مؤتمر طب الأطفال يُحذر: الأطفال يواجهون الخطر.. بسبب تأخر التشخيص الكشف عن 20 مبادرة لتعزيز الرعاية الصحية بالصغار
دق مؤتمر الخليج الأول لطب الأطفال، ناقوس الخطر على موضوعات صحية، تهم مرحلة الطفولة، مُركزاً فعالياته على تحديات عدة، تواجه اضطرابات النمو والسلوك، واكتشاف الأمراض لدى الصغار في وقت مبكر، وسرعة علاجها.
وخلص المؤتمر، الذى احتضنته سيهات اليوم (الإثنين)، في نسخته الأولى، إلى أن هناك خطورة تبعث على القلق، تتمثل في قلة المراكز المتخصصة في التشخيص المبكر للإضطرابات لدى الأطفال.
انطلقت فعاليات المؤتمر في مركز الأمير فيصل بن فهد للمناسبات، وتستمر يومين، تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية، وحضره عدد من الأكاديميين، والممارسين الصحيين، وشخصيات مجتمعية، واعلامية، بالإضافة إلى مجموعة من الأسر والمهتمين من داخل المملكة، ومن خارجها. واستضاف المؤتمر عدداً من المتخصصين من دول الخليج العربي.
افتتاحية المؤتمر
افتتح المؤتمر بكلمة، ألقاها مدير اللجنة المنظمة سيد حسين شرف، الذي لخص أهميته في عاملين مهمين؛ الأول مشاركة 3 شرائح من المجتمع، وهي: الأطباء، الأكاديميون، والأهالي، والثاني لكون هذا المزيج يمثل فرصة سانحة للإثراء العلمي، والمعرفي للنهوض بالمجتمع”.
ورحب الرئيس الفخري للمؤتمر الدكتور عبد الله السيهاتي، بالحضور بدءاً بممثل المدير التنفيذي للمؤتمر الدكتور محمد المغربي، كما توجه بالشكر لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز على رعايته الكريمة للمؤتمر. وشكرالسيهاتي جهود القائمين على المؤتمر. وأعرب عن سعادته بأن “تحتضن سيهات مثل هذه المبادرات والمؤتمرات الدولية”، متمنياً أن تكون هذه الاستضافة “بداية لسلسلة قادمة من المؤتمرات الهادفة والداعمة للارتقاء بالمجتمع والوطن، في ظل دعم قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيزآل سعود”.
الصحة النمائية
أولى محاضرات المؤتمر ألقتها أخصائية الطب النفسي للأطفال الدكتورة سميرة الغامدي، بعنوان “الرؤية الوطنية للصحة النمائية”، طرحت فيها عدداً من التحديات التي تواجه البرنامج الوطني الخاص باضطرابات النمو والسلوك، من أبرزها تحدي زيادة عدد الكوادر الفنية. وقالت: “يوجد نحو 50 عيادة للتشخيص المبكر لمثل هذه الإضطرابات، بجانب 8 مراكز صحية و15 عيادة تخصصية على مستوى مناطق المملكة، وآمل ألا ينتهي هذا العام إلا بعد زيادة عدد المراكز والعيادات المتخصصة”، موضحة أن من أبرز التحديات “إيجاد مراكز متخصصة في هذا المجال، وتدريب كوادر نفسية واجتماعية وأخصائيي النطق السليم، والعلاج الوظيفي”.
وأشارت الغامدي إلى وجود “20 مبادرة في جميع أنحاء المملكة، اهتمت بهذه النوعية من الرعاية، أهمها مبادرة الزيارات الأولية لأسر مرض التوحد، واكتشاف مواهب أمراض التوحد، وكذا مبادرة الكشوفات المبكرة، وعدد من المبادرات الأخرى”.
وكان عنوان المحاضرة الثانية، التي قدمها الدكتور بدر المصطفى مستشار الرعاية الصحية الأولية “دور الرعاية الأولية في تعزيز الصحة النمائية والإكتشاف المبكر”، وبين فيها دور الرعاية وأنواعها من رعاية شاملة، ورعاية إرشادية، وحمائية، ووقائية، وعلاجية”. ويرى المصطفى أن “المراكز الصحية، تملك من الإسم أكثر مما تملك من العمل”. وتسائل “أين نحن من الرعاية الصحية الأولية بمفهومها الصحيح ومعاييرها العالية؟”.
وقال: “يجب أن نُدخل المعايير الإجتماعية مع المحددات الأوسع للصحة والقطاع الصحي، والتعامل بمنهجية مع الجوانب الاجتماعية، الاقتصادية، والبيئية، ومعرفة سلوكيات الناس كذلك، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، لتمكين الأفراد والأسر والمجتمعات من تحسين صحتهم على النحو الأمثل”. وعرف المصطفى الصحة النمائية بـ”كل ما يؤثر في النمو، سواء كان نمواً جسدياً، حركياً، ذهنياً، لغوياً، أوعاطفياً”.
ودعا المصطفى القائمين على مثل هذه البرامج إلى “بناء جسور مودة واتصال مع الجهات المعنية، لتفعيلها بشكل أقوى، لتغطي جميع محطات الطفل، بدءاً من فترة الحمل، ثم الطفولة والتعليم والقيام بزيارات ممنهجة لدعم المبادرة التي أطلقت عام 2014 بعنوان “الجواز الصحي للأم والطفل””، مؤكداً أن
“التدخل المبكر يوفر الكثير من العلاج”.
سلم الوعي
في المحاضرة الثالثة، شددت الدكتورة رنا طيبة (ماجستير صعوبات تعلم) على أهمية المسؤولية المجتمعية للمنظمات والمؤسسات الإجتماعية، وشرحت سلم الوعي في المنظمات، والنظرة الواعية للتحول الحاصل، واحساس كل فرد بأنه جزء من المنظمة، والشعور والإنتماء، والتماسك الداخلي. وترى طيبة أن “تأمين المدخلات تحدد المشاكل الأساسية، ومن ثم ايجاد الحلول وطرح المقترحات للأفضل”.
تحديات المجتمع
وطرحت استشارية طب نمو وسلوك للأطفال الدكتورة أمل العوامي، تحديات التشخيص المبكر للاضطرابات النمائية. ولخصت العوامي تحديات الكادر الطبي “بعدم وجود الخبرة، والوقت غير الكافي لبعض العيادات، لاكتشاف احتياج الطفل، وتوفير الأدوات والمقاييس”.
وحذرت العوامي من انتشار المعلومات الخاطئة والخرافات في بعض المجتمعات. وقالت: “الوعي الكافي يحد من خطورة المخاوف، والخرافات في اكتشاف الخلل والتأخر التنموي عند الطفل”.
صاحب المؤتمر عدد من ورش العمل الخاصة بالأسر، فكانت هناك ورشة تطور الطفل وعلامات الخطر، قدمتها الدكتورة آيات الوحيد، وورشة ثانية تشرح كيفية التعامل مع الصدمات، قدمتها الأخصائية ليلى كاظم، وثالثة عن طرق التشخيص المبكر للدكتورة سمراء سليمان، ورابعة عن الإضطرابات النمائية، والأمراض المصاحبة، للدكتور محمد بلتاجي، وغيرها من الورش.