[ميناء القطيف 7] السفن البريطانية تحاصر ميناء القطيف
تنويه: لأسباب تقنية خارجة عن الإرادة، تمّ تأجيل نشر الحلقة السابعة من سلسلة الأستاذ العوامي من أمس الأحد إلى اليوم الاثنين. ويجدر بنا الاعتذار للأستاذ العوامي وللقراء الكرام.
[من أوراقي 7]
ميناء القطيف
مسيرة شعر وتاريخ
ما مرَّ في مذكرة المبشِّرة كورنيلا آنفًا غيرُ مستغرب من مثلها، ولن نُغرَّ بزعمها بأن خدمتَها خدمةُ محبة، فعبارتها الثانية: >وصبرُنا صبرُ أمل< تكشف دخيلتها، وعلة صبرها والأمل الذي تؤمِّله، فهي من قوم ركبوا الأهوال والصعاب من أجل تحقيقه، وهو أملٌ ذو شِعبين اثنين: شِعبٌ عَقَدي، وهو المُوكَل للمؤسسة التبشيرية التي تعمل لها كورنيلا ورفاقها في التبشير، مثل زويمر، وبولس هاريسن، وجيفورد بلغريف، وهذا الشِّعب قد أخفق بحمد الله ومَنِّه، أما الشِّعب الآخر، فهو شِعْبٌ اقتصادي، وقد تحقق لبلدها بلا مشقة ولا عناء، وكانت الساعية إليه غيرها، لكنها كانت الفائزة بغنائمه، فبريطانيا العظمى كان سعيها – في الأصل – لنفسها، ولو أنَّ الاتفاق الذي أبرم بين الملك عبد العزيز مع المستر فرانك هولمز Frank Holmes ممثل النقابة الشرقية – [i] Eastrn and General Syndicate قُدِّر له أن ينفَّذ، لتكللت مساعيها القديمة بالنجاح، فلكم داعب أجفانها حلم السيطرة على القطيف ردحًا من الزمن؟ حتى كاد أن يتحقق يوم حشدت أساطيلها في مياهها؛ بقصد التدخل في شؤونها، وتمهيدًا لاستعمارها، منتهزة وهن الدولة التركية، وتآكلها ، وحالة الفوضى والاضطراب السائد إبَّان الأحداث التي وقعت فيها في ما عرف محليًّا بـ(واقعة الشربة أو الحصارة سنة 1326هـ، 1908م) ، وهو ما تكشف عنه الرسائل المتبادلة بين قباطنة سفنها التي حشتدتها في خليج القطيف، تتحين السانحة للاستيلاء عليها، فمما تضمنته واحدة منها بعث بها الميجُر بريدو المعتمد السياسي في البحرين إلى المقيم السياسي في أبو شهر ب. ز . كوكس يخبره بأنه توجه إلى القطيف على ظهر السفينة (لابوينغ)[ii] وتفقد قراها، ومن حجم التضخيم والتهويل الذي صورت به الرسالة الوضع في القطيف ندرك أنه ليس تحرُّقًا ولا تأوُّهًا لحال البلد وأهاليه، وإنما هو تمهيد لاحتلال بلدهم بذريعة عجز الدولة العثمانية عن حماية الأهالي، وما جولات بريدو على بلدات القطيف وقراها إلا لإقناعهم بالقبول بفرض الحماية عليهم، ولكن أعيان البلد رفضوا[iii]، وبدلك باءت مساعيها بالفشل، مثل كثيرٍ من المساعي التي تنتهي بما قاله النابغة الذبياني:
أتى أهلَه منه حِباءٌ ونعمةٌ
وربَّ امرؤٍ يسعى لآخرَ قاعد
تصدير العلماء من ميناء القطيف
عنوان غريب، ولاشك، فالتصدير يستعمل عادة للبضائع، ولكن لا ضير منه ما دامت إن العلمَ وحملته هو البضاعة المصدَّرة.
الشائع المألوف أن القويِّ الغازي يفرض لغته وثقافته على الشعب المغلوب، لكنْ يبدو أن مقولة (لكلِّ قاعدة شواذ) صحيحة، ففي المسيرة البشرية حالات كثيرة تكررت حتى كادت أن تشكل ظاهرة من الظواهر العامة، فالمسيحية، مثلاً، دخلت أوروبا بعد احتلال الرومان لبلاد الشام، والبدو الغزاة يهاجمون المدن الحضرية، ويستولون عليها، ثم يتأثرون ببيئتها المحتضرة فيتحضرون، والمغول الوثنيون، اعتنقوا الإسلام بعد استيلائهم على العالم الإسلامي، فأخذوا يقربون علماء المذاهب، ويجرون المناظرات بينهم، فيختارون ما يقتنعون به من مذاهبهم[iv]، وما استقدام السلطان عبد الله قطب شاه للسيد نظام الدين المدني «ابن معصوم»، من المدينة المنورة إلى الهند، وتزويجه ابنته، ثم إقامته نائبًا عنه، إلا مظهرًا من مظاهر ذلك التقريب، ولو قدر له أن يعيش إلى ما بعد وفاة السلطان فلربما ورث عرش السلطنة بعده، ومثله السيد حسن بن شدقم المدني، وهو أيضًا قد زوجه أحد ملوك الهند من إحدى بناته.
