غيّر نفسك تتغير زوجتك…! تجاهل المشكلات أفضل وسيلة لحلها.. وابحث عن قانون "القُرب عند البُعد"
القطيف: ليلى العوامي
أمام نحو 77 رجلاً وامرأة، أعلن المرشد الأسري الشيخ صالح آل براهيم أن الطرق التقليدية في حل الخلافات الزوجية لم تعد صالحة للاستخدام بعد اليوم، مؤكداً أن أفضل وسيلة لحل هذه الخلافات، تجاهلها. وحدد آل إبراهيم 10 ممارسات، دعا الزوجين لاتباعها لمدة 60 يوماً، حتى تتحول حياتهما إلى الأفضل، مشدداً على أن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الزوجان هو أن كل طرف يدعو الطرف الآخر للتغيير، بينما لا يتغير هو.
هذا ما خلصت إليه محاضرة آل براهيم، التي ألقاها أمس (الأربعاء) في مركز التنمية الأسرية (سنا) التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، وكانت بعنوان “10 أمور ستغير من حياتك الزوجية”.
السلوك السلبي
وأوضح آل إبراهيم أن “المقاربة الدينية لحل المشكلات وإحداث التغيير في حياة الزوجين تعتمد على تحسين العلاقة الزوجية”. وقال: “هذا يبدأ بقيام كل طرف بتغيير نفسه، ولا ينتظر أن يتغير الطرف الآخر، بل على كل طرف أن يبادر بالتغيير”، مضيفاً “إصلاح النفس أول المهام لصلاح الحياة، كما أن تغيير السلوك السلبي لدى أحد الزوجين قد يساهم بدرجة كبيرة في تغيير سلوك الطرف الآخر غير المرغوب، فتجاهل الأخطاء يؤدي إلى ضعفها، وربما اختفائها”.
التواصل التقليدي
وتابع “الاعتماد على التواصل التقليدي السائد بين الأزواج، ومحاولة كل طرف إقناع الطرف الآخر بتغيير سلوكه، كوسيلة وحيدة لحل المشكلات، قد يكون سبباً لخلق مشكلة جديدة لأسباب مختلفة، أهمها ضعف مهارة التواصل بين الزوجين، ورغبة كل طرف بتغيير الطرف الآخر قسراً، أو قد تكون الزوجة أفضل من الزوج في عملية التواصل”. وأضاف “عدم رغبة أحد الزوجين في الحديث، أو عدم قدرته على التواصل قد يؤدي لخلق مشكلة جديدة، حيث ثبت أن 70% من المشكلات الزوجية لا تُحل بالطرق التقليدية “.
10 ممارسات
وحدد آل إبراهيم 10 ممارسات، قال إنها ستغير من الحياة الزوجية وتجعلها سعيدة خالية من المشكلات، ودعا الزوجين إلى الإلتزام بها لمدة شهرين كبرنامج له أثر طيب. وقال: “ما يميز السعداء من الأزواج تمتعهم بنية حسنة في التعامل مع بعضهم البعض، وتجاهل المشكلات أفضل وسيلة لحلها”. وطالب الزوجين بـ”خلق مناخ من الحب والإنسجام في حل خلافاتهم بعيداً عن الطرق التقليدية”، ونصحهما أيضاً بـ”المودة والمحبة والعيش وفق أسلوب حياة سعيدة، لا وجود فيه للسلوك الغاضب والمحبط”. وخاطب آل إبراهيم الزوجين على حد سواء بقوله: “لو تبادلتما الألفاظ السيئة بينكما، عليكما بضبط النفس، وتجنب التصادم بالتعليقات السلبية والشجار الهدام والعنف، فممارسة ضبط النفس حاجز قوي ضد المشاكل” .
رسائل خاصة
وأضاف آل إبراهيم مخاطباً الزوجة: “إذا صادفك سلوك سيء في زوجك، عليك أن تتقبليه، والتمسي له العذر”، كما خاطب الزوج أيضاً “التمس لزوجتك العذر، فالتقبل لا يعني أن تحب السلوك، لكنك تتوقف عن محاربته”، مشدداً على “أهمية التعاطف بين الزوجين كوسيلة من وسائل السعادة الزوجية وحل المشكلات”. وقال: “صلاح النفس إذا فسدت من أجلَّ الأمور التي تساعد الزوجين على تجنب الخوض في مشكلات لا نهاية لها، في مقابل كل سلوك سلبي، أنت في حاجة إلى سلوكيات إيجابية لحل المشكلات، لتنسى زوجتك السلوك السلبي الذي قمت به، وتنسى أنت ما قامت به”.
التعامل بالأخلاق
واستمر آل إبرهيم في تقدم الممارسات قائلاً للزوجين “التعامل بالأخلاق سيصنع التغيير في الطرف الآخر، واتباع قانون القرب عند البعد والوصل عند الإنقطاع والمقاربة عند الصدود واللين عند الشدة والتماس العذر عند الخطأ، هنا ستتحول السلوكيات السلبية الى سلوكيات إيجابية حتى تنزاح غمامة المشكلات السوداء عن سماء الحياة الزوجية”.
وختم آل إبراهيم إرشاداته العشر لحياة زوجية خالية من المشاكل بقوله: “إصلاح العلاقة مع الله هي لب الحلول كلها، فالإنسان حينما يخاف الله ويؤمن به ويلتزم بحدوده عز وجل، لن يظلم زوجته، وهي لن تظلم زوجها”.