في مركزي القطيف.. تجنيد المرشدات الطلابيات ضد تزاوج المرضى وراثياً الطبيبات لـ"المرشدات": أنتن خط الدفاع الأول للوقاية من أمراض الدم الوراثية
القطيف: فاطمة المحسن
تصدر “الحناء”.. و”الفول”.. و”الفحص قبل الزواج” عناوين المحاضرات التي ألقتها طبيبات مستشفى القطيف المركزي في اليوم الثاني والأخير من فعاليات توعية مرشدات مدارس قطاع القطيف.
وركزت الفعاليلات على الطالبات المصابات بأمراض الدم الوراثية بمدارس القطاع.
وخلصت الفعاليات إلى أن المرشدة الطلابية تعد خط الدفاع الأول في الوقاية من هذه الأمراض، إن هي أقنعت الطالبة باختيار الزوج المناسب لها. وكانت الفعاليات انطلقت أمس، بورش عمل، استهدفت المرشدين الرجال في مدارس القطاع.
فاعلية مجتمعية
وافتتحت نائبة رئيس العناية المركزة في قسم الأطفال بمستشفى القطيف المركزي ومسؤولة البرنامج الممرضة زهراء التوبي حديثها بتأكيد أهمية إقامة ورش تعريفية عن أمراض الدم الوراثية للمرشدات، لإكمال حلقة الوصل بين الأطباء والطالبات. وقالت: “المشروع قائم على إيصال التوعوية من أطباء مستشفى القطيف المركزي لجميع مدارس محافظة القطيف”.
وقالت رحاب البلوشي منسقة برنامج الزواج الصحي في محاضرتها إن “الهدف من برنامج فحص ما قبل الزواج هو سلامة الأجيال القادمة، وتوعية الطالبات المقبلات على الزواج في السن المناسبة، ومساعدتهن على اختيار شريك الحياة المناسب لهن صحياً”.
وأكدت البلوشي أن “رؤية وزارة الصحة هي نفسها رؤية وزارة التعليم في أن تصبح المملكة أنموذجاً يُحتذى به في شتى المجالات، وتحقق هذا في إيصال المعلومة الصحيحة، التي تبدأ من المدرسة وبأيدي المرشدات الصحيات اللواتي لهن تواصل مباشر بالطالبات”.
فقر الدم
وتناولت الدكتورة هناء الجليح استشارية أمرض الدم والأورام لدى الأطفال واعتلالات الهيموجلوبين في ورشة عمل قدمتها، أهمية التوعية بفقر الدم المنجلي. وقالت: “هذا المرض من أخطر الأمراض التي تتأثر به الطالبات به في المدرسة، ويتسبب لهن في نوبات، تنقلهن للمستشفى”. كما أسهبت الجليح في تناول مرض فقر الدم المنجلي، وما تسببه الخلايا من نوبات ألم يتعرض لها المصاب.
وأوصت الجليح المرشدات الصحيات بعدم تحميل الطالبات فوق طاقتهن، سواء في الطابور المدرسي أو حمل كتبهن إلى فصولهن في الطوابق العليا. وقالت: “قد يسبب هذا لهن نوبات ألم”، كما حفزتهن على دعوة الطالبة إلى مراجعة المستشفى فور احساسها بالألم والخضوع لبرنامج علاجي كامل في قسم فقر الدم المنجلي وغيره من الأقسام، حفاظاً على صحتهن. ونبهت إلى أهمية حمل الطالبة للأدوية المسكنة الخاصة بها، لتتمكن من تناولها متى ما أحست بالألم.
الفول ممنوع
وقالت الدكتور سكينة العبكري طبيبة الأطفال في محاضرتها عن أمراض الدم الوراثية: “لا تخلو عائلة في القطيف من مرض من أمراض الدم الوراثية، المحسوس منها وغير المحسوس”. وحذرت من تناول الفول الذي يُظهر هذه الأمراض، عن طريق تأثيره في كريات الدم الحمراء. وقالت: “مع تناول الفول، يبدأ ارتفاع مستوى المادة الصفراء أو ما يُعرف بالبيليروبين في الدم، حيث يتصبغ جسم المصاب وعيناه باللون الأصفر، وتقل نسبة الهيموجلوبين في الدم، مما يحدث هبوطاً في الدورة الدموية وقلة تدفق الدم للمخ، وحدوث حالة إغماء في بعض الأحيان، ويحتاج المصاب إلى نقل دم عاجل”.
لا حناء مع أنيميا الفول
وأسهبت العبكري في شرح مسببات المرض وعلاجه، محذرة من “الحناء” التي تتزين به النساء، لاحتوائها على مواد مؤكسدة يمتصها الجسم، ويجعل الخلايا الحمراء معرضة للتحلل والتكسر قبل موعدها المعتاد، ما يؤدي إلى انخفاض في خضاب الدم (الهيموجلوبين) محدثاً فقر دم.
واختتمت لبنى الدرباس مديرة إدارة الشؤون الصحية المدرسية ورش العمل بتوجيه الشكر إلى مستشفى القطيف المركزي بكل قطاعاته، وأشادت بحرص المرشدات الصحيات على الحضور، وقالت: “يدل الحضور على وعيهن بأهمية المعلومات والمعارف التي طرحت في المحاضرات”. وتابعت “ما هو إلا نتيجة لتضافر الجهود بين الجهات الحكومية للوصول بأبناء أصحاء من غير مرض”. وأقيمت المحاضرات بمعية أماني اليوسف مثقفة أمراض الدم في المستشفى.