أظن اتَّضح الآن مغزى ما قصدته من العنوان (تصدير العلماء من ميناء القطيف)، ولكي لا أحرج جهينة فأكشف صواب المثل الشائع عند العامة؛ إنه: (وعند جهينة الخبر اليقين)، فسأقتبس الخبر من ابن بطُّوطة، فهو الذي قال والعهدة عليه: >>فعدت إلى قالقوط (كلكتا)، ووجدت بها بعض مراكب السلطان، فبعث فيها أميرًا من العرب يعرف بالسيد أبي الحسن، وهو من البرد دارية وهم خواص البوابين، بعثه السلطان بأموال يستجلب بها من قدِر عليه من العرب من أرض هرمز، والقطيف لمحبته في العرب، فتوجهت إلى هذا الأمير، ورأيته عازمًا على أن يشتي بقالقوط، وحينئذ يسافر إلى بلاد العرب، فشاورته في العودة إلى السلطان فلم يوافق على ذلك<([v]).
من حق معترض أن يعترض بأنَّ ابنَ بطُّوطة لم يشخِّص – بالتحديد – فئة أو طبقة أولئك الذين بعث السلطان لاستجلابهم من القطيف وهرمز، لكني أجزم – وفقًا لما سبق من معطيات – بأنهم ليسوا عُمَّالاً؛ فهؤلاء لا تحتاج الهند إلى من يجلبهم إليها. وحتى لو كانوا حرفيين مَهَرة، فمقتضى الحال أن يبعث بمن هو من فنهم، كي يحسن اختيارهم، لا أن يبعث بأمير. إذن فالذين يحتاجهم السلاطين، ويحبونهم، ويقربونهم؛ هم العلماء، ولأن هذا السلطان (عادل)، كما يقول ابن بطوطة، فعدله يفرض عليه أن يوفر لمحكوميه من يرشدهم، ويعلمهم شرائط دينهم.
باردان (خيش) وفكر وصحف
من الأمثلة الشعبية السائرة في القطيف: >وَيْشْ جابْ بسم الله في عشانا؟<، وأيضًا: >ويش جاب لجاب<، يُضربان لمن يقحم موضوعًا في آخر بدون مناسبة أو علاقة، كإقحامي، هنا، الباردان، وهو (الخيش) [vi]، إلى الفكر والصحافة.
لقد طرحت هذا السؤال، قبلاً، على (الميناء)، فأجابني على طريقة (تجي تْصيده يْصيدك): >أحسبك نسيت قصة الخلاف بين منصور بن جمعة والسيد طالب النقيب، يوم ولاه الباب العالي على الأحساء، لتأديب البدو، كما زعموا، فقام باعتقال عبد الحسين بن جمعه، أخي منصور باشا بن جمعة، ومصادرة أملاك آل جمعة؟ عد إلى أضابيرك، فستجد أن الذريعة التي تذرَّع بها النقيب هي وجود مطبوعات “المعظم”، وكتاب “الخلافة”، وصحف مصرية منها المؤيد، واللواء، والمقتطف، والمرشد، وكلها مخالف لسياسة الباب العالي[vii]، فما ظنك بالمطبوعات الأخرى غير الممنوعة؟ ومن يدري فلربما تقوَّى بذريعة أخرى هي الشكوى التي رفعها مختار عبد الله وتسعة وعشرون شخصًا معه؛ متظلمين من جور – لا نجزم، بوقوعه من عدمه ونكِله، نحن، إلى الله وذمَّة رواته – كان منصور بن جمعة وأخوه عبد الحسين يمارسانه على الناس؟<[viii].
