بين “هلع” هيوستن و “حجر” القطيف
عدنان السادة
“بلادكم زينه.. بس الوطن ماله مثيل”.. هكذا حوصرتُ في مدينة” هيوستن، أو بالأصح حاصرتني “الكورونا” والسياسة.
جئت لزيارة شخصية، منذ نهاية شهر فبراير الماضي. كنا قبلها في لندن لمدة أسبوع، الحديث يزداد عن المرض ولكن الأمور طبيعية واعتيادية. تجمعات، رحلات، أعداد هائلة في مهرجان الروديو.. في هذه المدينة العريقة كنا هناك، وكان المكان أشبه بحفلة عرس.
المفارقة أنه على مساحة أوسع، كل شيء تغير أمس، الرفوف خالية من المطهرات، الناس يملأون الاماكن بحثاً عن كل ما يقيهم أو يعتقدون أنه يقيهم من المرض، و كأنهم للتو سمعوا تحذيراً خطيراً.
مشغولٌ بهموم بلادي و الحجر الطبي على محافظة القطيف، و أولادي الذين أصبحوا لا يرون بعضهم، أحدهم في الخبر والثاني في صفوى.
والسخرية من الوضع التي باتت علامة مسجلة لنا كسعوديين، هذا مع الاعتزاز والاطراء الكبيرين للحكومة وقراراتها من قبل أهالي محافظة القطيف، وبحكم عملي في المجلس البلدي فأنا على اتصال على مدار الساعة، بحكم فارق الوقت وقلة نومي، فكأني هناك، الكثير من الأمور تحدث بعضها متوقع وهذا شيء طبيعي غير المتوقع هو تصرفات لا مسؤولة في وسط أرى أنه بفعل وعي أبنائه وتقدمهم تعدى هذه المرحلة.
لا أود التركيز على هذا الأمر لكن مثل هذا الشيء يحدث بطريقة أو بأخرى في مجتمعات واعية ومثقفة هل هو نوع من التحدي، المخاطرة، العبث لا أدري!
مساء أمس ومن ضمن الأشخاص الذين هرولوا إلى السوق والصيدليات تحدثت وتحدث معي الكثير من الأمريكان حول فراغ الأسواق من بعض المواد، وأخذنا الحديث للصين والقطيف، اندهش أحدهم عندما سمع أنني من القطيف كان بالمصادفة قد عمل في أرامكو ويعرف المنطقة جيداً، تفادياً للحرج بالغ في الترحيب بي، سألته وعيني الاخرى على بقية الرفوف ماذا حصل؟
كأنكم للتو عرفتم بأخطار هذا المرض أمس لا يشبه اليوم في شيء قال حينما يتحدث الاعلام المحلي عن منطقتك والجارات حول ما يخزنونه من مواد فاعلم أنك في خطر.
هكذا تحولت هذه المدينة الوادعة في خلال يومين إلى أرنب مذعور!