الإعلام الجديد عبثي بلا رقابة كافية.. و”القديم” مازال أكثر موثوقية ومصداقية ديوانية القطيف تستضيف "عصر التحول الرقمي"
القطيف: فاطمة المحسن
اتفق 3 إعلاميين، شاركوا في ديوانية لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، على أن هناك تبايناً كبيراً بين “الإعلام الرقمي الجديد”، و”الإعلام التقليدي القديم”. وأجمعوا على أن الإعلام الجديد، وإن كان له تأثير كبير وسريع على المجتمع، إلا أنه يشكل خطراً كبيراً، لعدم وجود مراقبة كافية عليه، وسيطرة العبثية على أركانه، فضلاً عن كونه لا يتمتع بالموثوقية والمهنية، موضحين في الوقت نفسه، أن الإعلام القديم، من صحف ورقية وتلفزيون وإذاعة، يتمتع بحفظ الحقوق، والمصداقية والحرفية الإعلامية المتزنة.
واستضافت الديوانية، التي أقيمت أمس (الأربعاء)، الإعلاميين رئيس الميدان الرياضي في صحيفة “اليوم” عيسى الجوكم، وسعد السبيعي مراسل سابق في برنامج “الوقت الأصلي” وكاتب رياضي في صحيفة “اليوم”، وعرفات الماجد، أول إعلامية سعودية، تدير مركزاً إعلامياً لناد رياضي (نادي النور).
وأشارت الديوانية، التي جاءت بعنوان “الإعلام الرياضي في عصر التحول الرقمي”، إلى أن “الاعلام الجديد” مصطلح مضاد مع “الاعلام التقليدي”، وهو الإذاعة والتلفزيون والصحافة، ولعل الفرق الشاسع بين المنظومتين، يكمن في إن الإعلام القديم، هو إعلام رسمي من الدولة للمواطن أو الشارع، أم الاعلام الجديد، فهو إعلام المواطن أو الاعلام البديل للجهات الرسمية. كما أن الكفاءات في الوسط الورقي، لم تعد موجودة، رغم الدعم الموجود لها بسبب قوة تأثير الاعلام الجديد.
ودعا الإعلاميون إلى حتمية أن يتقبل العالم العربي الحقيقة، مثلما تقبلها العالم المتقدم، عندما اتجه الغرب من الصحف الورقية، للاعلام الرقمي، بسبب قلّة الإعلان في الصحف الورقية. وعبّر الجوكم عن أسفه من مجالس إدارات الصحف، التي لم تستثمر في وقت ذروة نجاحها، في خارج الصحيفة، كنظرة مستقبلية لها.
المرأة والإعلام
واستقبل الوسط الإعلامي، الإعلامية عرفات الماجد، بحفاوة كبيرة، فرحاً بهذا الإنجاز، بأن تكون هناك سعودية في التلفزيون السعودي، تثبت مكانتها في حقبة سيطرة المذيعات العربيات عليه. ففي السابق، لم يتقبل المجتمع فكرة ظهورها على شاشة التلفزيون.
وتقول الماجد: “يوجد من بين وسائل التواصل الاجتماعي، ما له تأثير أكبر من الصحف الورقية، وذلك أمر واقع وحقيقة”. وتضيف “لا يوجد اعلام محايد، وعليه فإن المتلقي يقرأ ما يريده في وسائل التواصل الاجتماعي بعيداً عن التأثير الواقع في الاعلام التقليدي”.
التعصب النسائي
وأضافت الماجد: “متابعة المرأة للرياضة، بدأ مع الإعلام التقليدي، ورغم ذلك، كانت مُغيبة عنه، ويظهر التواجد النسائي جلياً الآن مع الاعلام الرقمي، واستطاعت المرأة الكتابة والتحليل في الشأن الرياضي، وبطبيعة الحال كانت تتعصب كما الأمر لدى الرجال تماماً”.
سرعة التلقي
وقال الإعلامي سعد السبيعي: “الاعلام الرقمي أتاح إمكانية الوصول للمتلقي بسرعة وبشكل فردي، فبالإمكان انتاج مادة إعلامية بكل أريحية، إذ يستطيع شخص واحد، أن يقوم بدور المحرر والمخرج والمعد والمصور والمراسل، ولولا قوة الاعلام الرقمي، لما كان للإعلام التقليدي تواجد في منصات التواصل الاجتماعي، تنقل المحتوى من الصحف الورقية إلى منصات التواصل الاجتماعي”.
ويتابع بأن “الصحافي هو الأكثر ثباتاً في عالم الاعلام، ممن يدعون بأنهم اعلاميون، فالاهتمام الرياضي، ليس كافياً لأن تكون اعلامياً تنقل من هذا وذاك”. ويُعرف الإعلامي الرياضي بأنه “المنتسب للجهة رسمية، تقوم بمحاسبته عند تعديه على أي جهة، وذلك حفظاً لحقوق تلك الجهة، بعكس الاعلام الرقمي الذي تكثر فيه العبثية”.
ولم ينكر السبيعي بأن “هناك تأثيراً من الاعلاميين القدماء، على الإعلاميين في الظل الرقمي، وينفي بأن يكونوا هم المسببين للتعصب الرياضي الحاصل في الوقت الراهن. ويقول: “الوسط الرياضي هو من يغذي التعصب، وهناك من يبحث عنه”. ويتابع: “كلنا نحتاج إلى التعصب في الرياضة، لأنه ملح الرياضة، والتعصب الإيجابي، يعزز الولاء والانتماء للنادي، أما التعصب السلبي، فهو أن يكره الشخص فريقاً أو نادياً ما”. وعلى هامش الحوار، تم تكريم الإعلاميين عبد الله غزال وحسام النصر، الحائزين على جائزة التميز للإعلام الرياضي عن فرع الإعلامي الأولمبي.