قلت: مَهْ، لا تأخذني في “الطوشة”، أنا أتحدَّث عنك وأنت لست المنفذ الفرد، الذي يعبر منه إلى البلد، ولا منافاة في أن المنافذ يعبر منها البشر والبضائع والسلع كافة: الكتب، والخيش، والصحف، والتمر، والفحم، والطين, إلى آخره. ولكن أين لنا الجزم بأنَّ تلك الكتب والصحف التي ادِّعاها النقيب عبرت منك، تحديدًا، لا من غيرك؟ ولاسيما أنك ذكرت صحفًا مصرية، ربما جاءت من البصرة، أو من مصر مباشرة؟
ردَّ صاحبي بثقة متناهية: >حتى لو جاءت من البصرة، فلن تَلِجَ إلا منك وحدَك؛ إذ إنَّ النقل بين البصرة والقطيف وسيلته السفن حصرًا، كما البحرين تمامًا، فمع وجود قبائل بدوية تتردد على القطيف، إلا أن أهل القطيف أنفسهم، لم يألفوا السفر برًّا، وأما مصر فليس بينها وبين القطيف بريد، وأنت نفسك عملت موظًّفًا في هذا الميناء، وتعلم أنه إبَّان عملك فيه كانت البضائع الواردة من البر: الكويت – قطر – سوريا – الأردن، كانت ترد في سيارات صناديقها مغطَّاة بالكامل، ومختومة بحبال مختوم بالشمع، وكانت ملزمة بالمجيء إلى الميناء لفحصها ودفع الرسوم، وأنت نفسك كنت تشارك مأمور الجمرك في تفتيش تلك السيارات، واستبدال المنافيست بآخر سعودي. أنسيت كل هذا؟<.
لم يكْتفِ المحاور العنيد برفعي الراية البيضاء تسليمًا بصواب قوله، بل أهدى ليَ وثيقتين أخريين، أولاهما: رسالة من بولس هاريسن مؤرخة في 12 يونيو 1913م، (يصادف الخميس 8 رجب 1331هـ)، موجَّهة لعلي بن منصور إخوان – (رئيس بلدية القطيف، ومتضمن جمارك الجبيل والقطيف والعقير في العهدين التركي والسعودي)، تشير إلى أن برفقتها: (“قطع؟” من المقطم واحد، ومن الهلال، وأيضًا كتاباً واحداً حق الأمير، وهو هدية من البليوز…). وتختتم الرسالة بالإشارة إلى أن صديقًا لهاريسن اسمه “دايكستري”، تعهد بأن يوالي إيصال الصحف إلى ابن إخوان في القطيف أثناء غيابه في سفره إلى الدباي (دُبي). (انظر: صورة الرسالة).
– الثانية: (خط)[ix]غير مؤرَّخ، موجَّه إلى الحاج علي بن منصور بن إخوان نفسه، من شخص يظهر توقيعه مشبكًا في أسفله، قد يكون اسمه عبد الله بن سلمان. ونصه:
جناب الأجل الأمجد، الأحشم الأفخم، العم المكرم؛ حاج علي المنصور بن إخوان المحترم، دام بقاه آمين، ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركات، ومغفرته ومرضاته، وأزكى تحياتِه على الدوام، محبكم بخير، لا زلتم بخير. سبق منا لجنابكم الشريف كتاب صحبة الخراري، نأمل أنه وصلكم وأنتم بكامل الصحة والعافية، وغير ذلك نُعرِّف جنابكم الشريف بأن المركب وصل يوم الجمعة وحمَّلنا السلوق فيه، وبعد ما خيَّطينا وبدَّلنا مايتين خيشة وسافر المركب، وحنا ما قسم الله أن نسافر فيه، حيث ما فيه مكان، وكثير عبرية (ركَّاب) رجعو[ا] منه، وحسب الضاهر يوم الثلاثة يجي (الظاهر يوم الثلاثاء يجيء) مركب سنان، نسال الكريم أن يسهِّل الأمور، وأن أقيام السلوق في كراچي 222 ربية على زيادة، نسأل الله أن يقسم ما هو خير، ثم بعد هالمركب وصلوا عبرية من البصرة وسألناهم عن سالم السماوي وأخبرو[ا] بأنه لما جت العبرة (جاءت السفينة) قابلوهم ونسكدت (كسدت) الصكة (السكة[x]) ورجعو[ا]، والله أعلم بما هو الواقع، الله يرحم بحال العباد، أظن شيخ جاسم أجرى له منافع الفلاتي، وحار لما رى (رأى) على الغريافي علي بن إبراهيم 2600 ربية، وعشرين ألف، ولخياش الباردان تصلكم صحبة حاج يوسف تامرونه ينزلوهم بالدكان، أو غير مكان، وأما أخبار البصرة ما أكو شي بالكلية والوجدان. لا تقطعنا أخبار سلامتكم السارَّة، وما يبدو لكم من أي شيء فالمحب برسم الخدمة، يتشرف بقضاه، وإبلاغ سلامنا الإخوان حسن وعلوان والجماعة جميع، والعائلة، ونقبل عيون المحروسين، ومنا حاج عبد الله وأبيه، وعبد الله بن ناصر والجماعة جميع يبلغونكم السلام، والسلام خير ختام.
