الدكتور مبارك الخالدي: يا منتظر.. يا زينب.. لا تُصغيا إلى كلام النقاد كثيراً بيت السرد قدّمهما في أول لهما مساء البارحة.. وواجها مداخلات الجمهور
الدمام: جمال أبو الرحي
نصح الناقد الدكتور مبارك الخالدي كلّاً من منتظر المحسن وزينب الشيخ علي بألّا يُصغيا إلى كلام النقاد كثيراً. جاء ذلك تعليقاً منه على الأمسية القصصية التي نظّمها بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون، مساء البارحة، واستضاف فيها القاصّين الشابين.
الخالد هو أستاذ النقد والأدب في جامعة الملك فيصل سابقاً، والمشرف على لجنة بيت السرد في فرع الجمعية. وبُعيد الأمسية قال لـ “صُبرة” إن “هذه الأمسية ـ بالنسبة لي ـ من أهم الأمسيات التي نظمها بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون، وأهميتها تكمن في أننا قدمنا صوتين شابين جديدين في القصة القصيرة”. وأضاف “والذي زادها جمالاً أننا بدأنا معهما من خلال مسابقة بيت السرد للقصة القصيرة ومن ثم في المهرجان الثاني لبيت السرد للقصة القصيرة طبعنا مجموعة قصصية باسم أحفاد شهرزاد وضمت هذه المجموعة نصوصا لهذين المبدعين، وقبلها كانت الخطوة الأولى، وهي إقامة المسابقة، و الخطوة الثالثة هي إقامة هذه الأمسية القصصية الأولى لهما، ولنا الشرف بأننا قدمناهما للمشهد الثقافي من خلال هذه الأمسية”.
ووصف الخالدي المحسن والشيخ علي بأنهما ” صوتان سرديان واعدان نتمنى لهما مستقبلاً أكثر إشراقاً و بهاءً”.
وحول الملاحظات التي طُرحت في الأمسية قال الخالدي “سمعنا ملاحظات من النقاد بعضها كان جيداً والآخر كان غير جيد و لكنهما ككاتبين ليسا مطالبين بأن يستجيبا لمطالبات جميع النقاد”. وأضاف “الكاتب يكتب ولا يكترث بما يقوله النقاد، إذا لم يهتم بذلك بنفسه”.
فائزان سابقان
المحسن والشيخ علي سبق أن فازا بالمركزين الأول والثاني في مسابقة بيت السرد العام. وقدمت أمسية البارحة القاصة منيرة الأزيمع. وقد بدأت الأمسية بنكهة نسائية وقدمت آل الشيخ علي قصتها الأولى “في بيتنا”. ومن على منصّة الإلقاء قالت “بالنسبة لي كل النصوص يمكن أن تبدأ من نصٍ واحد.. من فضيحة واحدة.. من شِعرٍ سيئ أُحادي أو غير متعمد أو خارج الإرادة”.
بعد تصفيق الجمهور انتقلت آل الشيخ علي من أجواء البيت إلى أجواء المسرح مع القصة الثانية التي كانت بعنوان “شاهد” وتدور أحداثها في فضاء المسرح. وهذه القصة هي الفائزة في مهرجان بيت السرد.
بعدها انتقل الدور إلى منتظر آل محسن الذي نوه في بداية حديثه بأن غالبية القصص تأتي غير معنونة.
مداخلات
بعد النصوص جاء دور المداخلات.. وكان أهمّها على النحو التالي:
الكاتب عبد الواحد اليحيائي:
لفتت نظري تلك العناوين الجميلة و اللغة الحلوة قليلة الأخطاء في الإلقاء. لكن هناك تكراراً لمفردات عند زينب الشيخ علي مثل “كان” و “حين”، وهذه لها مدرستان: مدرسة تؤيد الاختصار، وأخرى تؤيد تفاصيل القصة. والأفضل أن تخرج الشيخ علي من الخواطر التي تربط بينها عناوين إلى كتابة قصة بها تفاصيل أعمق.
