موسى عاد والعود أحمد

جمال عبد الكريم آل حمود

 

إستحوذت قصة عودة الشاب موسى الخنيزي إلى عائلته على اهتمام الشارع السعودي عامة والشارع القطيفي خصوصاً. فمع إعلان أول خبر عن احتمال أن يكون الشاب هو موسى الذي غُيِّبَ عنْ أهله لعقدين من الزمن حتى بدأ الاهتمام يأخذ بالاتساع والأسئلة تكثر والأخبار تتوالى حتى جاءت لحظة الحسم بحلول الشاب موسى بين والديه وإخوته وجموع المستقبلين في منزل والده العزيز الأخ علي الخنيزي. لحظات الفرح هذه والتي بدت كتعويض عن سنوات حرمت فيها العائلة من أحد أفرادها شارك فيها كل أبناء المحافظة وحتى من خارج المحافظة. كثيرة كانت التصريحات منها ما كان تبريكاً، ومنها ما كان مشاركة بالفرحة، ومنها ما كان تعاطفاً مع الشاب موسى فيما سيواجهه في قابل الأيام من محاولة اندماج مع مجتمع ومحيط لا يعرف عنه الكثير وإن كانت لديه بعض المعلومات عن بعض الفوارق بين البيئة التي نشأ بها والبيئة التي سيعيش فيها.

شخصياً كنت مطمئناً لقدرته على التأقلم والتطبع في حياته المستقبلية مع عائلته الحقيقية وأن لا صعوبات مرجحة قد تعترضه مستنداً بذلك لما قاله والده العزيز من أنه يترك لابنه حرية الإنتماء للمذهب إذ أننا جميعنا مسلمون وقبلتنا واحدة. وشخصياً أيضاً لا يخالجني شك أن الشاب موسى ومن خلال ما رشح من تصريحات شحيحة له وشخصيته المتزنة سيكون إنساناً واقعياً وفاعلاً في أسرته غير آبه بما قيل أو قد يقال في هذا الشأن، فالأهم والمهم قد حدث وعاد إلى أحضان والديه وأسرته. وإنني هنا أرجو وآمل من البعض الذين بدوا وكأنهم منَظِّرين لجهة حديثهم عن ما سيقدم عليه الشاب من عودة عن المذهب الذي نشأ عليه أو كيفية صلاته أو على ماذا سيسجد؟ كل هذه الأسئلة والتساؤلات لا تصدر عن أشخاص ناضجي الفكر يملكون بعض الفهم. فالحديث بهذه الأمور وبهذه الطريقة ستتسبب في الأذى النفسي للشاب وأسرته وقد تترك أثراً سلبياً لا يخدم فرحة العائلة بعودة ابنها. وإنني أتمنى وأقترح على والد موسى وأخوته مرافقته برحلة أو سفر لأيام يكونون فيها معه بمفردهم وتهيأته نفسياً بعيداً عن كل ما سيدور من أقاويل وتساؤلات فعودة موسى حدث يستحق أن تحيى له الأفراح فلا نجعله من خلال تلك الترهات سبباً في الأذى والنفور.

للأخ العزيز علي الخنيزي أبا حسين وزوجته الفاضلة السيدة حميدة أم حسين وأبنائهما والعائلة الكريمة أزف لهم جميعاً التبريك والتهنئة باكتمال نبض الفرح في قلوبهم بعودة الابن سالماً.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×