منتجة، مبدعة.. في أيام الحجر
فاطمة هويدي
خالتي الحاجة فاطمة هلال، التي اعتادت ألا تترك أي مجلس حسيني في حيها.. بل كانت تملك مجلسا أسبوعيا خاصا بها في منزلها، فهي متنفس لها وللنساء الأخريات؛ للقاء وللأحاديث الودية وبركة مجالس أهل البيت.
ومع فرض الحجر المنزلي عليها وعلى جيرانها ومنطقتها بالكامل؛ ما كان لها إلا أن تتقيد وتحترم هذا القرار الصعب من أجل سلامتها وسلامة مجتمعها، وكانت الأحاديث تدور حول ماهية الأعمال التي من الممكن أن تعملها لتسليتها في هذه المرحلة الحرجة، فعادت لهواياتها السابقة؛ فهي خياطة ماهرة، ولها باع طويل في هذه الصناعة، وكذلك هي فرد من أسرة تتميز بفنونها المختلفة، كالرسم والخط والنجارة والخياطة أيضا.
رجعت لقديمها.. الدمية التراثية وهي ما تعرف باسم الكردية، صنعت كرديتها الأولى بلون أحمر مخملي فاتن، ووضعت صورتها في مجموعة الواتس آب الخاصة بالعائلة، ولاقت استحسانا وتشجيعا كبيرين، فصنعت الثانية والثالثة بألوان زاهية جميلة.
توالت طلبات أفراد العائلة عليها بالحجز، وهي تلبي طلباتهم المجانية بكل حب و شغف، وتوجت في هذه الليلة، ليلة المبعث النبوي الشريف، كردياتها الفريدة بمجلس عرس تقليدي يسمى بليلة الجلوات.
مبارك عليكم هذه الليلة الشريفة
و مبارك لنا خالتنا الفنانة اللطيفة