زائر أم قاتل…؟
جمال عبدالكريم الحمود
يحدث أن تقوم فئة أو مجموعة أو شخص بمخالفة النظام أو تجاوز القانون ولاعتبارات من الممكن تفهمها، إلا أنه لا يمكن إقرارها أو القبول بها سيما لو تجاوز تأثيرها من قام بها ليشمل كل المحيط أو كل المجتمع.
ومع إدراكنا للنزعة العاطفية لدى غالبية شعوبنا، إلا أننا لايمكن وتحت مثل هذه العناوين أن نعفي المخالف أو المتجاوز من تحمل المسؤولية والتبعات، وأن لا نوجه له اللوم والعتاب كنتيجة لما ألحقه بالآخرين من ضرر.
وعندما نتحدث عن الضرر فإننا نتحدث عن تحمل المجتمع لتبعات أمر ليسوا طرفاً فيه وهو بالحد الأدنى من الممكن تسميته بالعقاب من قبل الجهات المسؤولة بحق المخالف ولكنه ومنعاً لتحول هذا الفعل إلى ظاهرة يقدم عليها آخرون، يتحول الأمر لما يبدو وكأنه عقاباً جماعياً إذ تصدر القرارات والقوانين الصارمة التي تجعل من المخالفة عملاً مجَرَّماً لا يمكن التساهل معه وفيه . هذا في الحالات التي تعد من الأمور الطبيعية . فكيف إذا كانت العواقب خطيرة بحجم إزهاق أرواح وإشاعة المرض القاتل بين المواطنين.
أن تخطيء أو تخالف شيء لكن أن تحاول إخفاء حقيقة مخالفتك والتي تعلم أنه أمر نتائجه وخيمة فحكمك حينها حكم القاتل . ولإن كنت ومن مبدأ الإلتزام والتدين والسير بالسنة الحسنة في توجهك إلى الزيارة بغية التقرب إلى الله ، فإنه ومن باب أولى وألزم بل وأوجب أن تبادر إلى التحوط في عدم التسبب بأذى وتهديد حياة الآخرين.
كان توجهك للزيارة من منطلق ديني فليكن إذاً تدينك هذا دافعاً لك للمبادرة بالإفصاح عن وجهتك الحقيقية والتوجه إلى الجهات الصحية للكشف وتدارك العلاج والحد من إنتشاره قبل أن يستفحل الأمر ويحدث ما لا نأمل وما لا تحمد عقباه.
ولأن الأمر جد خطير والمسؤولية كبيرة وأمام تحدي محاصرة انتشار الفايرس القانل بادرت وزارة الداخلية بالإعلان عن إعفاء من يتقدم بالإفصاح عن تواجده في الدول المويوءة والممنوع السفر إليها من العقوبة والمساءلة اذا أصبح لزاماً على من توجه إلى تلك الدول المسارعة في التوجه إلى المستشفيات والمراكز الصحية عملاً بالتكليف الشرعي والأخلاقي والإنساني والوطني . حمى الله البلاد والعباد ودفع عنا وعن سائر البلدان البلاء اللهم آمين.