آل إبراهيم يجمع 34 رجلاً و 43 امرأة لمناقشة “قواعد الحب” مركز البيت السعيد يحاور المجتمع بلغة معاصرة
صفوى: أمل سعيد
في قاعة امتلأت بلوحات تعبيرية، وإرشادات، ونصائح، وآيات، جلس 34 رجلاً، و43 امرأة، يصغون ويتحاورون حول العلاقة الأولى، الرجل والمرأة، كيف ينظر كل منهما للآخر وكيف يتعامل معه في إطار الميثاق الغليظ.
كان دور الشيخ صالح آل إبراهيم في المشهد، أقرب إلى الكاشف منه إلى المُحاضر أو الناصح، يُلقي بسؤاله على الحضور، ليدلي كل بما لديه، تزاحمت الأفكار والآراء والقناعات.
كانت الكلمات المرتجلة التي يقولها رجل هنا أو امرأة من الطرف الآخر، تمثل نموذجاً عما يدور في المجتمع الكبير خارج القاعة.
استطاع الشيخ آل إبراهيم، أن يضع المرأة أمام أفكار الرجل والرجل أمام أفكار المرأة؛ في جلسة خالية تماما من كل الرين المتراكم جراء الخلافات اليومية.
البيت السعيد
ليست المرة الأولى التي يُقدم رجل دين ذو عمامة محاضرة من هذا النوع. مركز “البيت السعيد” في صفوى لديه سجلٌّ عريض من الفعاليات الأسرية ذات الرؤية المعاصرة البعيدة عن الطريقة التقليدية في الوعظ والإرشاد.
ومساء البارحة كان الشيخ آل إبراهيم يقدّم الليلة الأولى من دورة تستمر ثلاث ليال.
قواعد الحب أولا
اعتمد الشيخ آل إبراهيم في هذه الدورة على الأسئلة المباشرة، ثم يترك المجال للحضور ليعربوا عن وجهات نظرهم، وربما آمالهم وما يتطلعون إليه، فهذا يقول وتلك تسمع، وتتبدل الأدوار، فهي تقول وهو يسمع، وهكذا يضعهم أمام مرآة الذات، أولا وأمام تقديرات الآخر ثانيا بمنتهى التجرد.
اتفق الحاضرون على أن القواعد هي الخطوة الأولى والأهم من أجل الحصول على بناء ثابت ومتين، وإلى ذلك أشار آل إبراهيم “أول خطوة في بناء حياة هانئة ومستقرة هي الاتفاق على القواعد الأساسية التي ستحكم تعاملاتهما معاً (أي: الرجل والمرأة)، ويفضل في هذا المجال أن يكتب الزوجان وثيقة أو تعهد يحددان فيها القواعد العامة التي ستحكم التعامل فيما بينهما”
فالحياة التي تخلو من قواعد، لا تعمر ويستطرد الشيخ كلامه” عن الرسول صلى الله عليه وآله (مامن بيت ليس فيه شيء من الحكمة إلا كان خرابا) والحكمة هي وضع الشيء في موضعه الصحيح، وفي العلاقة الزوجية، هي التعامل مع الآخر وفق قواعد معينة يرتضيها”، وعلى ضوء تلك الأسس والقواعد نضمن النجاح والرضى لكلا طرفي العلاقة الزوجية.
طبيعتنا مختلفة
وزعت على الحاضرين ورقة لتقييم مدى معرفتهم بطبائع الشريك كجنس، سواء كان رجلا أو امرأة، كيف يفكر؟، ماذا يفضل؟، وكيف يتصرف؟، كانت العبارات المكتوبة لبيان الاختلافات بين الطبيعتين، ولم يدخر الشيخ جهده في الكشف عن موطن الخلل في التعاطي مع هذه الفروقات “أكثر مشكلات الحوار والتواصل تنبع من سوء الفهم والإدراك بين الجنسين، حيث يسيء الرجل فهم المرأة، وتسيء المرأة فهم الرجل، لأن كل منهما يتوقع أن الطرف الآخر نسخة منه، فالرجل يتعامل مع المرأة وكأنها رجل والمرأة كذلك، فهي تظن أن طريقته في الحب مثلها، وأنه يفكر بطريقتها، والرجل يظن تماما أن المرأة تفكر بطريقته، وبناء عليه تتعامل مثله، والحقيقة مغايرة بشكل كلي، فلا المرأة تفكر مثل الرجل، ولا الرجل يحب مثل المرأة، واحتياجات كل منهما تختلف عن الآخر، وأسلوبهما في التعبير عن كل ذلك أيضاً مختلف”
أريد أن أفهمه
زهراء الرهين وجها يشكل شريحة من الحاضرات للدورة، تذكر سبب وجودها في مثل هذه الدورات فتقول “أريد أن أفهمه” في إشارة إلى زوجها.
لم يمض على زواجها أكثر من سنة، تسعى لأن تدرك طبيعة الاختلاف بينها وبين زوجها، لتحصل على حياة مديدة وسعيدة برفقة من اختارته ليكون شريك حياة، تضيف الرهين “من الصعب فهم الرجل، وأتيت هنا لأحاول فهم كيف يفكر”.
وفي لمحة أخرى تقول زينب الدهيم “لا شيء في حياتي الزوجية يكدرها، لكني أتيت هنا لأني أريدها أن تسير في قابل الأيام للأفضل، أريد أن أفهمه أكثر، وإذا كان هناك مجال للتطوير الذاتي، فأنا أفضل أن أكون زوجة أحسن”
تقول الدهيم “هذه أول دورة أحضرها، أعجبتني كثيراً، وأتمنى أن يكون برفقتي في المرة القادمة”
أما نور فؤاد فهي لم تدخل العش بعد، لكنها تفضل دخوله وهي مستعدة تماما لأن تجعله عشاً دافئاً، أتت برفقة خطيبها “هذه الدورات تذكرنا بما يشرد منا، أنا أعرف كيف أتعامل معه، أعرف ماذا يحب ومالا يحب، لكن هذه الدورات ترسخ الومضات السريعة، التي لا نطيل النظر إليها وقد تكون هي الأهم” وعن أثر مثل هذه الدورات تضيف “أحيانا يكون أثر الدورات مؤقتاً، لكن حتى وإن كان مؤقتاً فهو مطلوب وجميل”
دورة قواعد الحب والحياة الزوجية يقدمها الشيخ صالح آل إبراهيم على مدى 3 أيام ، في مركز البيت السعيد بصفوى.