون أقوى نفسياً وأكثر استعداداً لتلقّي العلاج.

الدكتور زكي الزاهر

أبعاد ثلاثة

ما إن يدخل المريض قسم العزل ويبدأ برنامج العلاج؛ حتى يُحاط بفريق إضافي خاص لاحتوائه ووضعه في برنامج دعم معنويٍّ يتزامن عمله مع عمل الأطباء الآخرين.

لجنة ثلاثية الأبعاد، بُعد نفسي، بُعد اجتماعي، بُعد عملي.. ومنذ الـ 8 من صباح كل يوم، حتى الـ 5 مساءً، ينشط 15 متخصصاً للتواصل مع المرضى في غرف العزل. ولكل مريضٍ وضعه؛ حسب ما شرحته رئيسة قسم الطب النفسي في المستشفى الدكتورة سارة العميري.

بعض المرضى يتقبّل كونه مصاباً بالفيروس، ويستجيب ـ نفسياً ـ للعلاج الطبي. لكن منهم من يُصاب بالهلع، والخوف مما يجري في داخل جسمه. بين المريض المستقرّ، والآخر المتوتر، تُراوح الحالات، كما تشهد الحالة ارتفاعاً في المعنويات، ثم تشهد تراجعاً، والعكس صحيح أيضاً حسب الدكتورة العميري.

الدكتورة سارة العميري

احتواء نفسي

الدكتورة العميري ترأس فريق العمل في الجانب النفسي، ومعها فريق من الأطباء والاختصاصيين النفسيين.. في بداية دخول المريض العزل؛ يتواصل معه اختصاصي نفسي يقيّم الحالة. هناك طريقتان، الطريقة الأولى تعتمد على العلاج المعرفي السلوكي، هذه الطريقة تُحفّز فيها معنويات المريض من أجل أن يساعد نفسه على استعادة استقراره دون استخدام أي أدوية.

أما الطريقة الثانية فهي استخدام الأدوية النفسية. وتقول الدكتورة العميري إن قلة من مرضى العزل احتاجوا إلى الطريقة الثانية. الغالبية لديهم معنويات جيدة، والاختصاصيون النفسيون يتواصلون معهم يومياً للتأكد من كل حالة على حدة.

عبدالله البوري

خدمة اجتماعية

البُعد الثاني يأتي من فريق الخدمة الاجتماعية الذي يترأسه الاختصاصي عبدالله البوري.. لكلّ مريض ظروفه.. بعضهم دخل العزل قبل ترتيب أمور بيته.. ودور الفريق الاجتماعي هو مساعدته على ذلك. ما دام في العزل؛ فإنه لن يتمكن من الخروج منه، ولن يتمكن أحد من عائلته الدخول اليه.. لكنّ التواصل الهاتفي والإلكتروني مفتوح.. وفريق الدعم يكون حلقة وصل إضافية بين المريض وأسرته وأي من أفراد المجتمع لإنجاز ما لم يتمكن المريض من إنجازه قبل دخوله العزل.

حسن الأبيض

تجربة المريض

أما البُعد الثالث فهو عملي يخص عمل المستشفى، ويرتبط بما يحتاجه المريض أثناء إقامته في العزل. الفريق الذي يتولى ذلك يعمل تحت برنامج “تجربة المريض”. حسن الأبيض يترأس هذا الفريق الذي يتولى تقييم كل حالة بشكل عام، والعمل على تلبية احتياجاتها أثناء العزل وتلقّي العلاج. تفاصيل هذا البرنامج تصل إلى معرفة ما يفضّله المريض من أطعمة لا تتعارض مع برنامج العلاج الطبي.

ويومياً؛ هناك عشرات الملاحظات التي يتلقاها فريق “تجربة المريض” ويوصلها إلى المختصين في الكادر الطبي، أو إدارة المستشفى، لجعل بيئة العزل والعلاج مريحة ومُساعدة على دعم معنويات كل مريض.

يتجاوزون المحنة

حتى الآن؛ قدمت تجربة نتائج طيبة على مستوى احتواء المرضى. وتؤكد الدكتورة العميري أن المؤشرات مرضية للمرضى. وإلى جانب علاجهم من الفيروس؛ تسعى لجنة الدعم إلى جعل عملها موازياً للعمل الطبي. هناك مرضى مرّوا بحالات خوف شديد جداً، نظراً لعدم استيعابهم أنهم مصابون بالفيروس، خاصة أولئك الذين يتلقون نتائج إصابتهم فعلياً، لكن الغالبية منهم تجاوزوا محنة الهلع وشهدت حالاتهم استقراراً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×