المغاسلة للآباء: أنكروا إعاقة أبنائكم.. وعضّوا أصابعكم ندماً أخطاء الأسر كثيرة والتدخل المبكر هو الحل
سيهات: شذى المرزوق
خلصت الأخصائية النفسية امتياز المغاسلة إلى أن الآباء قد يُخطئون في حق أبنائهم، إذا هم أنكروا وجود إعاقة في تأخر نمو الطفل. وقالت إن هذا الانكار تتولد عنه مشكلات كثيرة، كان من الممكن تفاديها إذا وجدت ثقافة التعامل المثالي مع الطفل.
وبينت المغاسلة في ورشة العمل التي أقيمت بخيرية القطيف (الهاتف الاستشاري) مساء (السبت) عدداً من الأخطاء التي تصدر من الأسرة، وتؤخر العمل على تأهيل الطفل، وقالت: “سرعة التدخل المبكر لمعرفة وتحديد ماهية المشكلة في الطفل مهم للغاية”. وعددت 8 مراحل للتشخيص، يتم اجتيازها تباعًا، حتى يصل الآباء إلى تحديد المشكلة، ومن ثم يضعوا الخطة المناسبة للتأهيل بمتابعة الأخصائيين، ومن ذلك تشخيص استشاري المخ والأعصاب، ومن ثم تقييم أخصائي السمع والنظر لتحديد الإضطراب الحاصل في الطفل. وتقول: “عدم تفاعل الطفل في الروضة أو المدرسة، لا يعني بالضرورة أن يكون مصاباً بالتوحد، فلربما يعاني من ضعف سمع أو نظر”.
أخصائي التغذية
وأضافت المغاسلة “استشارة أخصائي التغذية في حال كان الطفل يعاني من تشتت أو ضعف في العضلات، فلربما نقص فيتامين معين هو سبب فقدانه التركيز، ومن ثم الأخصائي النفسي الذي قد يقف على بعض الأعراض التي تحدد ماهية المشكلة، بعد تقييمه للقدرة العقلية والسلوك وكذا مدى استيعاب الطفل، وصولاً لأخصائي صعوبات البلع، إذ أن هناك حالات من المتلازمات تعاني من صعوبة التنفس، وبالتالي صعوبة البلع، كما أن لإستشاري التأهيل الطبيعي دور كبير في هذه المنظومة، لإظهار التشخيص السليم، بحيث يتأكد من قدرة الطفل على الحركة، والركض، أو القفز في سن أقل من 6 سنوات، أي في حدود المعدل الطبيعي للعمر الذي يتوجب فيه قدرته على القيام بهذه الأنشطة”.
التدخل المبكر
وشددت المغاسلة على أهمية التدخل المبكر للأم في حال ملاحظتها لأي ما يثير الريبة في الطفل، وسلوكه. وتقول: “لا تظلمي طفلك، وتدخلي مبكراً لتعطيه فرصة أكبر لنجاح الجلسات العلاجية والتدريب”. ومن أهم الأهداف التي طرحتها المغاسلة، تقديم خدمات التدخل في مراحل النمو الطبيعية، وتخفيف الآثار المترتبة على الإعاقة، والتوجيه والإرشاد الصحيح للأسرة، وكذا تطوير الجوانب اللغوية والحركية والإجتماعية لدى الطفل.
لا تيأسوا
وقدمت المغاسلة نصيحتها للأمهات بعدم اليأس، مشيرة إلى أن بعض الأمهات لا تقدم الإهتمام الكافي، لأنها تعاني من يأس في نتيجة العلاج، أو تغير الحالة، في حين أن هناك بعض الأطفال يتحدى حتى يأس الأهالي، ويقدم نتائج مبهرة، مؤكدة أن جلسات العلاج مع المختصين تقوي في الطفل جوانب الضعف التي يعاني منها، واستمرار الجلسات تعني فاعلية أكبر.
استقلالية معاق
واستبعدت المغاسلة كون الطفل الذي يعاني من إعاقة معينة، أنه غير قادر على اكتساب مهارات تساعده على الإستقلالية في حياته. وناشدت الأم بأن تسمح للطفل بمساعدة نفسه على اللبس والوقوف، ودخول الحمام، وأن تساعده في مزاولة المهارات التي تجعله أقرب للحياة الطبيعية، كما تعطيه المساحة والفرصة للدمج مع أقرانه من الأطفال العاديين.
مراكز تأهيل
أشارت المغاسلة إلى أن هناك قوانين صارمة رسمية لمتابعة تأهيل الطفل، لذا من الضروري التأكد من أن الطفل يتلقى الرعاية التامة من ذوي الإختصاص، ومنها مراكز التأهيل ومراكز رياض الأطفال والمراكز التعليمية، التي لابد أن تستوفي الإشتراطات الداعمة لتأهيل الطفل لمرحلة الدمج في المدارس، وتساعد في تقديم الإحتياجات الضرورية له، بما يتناسب مع حالاته، مشيرة إلى وجود عدد من المراكز غير المرخصة، ما يعني فقدان الجهة الرقابية، وعدم وجود مختصين لمتابعة الطفل، في حين أن المختص في المركز المرخص، يتابع أيضاً من قبل مشرفين لتقييم عمله”.
صعوبة المناهج
على هامش ورشة العمل اشتكى عدد من الأمهات والآباء من صعوبة المناهج التي تقدم للطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة، وأن هناك حالات تتعدى المرحلة الدراسية لمراحل متقدمة دون اتقان أي مهارة تعليمية حتى مهارة تمييز اللون.
أجابت المغاسلة على ذلك بأن المدارس التي فيها فصول للدمج “تهتم بمهارة الحد الأدنى، بمعنى أن هناك مهارات محددة ينجح فيها الطفل بعد اجتيازه لمرحلة معرفتها، والأهم هو دمج الطفل في العالم الإجتماعي، برغم مستوى الإدراك المختلف والمتذبذب، ولو طبقت خطة دمج وآليات التأهيل السليمة، فستقلل من مضاعفات الحالات السلوكية لدى هذه الفئة، كوجود تعاون ما بين مدرس للتعليم العام والأخصائي النفسي، بحيث يدمج الطفل تدريجياً والمتابعة السلوكية والتقييم المستمر لمعرفة مدى تطور إدراك الطفل واستيعابه، مشددة على أهمية وجود معايير لإختيار المكان المناسب لمتابعة الطفل، بما فيها تحديد المشكلة، ومتابعة العمر العقلي أي معدل الذكاء، وكذا العمر الزمني والقدرة على التكيف.