الكورونا المستجد ومخاطر الانتشار
دكتور علي الربعان*
” وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)”
منذ بداية مرض كورونا المستجد coved-19 ،وقبل أن يلقي رئيس الوزراء البريطاني خطابه عن خطورة الوضع في بلاده والذي تلقفه الناس ونشروه
الكثيرون قالوا..
“إن مرض الكورونا المستجد مثله مثل الانفلونزا، وأن الموضوع طبيعي وغير خطير، ولا داعي للقلق فقط ٢% سيموتون، و16% سيحتاجون رعاية طبية عادية وفائقة، أما الآخرين لن يشعروا بشيء !!”
لقد أكدنا مرات ومرات، لمن تواصلوا معنا، على ضرورة أخذ الاحتياطات والعمل بحسب خطة الدولة. والتي دعت للابتعاد عن مصادر الأخبار من غير طريقها، كما منعت أيضا الظهور الإعلامي للحديث عن المرض، والتي اتخذت الدولة إجراءات جريئة وقوية للحد من انتشاره.
للأسف استمر الظهور في الإعلام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، فيديوهات ومنشورات تكرر نفس الكلام. تغافلوا عن حقائق أن الفيروس سريع الانتشار وأن فترة حضانته طويلة نسبيا، وأنه خلالها ينقل العدوى للكثيرين.
تجاهلوا كل هذه الحقائق وكرروا نفس الخطأ مرارا وتكرارا.
“إنه مثل الإنفلونزا وكل شي تمام”
لم نكتب بوسائل التواصل التزاما بتعليمات وزارة الصحة ولكن قمنا بعملنا كباحثين فعملنا مع باحثين وعلماء على امتداد العالم، ونشرنا أوراق علمية تدرس المرض وشخصت مكمن الخطر. والكثير من وسائل الإعلام نقلت خلاصات هذه الأبحاث. قام الكثير من الناشطين بأخذ هذه المعلومات ونشرها لتأخذ الناس الاحتياطات وتجنب الإصابات ولكن كان الحضور الطاغي لمن يشبه الموضوع بالإنفلونزا
هذه الرسالة أوصلت مفهوم خاطئ خلاصته:
“لا تأخذوا احتياطات ولا تلتزموا بالتوجيهات”.
نتج عن ذلك حالة للتراخي وعدم إدراك لخطورة المرض والوضع القائم رأينا ذروتها في أكثر من مكان داخليا وخارجيا.
إن التراخي و التساهل وعدم الالتزام بالتوجيهات سيؤدي لارتفاع حالات الإصابة، مما يرفع عدد الحالات التي تحتاج لرعاية صحية و يسبب ضغط على المرافق الصحية و كوادرها، كما حصل في بعض الدول، وكذلك يرفع عدد المتوفين من الأعزاء أصحاب الحالات المرضية المزمنة أو كبار السن.
الآن نقول مرة أخرى، للحد من إنتشار الكورونا المستجد، نرجو من الجميع اتباع و الالتزام بتعليمات وزاره الصحة بجد.
نتمنى الصحة للجميع والله يشافي المرضى.
________
*استشاري أحياء دقيقه إكلينيكة وجزيئية