عبد الله بن سلمان)
ولم يكتف بهذا، بل دمغني بما قاله السيد علي العوامي رحمه الله، عن وصول الصحف إلى بعض أعيان القطيف: >كالشيخ حسن بن علي بن عبد الله آل أبي السعود، والد الوجيه والأديب علي بن حسن أبي السعود، كانت تصله الصحف المصرية عن طريق البحرين، ومنها المقتطف والبعكوكة([xi])<.
والشيخ حسن هذا شهد نهاية الدولة العثمانية، وبزوغ الدولة السعودية الحالية، حسبما وجدت من مساجلات شعرية بينه وبين الشيخ سليمان المسلم، عم الشاعر والمؤرخ محمد سعيد المسلم، مؤرخة بين عام 1327 – 1346هـ([xii])، فهو – من هذا الملحظ – يُعدَّ رباط الصلة الثقافية في المنطقة بين حِقبة أفول الدولة العثمانية، وبزوغ الدولة السعودية.
وزاد الطين بلة حين من استل من إضبارة كانت معي عدة رسائل متبادلة بالبريد منها موجَّهة من متصرف لوء نجد، إلى الحاج علي بن منصور إخوان، رئيس بلدة القطيف آنذاك، مؤرَّخة في 13 كانون الثاني عام 1324هـ، (صورة إحداها مع هذه الحلقة)، ثم أحالني على السالنامه العثمانية لإيالة البصرة لسنة 1308، تؤكِّد وجود بريدين في القطيف أحدهما يعمل بين مركز اللواء والبصرة، ويحمل الرسائل بين اللواء والولاية، والآخر بين اللواء والقطيف، ويتحرك من البصرة يوم الثلاثاء، ومن القطيف يوم[xiii]. ولا يبعد أنَّ واحدًا منهما بحري.
——————-
(([i]عن رسالة الملك عبد العزيز انظر: وثائق تاريخية من الجبيل، جمع وتحقيق محمد بن علي بن عيد آل خاطر، موافقة دولة الإمارات العربية المتحدة، المجلس الوطني للإعلام، إدارة متابعة المحتوى الإعلامي، الطبعة الأولى، 1432هـ 2011م، ص: 53، وانظر: دور شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) في تنمية المنطقة الشرقبة من المملكة العربية السعودية، د. عبد الرحمن عبد الله ثامر الأحمري، مطابع الحميضي، الرياض، الطبعة الأولى، 1428هـ، 2007م، 54 – 58.
([ii])مجلة الواحة، (ملف العدد – وقعة الشربة وحصار القطيف 1908م)، العدد الأول، محرم 1416هـ يونيو 1995م,
([iii]) ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، دار مكتبة الحياة، بيروت، الطبعة الثانية، 1962م، ص: 192 – 193.
([iv] )انظر المناظرة التي أجراها السلطان محمود بن سبكتكين، وفيات الأعيان، ابن خلكان، تحقيق د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1397هـ، 1977م، جـ5/180 – 181.
([v])رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأسفار، ابن بطوطة، تحقيق طلال حرب، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ 1987م، ص: 575 – 576.
([vi]) باردان، فارسية تعني جوال، (شوال في اللهجة المصرية)، وخرج، وفي لهجة أهل القطيف: كيس فارغ، أو خَيشة، وهي في الأصل: قماش ينسج من الكتاب أو لحاء شجر اللبلاب، كشراع السفينة، والخيمة، ونحوها، وهنا: كيس منسوج من الجوت، أو لحاء شجر (القنَّب). انظر عن الباردان: المعجم الذهبي، محمد ألتنوجي، المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق، 1993م، توزيع دار الروضة، بيروت، وعن الخيشة: محيط المحيط، المعلم بطرس البستاني، مكتبة لبنان، ومطبعة مؤسسة جواد للطباعة، بيروت، طبعة جديدة، 1983.
([vii])مداخل إلى بعض أعلام الجزيرة العربية، د. سهيل صابان، إصدار مكتبة الملك عبد العزيز، العامة، الرياض، الطبعة الأولى، 1425هـ، 2004م، 95و215 – 216.
([ix]) الخط، والمكتوب، في اصطلاح القطيفيين، ورما غيرهم: الرسالة.
[x])) العملة انخفضت قيمتها.
([xi])رجال عاصرتهم، السيد علي ابن السيد باقر العوامي، مجلة الواحة، ع 8، الربع الأول، 1419هـ، 1998م، وزعيم في ذاكرة الوطن، علي بن حسن أبو السعود، ص: 112
([xii])ديوان نزهة القلوب، وفرحة المكروب، سليمان بن ضيف الله بن حسن المسلم، البحراني، الخطي، مخطوط، ص: 106- 124.
(([xiii] بصرة ولايتي، 1308هـ، جغرافيا لواء نجد، 138.