ماذا تنتظر القطيف من منتداها الاستثماري…؟ ماذا قدّمت النسختان السابقتان..؟ وكيف ينجح المنتدى على المدى البعيد..؟
القطيف: شذى المرزوق
قبيل انطلاق النسخة الثالثة من منتدى القطيف للاستثمار 2019، وضع عدد من رجال الأعمال حزمةً من الأفكار ليحقق المنتدى أهدافه كاملة، فضلاً عن تحقيق أمنيات أهالي المحافظة، في أن تصبح القطيف بوصلة للاستثمارات في المنطقة الشرقية، عطفاً على موقعها الاستراتيجي، ومقوّماتها الكثيرة.
سؤال واحد، وجهته “صُبرة” إلى عدد من رجال الأعمال “ماذا تنتظر من المنتدى؟“.. فجاءت الإجابات متعددة ليلمس المواطنون في المحافظة نتائج عملية. وقد تنوعت المطالب بين النهوض بالاقتصاد في المحافظة، وتأمين الوظائف لشباب القطيف، والارتقاء بالتعليم والصحة، وجذب الاستثمارات الأجنبية..
وينطلق منتدى القطيف للاستثمار 2019، صباح غد (الإثنين) في مركز الأمير فيصل بن فهد بسيهات، برعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز.
وظائف للشباب
رجل الأعمال عبد العزيز المحروس يُشير إلى توجه “المملكة بشكل عام لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 ومن ضمنها الاستثمارات، وللقطيف حقها في تطوير المشاريع التي تخدم المواطنين والوطن كافة”.
وعن المنتدى، قال المحروس “المنتدى لم يحقق المتأمل منه في النسختين السابقتين، ولكننا نأمل أن يشهد تطوراً أحسن وواقعياً، لخلق وظائف للشباب الواعد، وتلبية الحاجات الاستثمارية التي تخدم المجتمع، بما فيها مشاريع الشباب الذي يتطلع لبناء نفسه، عبر المشاريع الاستثمارية”.
مواكبة حركة السوق
في حين قال رجل الأعمال زكي جواد الزاير: “تنتظر القطيف من المنتدى النهوض بالمحافظة، من الناحية الاقتصادية، والانفتاح والمواكبة بمجريات الحركة السوقية، بما يليق بالمحافظة، ولا ننسى أن محافظة القطيف كانت من أوائل المناطق التي شهدت حركة تجارية على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ، التي سوف تعم جميع المناطق”.
وأضاف الزاير “بالنسبة للنسختين السابقتين من المنتدى، فهما بمثابة بداية، تم فيهما تخطي بعض المعوقات ودراستها لإيجاد بيئة استثمارية حديثة، تتواكب مع مستجدات الرؤية”. وتابع “من أبرز المعوقات التي يواجهها المستثمرون في القطيف، اعتراضات شركة أرامكو على الكثير من المشاريع الحكومية والخاصة”.
طرح الأفكار
من جهة موازية؛ ذكر رجل الأعمال المهندس شاكر نوح انه “في معظم الحالات، لا يُقاس مدى نجاح المنتدى أو المؤتمر أو الندوة وخلافه إلا بكثافة الحضور ومستوى المشاركين، ونوعية المشاركة، والأمور التنظيمية والتغطية الإعلامية، ولا يلتفت كثيرًا للآثار والنتائج التي قد تُحدثها المناسبة على أرض الواقع، لأن طبيعة الأثر يحتاج إلى زمن طويل لإحداثه”.
ويتابع “بطبيعة الحال، إن مثل هذه المنتديات لا تملك عصا سحرية لإحداث التغيير، فهي في أحسن الأحوال تطرح أفكاراً إيجابية، وتثير قضايا وتعرض فرصاً، وتستعرض تجارب، وبالتالي نحن نحتاج إلى سلسلة من ورش العمل لبلورتها وتحويلها لمشاريع”.
وأضاف نوح “يتميز منتدى الاستثمار عن غيره من المنتديات، بارتباطه برأس المال والموارد البشرية، وكما يقال إن رأس المال جبان، يحتاج إلى اطمئنان وضمان واستقرار، ومنتدى الاستثمار في القطيف، لايزال في البدايات، ويظل في مرحلة مبكرة للحكم عليه، والشيء الإيجابي فيه أنه مستمر في نسخته الثالثة بحماس الشباب القائمين عليه، وما يلقاه من دعم المسؤولين في الغرفة التجارية، والرعاية الكريمة من أمير المنطقة الشرقية، والسعي لاستضافة المشاركين المتميزين من القيادات الاقتصادية ورجال الأعمال أصحاب التجارب الناجحة”.
