احضنوهم وقبّلوهم.. تضمنوا وفاءهم وبرّهم الراشد يضرب الأمثال للآباء والأمهات
القطيف: ليلى العوامي
بأسلوب تربوي هادئ، ولغة منطقية، قال الأخصائي النفسي ناصر آل راشد إن العلاقة الطيبة والمتوازنة بين الآباء وصغارهم، ينتج عنها أبناء بررة بآبائهم في الكبر، مبيناً إن احتضان الطفل وتقبيله في حنان، له فوائد لا حصر لها في تكوين شخصيته، وقدرته في التعامل مع جميع المواقف التي يتعرض لها.
وعوّل الراشد على دور الأم في التربية قائلاً: “الأبناء هم ثمرة جهود الآباء، والأم مدرسة يتعلم منها الطفل أكثر مما يتعلمه من والده، فهو يقضي معها ٨٥٪ من الوقت، بينما مع الأب ١٥ ٪ من الوقت، لا تتوقعوا النجاح لهم وسط بيئة ينتشر فيها العنف الأسري، فليس هناك طفل مُستجيب بنسبة 100%، فـ60% من الإستجابة كافية”.
جاء ذلك في المحاضر التي ألقاها الراشد أمس الأول وأمس (الثلاثاء ووالأربعاء)، وخاطب فيها 72 رجلاً وامرأة، في مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر الخيرية. وقال الراشد: “من المهم تعليم الأطفال الخبرات الإيجابية بإستمرار، وهي بحاجة إلى وقت، لذا على الوالدين ألا يستعجلوا نتائج التربية، خاصة عند تشكيل سلوك جديد في الشخصية الإنسانية، فالأمر يحتاج منا إلى صبر ووقت كي نصل إلى نتائج”.
رأي واضح
وركز الراشد في محاضرته على أهمية التربية الإيجابية، مشيراً إلى “أهمية ترك الطفل ليعرف نفسه بنفسه، حتى يشكل رأياً واضحاً عن نفسه، ويستطيع أن ينمي مشاعره بإيجاد توازن نفسي إيجابي داخل الطفل”. وقال: “فحينما يعي الطفل ذاته ويفهمها، سيفهم مشاعر الآخرين، فمن الحوار ستتعرف على نفسية الطفل أكثر”. وتابع: “القلق والغضب والحب ثلاثة مشاعر أساسية رئيسة، وسلوك الإنسان مرتبط بهذه المشاعر، فالكره مرتبط بالغضب والخوف يولد نوعاً من القلق” .
مشاعرالأطفال
وطرح الراشد طريقة إيجابية في تربية مشاعر الأطفال، وهي سؤالهم عن رفاقهم ووصفهم من خلال ذكر سلبياتهم وإيجابياتهم، لتكتشف شخصيته والأشخاص الذين معه. وقال مُخاطباً الحضور: “علموا أطفالكم أن يقولوا الحقيقة، وأشعروهم بالأمان، بشرط أن يكون موقف الوالدين إيجابياً تجاه ما يقولون، وتعليم الصغار العطاء يبني قيمة إنسانية في داخلهم، ويقدم له مهارات في حل المشكلات المحيطة بهم”.
أمَّاعن الغضب، فيرى الراشد أنه قد “ينتج سلوكاً عدوانياً بسبب سوء معاملة الوالدين، والأبناء في هذه المواقف بحاجة إلى نموذج يراه أمامه، حتى يستطيع الحكم على غضبه ويتفهم المواقف”. وقال: “لا أدب مع غضب، إذا كنت غاضباً ابتعد 30 ثانية عن ابنك وانتبه لانفعالاتك، فنحن يجب ألا نعاقب بل نحن نعدل سلوكاً”.
الرعاية المفسدة
وحذر الراشد من الرعاية المفسدة الذي تصدر من الوالدين، وقال: “هي الإهتمام الزائد والدلال الذي يعطي نتيجة سيئة، ويصل بالطفل إلى هشاشة نفسية وشخصية منخفضة، وقد تصنع منه شخصاً نرجسياً في حياته”.
ووجه الراشد الوالدين إلى سلوكيات مهمة قائلاً لهم: “احتضنوا أبناءكم، فالعنف ينمو بالإهمال، وهرمون السعادة ينمو بالإحتضان، وأكثروا من تقبيل أبنائكم وعانقوهم وتعرفوا على مخاوفهم، ولا تجعلوا للإحباط مكاناً فيكم أثناء التربية اليومية لهم، وكذلك امسحوا على رؤوسهم بحنان، فهذا يُشعرهم بالحب والقرب منهم ويعزز شخصياتهم”.
تأثير العبارات
وأضاف الراشد “الأبناء لا يتخلصون من تأثير العبارات السلبية التي يوجهها الآباء والمعلمون لهم، لذا لابد على الجميع التعبير عن مشاعر الغضب بأساليب وألفاظ إيجابية”. وضرب مثالاً على ذلك بطفل قال له معلمه “أراك طبيب حمير”، وحينما كبر الصغير ولشدة تأثره بهذه العبارة أصبح طبيباً بيطرياً “.
وفي ختام محاضرته، أكد الراشد على مشاركة الأب في تربية أبنائه مع الأم، لإيجاد توزان نفسي وتربية صحيحة. وقال “الطفل يتعلم بالقدوة، فالتعامل مع النفس البشرية يحتاج إلى وعي تربوي، لأنه سيساعد في التقليل من الأخطاء التربرية، فالأطفال يولدون صفحة بيضاء، والولدان هما من يحدد شكل هذه الصفحة ما يُملأ فيها”.