العلاج الكيماوي يمنع “مروة” من إرضاع طفلتها طبيعياً فعّالية توعية في القطيف تُقدّم أمهات لم يعرفن الرضاعة الصناعية
القطيف: ليلى العوامي
تحولت فعالية الأسبوع السعودي لدعم الرضاعة الطبيعية، إلى ملتقى كبير، حافل بقصص شتى، تؤكد أهمية الرضاعة الطبيعية، بيد أن الفعالية شهدت قصصاً أخرى، لأمهات لم يتمكن من إرضاع أبنائهن طبيعياً، فكانت النتيجة معاناة “نفسية” للأم، و”صحية” للأطفال.
فعالية الأسبوع اختتمت أمس، واستمرت يومين، في سيتي مول القطيف، وزارها نحو 1200 زائر وزائرة، تعرفوا على الأركان المختلفة، وما تقدمه من نصائح تدور جميعها حول أهمية الرضاعة الطبيعية.
الكيماوي قهرني
أبرز القصص، كانت على لسان مروه الهاشم، التي سبقتها دموعها وهي تتحدث لـ”صبرة” قائلة: “قصتي مُوجعة، ولكن أسألكم الدعاء، فأنا اليوم أتعالج بالكيماوي من سرطان الثدي، ومن الصعب أن أرضع ابنتي ذات الشهور السبعة طبيعياً، وكلما نظرت إليها، زاد ألمي، فقد أرضعت أخواتها طبيعياً، كلٌّ منهنّ سنتين بالتمام والكمال، ولم أتعب يوماً، فقد كانت أختي تساعدني، لأنني أدرس في الجامعة، ووالداي متوفيان”.
وتتذكر الهاشم بداية إصابتها بالسرطان “بعد إنجاب طفلتي بشهر، اكتشف إصابتي بالمرض، أنا لستُ متألمة بسبب هذا المرض، بل بسبب الكثير من الأمور العالقة في حياتي، مثل رضاعة ابنتي، والاهتمام بها، أتألم وأنا أراها ترضع الحليب الصناعي، أو تلعب وأنا لا أستطيع حملها، ولكن قدر الله وما شاء فعل”. وتقول: “قدومي الليلة لكي أحكي قصتي لعل يستفيد من الآخرون”.
آلام البطن
وتقول ساجدة المرزوق، وهي أم لثلاثة أطفال: “أنجبت طفلتي الأولى، عندما كنت طالبة في الثالث الثانوي، وبسبب الاختبارات وانشغالي بالدراسة، كنت أرضعها مرة طبيعياً، ومرة أخرى صناعياً، لكنني لاحظت أن ابنتي كانت تتقيأ كثيراً، وتعاني من آلام في البطن، لا تذهب عنها، وأحياناً ألاحظ طبقة بيضاء كثيفة فوق لسانها، وأقوم بتنظيفها بالماء الدافئ”.
وتضيف: “بعد ذلك بفترة، تخرجت في المعهد، وجلست في المنزل، وأنجبت ولدين، أرضعت ابني الثاني سنتين طبيعياً، ولم يخطر ببالي أصلاً أن أتركه للحليب الصناعي، ولم أجد عليه الأعراض الصحية التي وجدتها في ابنتي، واكتشفت أن معاناة طفلتي الأولى كانت من الرضاعة الصناعية، إذ لاحظت فرقاً بينها وبين أخويها”.
أنا على حق
وتقول منى آل طاهر في قصتها: “ست سنوات لم أنجب، إلى أن وهبني الله أول ابن، وعمره الأن سنة وشهر، وقررت من البداية أن أرضعه طبيعياً، وأشعر أن هناك فرقاً بين ابني وابن أختي التي كانت ترضعه صناعياً، هذا الفرق تجسد في النوم والهدوء والصراخ، حيث انجبت أختي مولودها الثالث معي في أسبوع واحد”.
وتضيف “عندما حضرت الفعالية اليوم واستمعت إلى القصص وأحاديث المختصين، اقتنعت إني كنت على حق في الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، وتذكرت نصائحي لأختي، عندما كنت أطلب منها أن تترك الحليب الصناعي، لكنها كانت تقول لي ” الصناعي مريح”.
أول يوم فطام
قصة أخرى، تنسال تفاصيلها على لسان حكيمة آل عبدالعال، قائلة: “كل أولادي أرضعتهم رضاعة طبيعية لمدة عامين، ويوم عيد ميلاد كل منهم الثاني، كان يوم فطامهم، فتأخذ أمي كل طفل يكمل العام الثاني عندها فترة، حتى ينسى الرضاعة، وبعد أسبوع ينسى الطفل الرضاعة الطبيعية، ولكن عانيت مع ابني الثالث كثيراً، فهو الوحيد الذي ظل شهراً بعد الفطام يبكي ويريد الرضاعة الطبيعية”. وتضيف: “عانيت مع طفلي الرابع بعض الشيء، وأنا الان حامل بطفلي الخامس، وأنوي رضاعته طبيعياً لمدة عامين”.
الأمومة والمناعة
وحرصت زهره عِلوي على إرضاع أطفالها الثلاثة طبيعياً، لمدة سنتين كاملين. وتقول: “قد أتعب وأتألم من مشقة الرضاعة الطبيعية، ولكن سعادتي في إكمال العامين تفوق الوصف، لأني منحتهم أمومتي وحبي وحناني، ومنحتهم المناعة الكافية التي تحميهم بإذن الله”. وتضيف “لم أعاني أبداً من الرضاعة الطبيعية، حتى في منتصف الليل، كنت أجلس وأرضع ابني رضعة مُشبعة، ثم أنام وأشعر بالسعادة والحب لقيامي بهذا العمل الإنساني، لمعرفتي التامة بأن الرضاعة الطبيعية تقوي المناعة عند الصغار، وشعورهم بحناني سيكون أكثر من لو أرضعتهم رضاعة صناعية، وذكاؤهم يكثر وعلاقتهم بي تصبح قوية بهم”.
50 استشارياً
وقالت استشارية الخدج وحديثي الولادة الدكتورة غنيمة الزاهر لـ”صبرة”: “نحن معاً لأجل جيل من الأصحاء الأذكياء، فالرضاعة الطبيعية ليست مسؤولية الأم وحدها، بل هي مسؤولية جميع أفراد الأسرة، والمجتمع، فعالية كانت رائعة وقد لامست القلب، ولمسنا نحن استفادة الجميع مما قدمته الأركان لهم”.
وتلقى الركن الاستشاري أكثر من٥٠ استشارة، على مدى يومي الفعالية، لسيدات أردن أن يعرفن كل ما له علاقة بالرضاعة، والبعض كان يسأل عن موضوعات تخص النساء والولادة.