وأشار نوح إلى أن “المنتدى في حاجة إلى تقييم من لجنة متخصصة، بهدف تطويره وتحسينه مستقبلاً، وليس بالضرورة أن تتضح نتائج وآثار المنتدى على المدى القصير، بل قد تحتاج إلى فترات طويلة، حتى يتم تفعيل النتائج والتوصيات وتحويل الفرص إلى مشاريع، بعد استكمال الدراسات الاقتصادية والمالية والفنية”. وقال: “لكن بالحد الأدنى، أستطيع التأكيد على أن المنتدى هو حراك اقتصادي في المنطقة، أوجد بيئة جيدة لتلاقي الخبرات وتداول الأفكار، وطرح الفرص ومناقشتها”.
توسعة النطاق
ويرى نوح أن من الأفضل للمنتدى “توسعة النطاق الجغرافي للفرص، لأن الاستثمار يحتاج إلى مظلة واسعة متنوعة من الأوعية الاستثمارية، فلربما لو اشتمل المنتدى على سلة من الفرص الاستثمارية على مستوى المنطقة الشرقية، فسيكون هذا أفضل من حصره في نطاق جغرافي محدود”.
ويكمل نوح “المنطقة الشرقية اليوم وضمن رؤية المملكة 2030 فيها من الفرص الاستثمارية الشيء الكثير في مختلف المجالات، وهي بوابة الانطلاق نحو مستقبل مشرق، والمملكة اليوم تشهد تحولات كبرى في الكثير من المجالات الاقتصادية والسياحية والتنمية، ولابد لنا من مواكبة هذه المتغيرات والاستفادة منها وتوظيفها بشكل إيجابي، واستغلال الطاقات الشابة من البنين والبنات”.
شحذ الهمم
ويرى عبدالله شهاب “في هذا المنتدى بنسخته الثالثة، دلالة على أن هناك توجهاً وإصراراً لشحذ الهمم والطاقات، للنهوض بهذه المحافظة، ووضعها ضمن الخريطة الاستثمارية في المنطقة الشرقية”.
وأضاف “لاشك أن التنمية كسلسلة متصلة، تكاد لا تنفك، فكل حلقة منها تؤدي للأخرى، وترتبط معها، سواء في مجال التجارة أو الاقتصاد، أو التعليم، أو الترفية، أو التعليم الجامعي،أو الإسكان، أو الزراعة والصيد، فكلها تغذي بعضها، لتشكل حلقة كبيرة وسلسلة متواصلة من الأعمال التي تقدم منتجاً طيباً للوطن”.
وعما يطمح له كـ”مواطن عادي” على حد تعبيره قال الشهاب: “اتطلع أن يسلط المنتدى في نسخته هذه، الضوء على الجوانب المضيئة والإيجابية في المحافظة، بحيث يمكن الاستفادة من الطاقات الواعدة فيها على جميع المستويات، وخاصة الاستثمار في العنصر البشري”.
أضاف الشهاب “المحافظة بها كم هائل من عدد السكان، يمثل ثقلاً كبيراً جداً، يناهز المليون نسمة، فيها طاقات شبابية واعدة، ومبدعة في مختلف العلوم والفنون والمعارف، وغيرها”.
نحتاج إلى جامعة
وأضاف الشهاب “أتمنى أيضاً أن يسلط المنتدى الضوء على الاستثمار في التعليم الجامعي، فالمحافظة بحاجة لجامعة متخصصة، ولو كانت تجارية، وكذا معاهد في التعليم الجامعي، وبعض التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، بالإضافة إلى الاستثمار في السياحة الريفية، والبيئة والزراعة والإسكان”.
أشار الشهاب إلى أن هناك فجوة كبيرة بين العرض والطلب، في هذه المحافظة. وقال إن “هناك فرص واعدة للاستثمار في الإسكان، وأتمنى فعلًا أن يسلط المنتدى الضوء على حاجة المواطن في القطيف للإسكان، فهناك قائمة البرنامج السكني، وصندوق التنمية العقارية، وهناك حاجة ملحة جدًا في هذا الموضوع، وهناك مشاريع واعدة وجاذبة للاستثمارات الكبيرة”.
يرى الشهاب أنه “على الرغم أن هناك مشكلة عدم وجود أراضي تتسع للمخططات السكنية الجديدة، ولكن توجه المحافظة هو باتجاه الغرب ناحية طريق أبو حدرية، وطريق الجبيل الدمام السريع، وباتجاه المطار، فهذه المناطق ذات المساحات الكبيرة، بالإمكان أن يتم النقاش فيها مع الجهات المختصة، لعمل مشاريع اسكانية فيها نظراً للثقل السكني في القطيف”.