من يقف وراء كبح جماح كورونا في السعودية؟

الشيخ عبدالعظيم المشيخص

 

لا حياة إلا بصحة، كلمة قالها رسول الإسلام محمد (ص) منذ بداية انطلاق البعثة النبوية الكريمة، وهو يأُصل إلى نظرية ” الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء”، وأن الصحة أغلى ما يملكه الإنسان في حياته، لو كان ذا مال وعشيرة، وجاه.

وقد عُرف عن ديننا الإسلامي أنه السبّاق إلى وضع آداب الصحة العامة والخاصة، وتؤكد نظرية الفقهاء في باب (الآداب والسنن الشرعية) في الشريعة الإسلامية، أن الأخبار الطبية كالأخبار الفقهية بحاجة إلى الجمع من قبل الطبيب كاحتياج أخبار الفقه إلى الجمع من قبل الفقيه.

من هنا نعرف قيمة الصحة عندما ينتشر وباء بحجم (كروناCOVID-19 الجائحة) في العالم ويهدد صحة البشرية، واقتصادها، ومنابع ثرواتها، وخيراتها، ويشّل كامل تحركاتها في كافة الُصعد!

وإن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين – اعزها الله- ومنذ الوهلة الأولى في تفشي هذا الوباء القاتل، سارعت لوضع ضوابط مهمة للحد من انتشاره داخل مدن ومحافظات المملكة، عبر عوامل مهمة لولاها لأصبحت المملكة من أوائل الدولة التي سارع انتشار الوباء إليها، لانفتاحها على العالم بأسره في كافة المجالات الحياتية، خصوصًا وجود أطهر بقعتين على الأرض (مكة والمدينة المنورة) وللعاقل أن يتأمل أن هناك عوامل مهمة كبحت جُماح هذا الوباء في مملكتنا الغالية منها:

العامل الأول- استراتيجية التحّرز:

والتي اتخذتها القيادة بمعالجة الموضوع بهدوء وفن وحنكه إدارية، بتكوين (إدارة الأزمات) في كل منطقة مما سهل عملية الاحتواء، وكان للقيادة دور في متابعة المستجدات أولًا بأول، وكانت تتلقى الأوامر التي تصب في صالح الوطن، المواطن، والمقيم.، مضافًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في طمأنت المواطنين والمقيمين أن الدولة – يرعاها الله- قادرة على إدارة هذه الأزمة وغيرها، بمساعدة الجميع وأمثالهم للحد من التجمعات، والبقاء في المنازل بعيدًا عن (الاختلاط)، والطاعة للقرارات القيادية التي أمرت ، بفرض الحجر الصحي العام والمنزلي، ومنع التجول ليًلا إلا للضرورة.

العامل الثاني- تكثيف الإعلام ونشر ثقافة الصحة:

لتوعية المواطنين والمقيمين بخطورة الوباء، فقد سعت أجهزتنا الإعلامية- وهي مشكورة على ذلك- لصب جهودها وكوادرها لنشر خطورة هذا الوباء، وساهمت مساهمة كبيرة وفعّالة في رفع مستوى ثقافة الجماهير حول كيفية تجنب الوباء وطرق التعامل معه والوقاية منه، فكانت وسائل الإعلام الطبيب الثاني الذي يشرف على صحة الموطن والمقيم جنبًا إلى جنب مع المستشفيات والمصحات العلاجية.

العامل الثالث- الاستعدادات الطبية:

التي وفرتها الدولة – يرعاها الله- من مستشفيات، وكواد طبية، ومستلزمات الوقاية الصحية، إذ أنهم يعملون ليًلا ونهارًا لرعاية المصابين، وتحصين المواطنين والمقيمين دون كلل أو ملل، فكانوا كالجنود المرابطين في سوح الجهاد، بعيدون عن الأهل والأحباب.

العامل الرابع- زيادة جرعات الوعي:

الذي تميز بها شعبنا من التقيد بالأوامر الصادرة من الجهات المعنية من وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، كان له الأثر البالغ في احتواء هذا الوباء من الانتشار كما انتشر في الدول المتحضرة والمتقدمة عالميًا.

العامل الخامس- توجيهات ودعوات:

العلماء، والخطباء وأئمة المساجد الذي أخذوا على عاتقهم مساندة الجهات المعنية في الوعي الصحي وشريعة الالتزام بكل ما يصدر عن الجهات المعنية من أوامر وتوجيهات سامية.

كل تلك العوامل جعلت من (كرونا الجائحةCOVID-19) ضعيفة الانتشار بيننا في بلادنا الغالي المملكة العربية السعودية، التي حباها الله بنعم استفراديه مثالية، وهذ من فضل ربي }وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّه{.

والله أساله أن يحفظنا وسائر بلاد المسلمين ويمّن على المرضى بالشفاء العاجل إنه أكرم الأكرمين، ويحفظ بلاد الحرمين حكومة وشعبًا إنه سميع مجيب الدعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×