القاص عادل جاد:
زينب نصوصها تبدأ بعتبة و تنتهي بها كما لو كان النص السردي يضعنا في دائرة نبدأ من البداية و ننتهي بنفس الجملة. في نصوصها سرد للحياة اليومية بها رتابة وتفاصيل يومية متعددة، والراوية في النصوص غالباً تعاني حالة من الخذلان. و كتاباتها ذات نفس شرقي مميز، روح شعرية في النصوص، حنينية للأشياء الملموسة اليومية و المعيشة، ثقافة في السرد، برغم التحفظ في النصوص لكننا نلمح و جود الأنثى في الكثير من النصوص.
أيضاً يحسب لها البعد عن الاجتماعيات والمواضيع المتداولة والمنتشرة حول العلاقات الأسرية.
لا أدري لماذا أتذكر كتابات أنثوية عربية جميلة عندما أقرأ نصوص الأستاذة زينب مثل إلى حدٍ ما صافيناز كاظم و غادة السلمان.
هناك تكرار ببعض المفردات مثل “كان، في” وكان يمكن حذفها في كثير من المواضع ولا يتأثر النص. أيضاً هناك تكرار لبعض المفردات في حيز قصصي قصير يعتبر نقطة ضعف، ويمكن استبدالها بمفردات أخرى. وهذا لا يمنع أننا بصدد نصوص سردية تلمح ولا تصرح، تجعل القارئ في حالة من الاندهاش ويجب عليه أن يبذل جهداً في تمعن النصوص وإدراكها.
أما نصوص منتظر آل محسن فلديها أسئلة كثيرة وجودية عن الموت والعجز والهلاك والزمن والأصدقاء والغربة. الراوي يحمل درجة من درجات الهزيمة في نصوصه، يبتعد عن ذاتية المكان، المكان يمكن أن يكون أي موضع أو أي مدينة، مما يفتح النص بشكل إنساني عام.
نصوص آل محسن تسير في حالة نفسية أكثر منها حالة فكرية. النص يبتعد عن القضايا الاجتماعية والسياسية ويمتد أكثر في الإنسانيات والقضايا الوجودية. وفكرة الموت مسيطرة وموجودة في كثير من النصوص.
هذا لا يمنع أيضاً أنه لا يصرح، لكنه يشير ويلمح في السرد، و تميز برهافة سردية في نصوصه، وهذه الرهافة تثير الكثير من الجماليات. وهي نصوص مختلفة بشكل عام على النمط السائد في النص المفتوح.
و يشترك مع زينب في أنه يتيح مساحة للقارئ ليتفاعل و يفكر.
الناقد التشكيلي يوسف شغري:
فن السرد (الحكي) هو فن يُحدث الدهشة و المتعة في نفوس المستمعين. ربما نستمع لسارد عامي لا يقرأ ولا يكتب ولكنه إذا تكلم رأيت الجميع ينصت لما يقول ويستمتع.
القاص حسين السنونة:
الأمسية رائعة جداً. والنص الذي قدمه منتظر آل محسن الذي يتضمن الموت على الكنب والشمس الحارة و الأب، كان نصاً رائعاً، تنقصه فقط حركة الجسد التفاعلية في الإلقاء، ليحدث تفاعلاً أعمق في شعور المتلقي.
عن القاصّين
- من مواليد 1992، بلدة التوبي، محافظة القطيف.
- كاتبة وصانعة محتوى.
- كاتبة و محررة في مهرجان أفلام السعودية بين ٢٠١٦ و ٢٠١٩.
- فائزة بالمركز الأول في مهرجان بيت السرد للقصة القصيرة عام ٢٠١٩.
- لها مجموعة قصصية “سَما”.
- من مواليد ١٩٩٤، بلدة الخويلدية، محافظة القطيف.
- عضو منتدى اليراع و منتدى قبس لمناقشة الكتب.
- حاز المركز الثاني لمسابقة بيت السرد للقصة القصيرة ٢٠١٩.