الحبيب مُخاطباً الآباء: أنتم سبب صمت أبنائكم.. اتركوهم وشأنهم حتى لا يصبحوا عاجزين حذر من انتحار الصغار بسبب التربية الخاطئة
القطيف: ليلى العوامي
بلغة تحذيرية، لا تخلو توجيه اتهامات صريحة، قال المشرف التربوي الدكتور سليمان الحبيب إن الآباء هم السبب الحقيقي إذا ما أصيب أحد أو كل أبنائهم بـ”الصمت الاختياري”. وقال “لا حل لهذه المشكلة إلا بتراجع الأسرة عن أسلوبها، والتواصل مع المدرسة”. جاء ذلك على هامش حضور نحو 40 رجلاً وامرأة أمس (الإثنين)، محاضرة بعنوان “الصمت الاختياري” التي أقيمت في جمعية البر بسنابس.
وعرّف الحبيب الحضور على “الصمت الاختياري” بأنه “إحدى المشكلات النفسية التي قد يتعرض لها الطفل خارج بيئته”. وقال: “هو صمت مُحدد في مواقف محددة مع الآخرين، ومن الصعب حل المشكلة، إذا قل التعاون بين أفراد الأسرة والمدرسة”، مشيراً “قد يكون الصمت الاختياري لدى الأطفال وراثياً وقد يكون سببه نمط معين في التربية لدى الأسرة”.
تعزيز التواصل
وتابع الحبيب: “قد يكون سبب الصمت الاختياري إنشغال الأسرة عن ابنهم طوال الوقت، أو بسبب التفكك الأسري وطلاق الأبوين أو بسبب تعرض الطفل للتنمر في المدرسة”. وقال: “في هذه الحالات، يجب تعزيز التواصل بين البيت والمدرسة لإيجاد حلول لهذه المشكلة، وإذا انقطع هذا التواصل، فالمشكلة ستكبر، ويصبح حلها صعباً”.
ووجه الحبيب أصابع الإتهام إلى بعض الأسر بأنها السبب في هذا الصمت، خاصة تلك التي توجه برسائلها السلبية إلى أبنائها، وتخوفهم أينما ذهبوا، كما أنها تربيهم على عدم الإستقلالية في القرار، مما يجعل الطفل متعلقاً بأسرته بطريقة غريبة”. وقال: “هناك أُسر لا تعطي أبناءها فرصة للحديث أو التعبير عن أنفسهم بحرية كاملة، وتتدخل في قراراتهم وتتحمل المسؤولية عنهم في كل الأمور، تلك الأسر تربي أبناء عاجزين ليس لديهم شخصية”.
رسالة إلى الآباء
ووجه الحبيب رسالة إلى جميع الآباء، قال فيها: “أيها الآباء المهاجرون بسبب الإبتعاث إلى بلاد أجنبية بصحبة عائلاتكم، أنتم تعرضون أبناءكم إلى الصمت الاختياري ومشكلات في النطق بسبب اختلاف البيئة واللغة، مما يخلق لدى الطفل لغة ثالثة غير مفهومة أحياناً، مما يصبح لديهم عدم القدرة على الكلام والفتيات أكثر تأثراً من الأولاد في الصمت الاختياري”. وقال انتبهوا “فـ50% ممن لديهم صمت اختياري، يكون لديهم عائلات تعاني من الصمت الاختياري، فالعامل الورثي تحت مظلة الإتهام، بالإضافة إلى نمط الحياة الأسرية داخل الأسرة” .
وأضاف الحبيب “لا تبادروا لحل مشكلاتهم ومساعدتهم، اتركوهم وأعطوهم الفرصة الجيدة للاعتماد على النفس، لأن إصدار القرارات بإسلوبكم، سيعزز الضعف والعجز في نفوس الصغار، وسيجعلهم غير قادرين على التصرف أمام الآخرين”.
وحذر الحبيب من إسكات الطفل حينما يبدي رأيه أمام الآخرين بجحة أنه صغير ومن العيب أن يتحدث في مجالس الكبار. وقال: “اجعل من ابنك رجلاً يتحدث معك في مجالس الرجال، لا تطلب منه الصمت أمام الكبار، فهذه طريقة خاطئة وتسبب ردة فعل وخجل وخوف”، مضيفاً “إياكم واللجوء إلى الأدوية في علاج الأطفال، بل العلاج السلوكي أفضل الحلول، ولا تكونوا أسر مضطربة، تبني القلق لأبنائها في كل شيء”.
حالات انتحار
وحذر الحبيب الوالدين مرة أخرى “نتبهوا إلى سلوك أبنائكم، قد يكون لديهم مشكلة،ولكنكم تتغافلون عنها،فقد يكون الصمت الاختياري ناتجاً عن مشكلة في النطق والتخاطب”. وقال: “اليوم بعض الطلاب يلجئون للإنتحار، وهو شيء غريب، فلا تشيروا بأصابع الإتهام إلى الألعاب الإلكترونية، فهي قد تكون سبباً، ولكن قد تكون هناك عوامل أخرى أنتم غافلون عنها”. وتابع “ظروف الإبن مع أسرته من الأسباب التي قد تؤدي إلى بعض المشكلات النفسية”.
وأشار الحبيب إلى مجموعة من العلاجات المهمة وذكر منها “اللعب كعلاج معرفي، يساهم إلى حد كبير في زيادة التواصل بين المعالج والطفل، وركز في حديثه على أهمية التدخل المبكر في العلاج”.