نوفمبر.. وعد المملكة للعالم بالعودة إلى إنتاج 12 مليون برميل يومياً قصة الـ7 الساعات التي أطفئت فيها 13 حريقاً طالت منشآت أرامكو

جدة: واس

بلغة الأرقام وتحديد التواريخ، طمأنت المملكة العربية السعودية العالم، بأن امدادات النفط السعودي عادت كما كانت عليه قبل الحادث التخريبي السافر على منشأتي النفط في بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو السعودية يوم السبت الماضي. وأكدت الشركة أنها سوف تفي بالتزاماتها أمام عملائها خلال هذا الشهر، من خلال السحب من مخزوناتها من الزيت الخام، وتعديل مزيج بعض الزيوت، على أن تعود قدرة المملكة الإنتاجية إلى 11 مليون برميل يومياً بنهاية شهر سبتمبر الحالي، وإلى 12 مليون برميل يومياً بنهاية نوفمبر، كما أن إنتاج الغاز الجاف والإيثان وسوائل الغاز سيعود تدريجياً ليصل إلى مستوياته قبل العدوان بنهاية هذا الشهر.

وكانت عبارات وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان واضحة وصريحة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس (الثلاثاء) بجدة، عندما أراد أن يؤكد قدرة المملكة على العودة إلى ما كانت عليه من طاقة إنتاجية، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآت النفط في بقيق وخريص، قائلا “استكمالاً لما أعلنته المملكة، فقد نتج عن ذلك العدوان انقطاع نحو 5,7 مليون برميل يومياً من إنتاج الزيت الخام، منها 4,5 مليون برميل يومياً من معامل بقيق، حيث تتم معالجة الإنتاج من عدة حقول، كما تعطل إنتاج نحو بليوني قدم مكعب من الغاز المصاحب، ونحو 1,3 بليون قدم مكعبة من الغاز الجاف، و500 مليون قدم مكعبة من غاز الإيثان، ونحو نصف مليون برميل من سوائل الغاز”.

وتابع “الانقطاع في امدادات النفط، كان يمثل نحو نصف إنتاج المملكة من الزيت الخام، وبما يعادل نحو 6% من الإنتاج العالمي، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم بقدرات شركة أرامكو السعودية، وسجلها المميز في الأداء والكفاءة وجهود العاملين فيها، وبيئة الأعمال التي يسرتها لها الدولة، فقد تم خلال اليومين الماضيين احتواء الأضرار واستعادة أكثر من نصف الإنتاج الذي تعطل نتيجة هذا العمل التخريبي السافر”.

 

استعادة مليوني برميل

وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان في رده على سؤال يتعلق بقدرة المملكة على إعادة الإمدادات البترولية، وأن إنتاجها 9 ملايين برميل، وفي شهر أكتوبر سيكون 9,8 مليون برميل، قال: “كان يجب علينا أن نتعامل مع العمل التخريبي السافر الذي حصل على معملي بقيق وخريص، والحرائق التي نجمت عن هذا العمل في المعملين خلال ما يقارب 7 ساعات وبطريقة مثالية، وتكثيف الجهود لإعادة الإنتاج بعد إطفاء الحرائق، وأثمرت هذه الجهود – ولله الحمد – عن استعادة مليوني برميل في منشأة بقيق”، مضيفاً أن “استعادة الإنتاج كما كان قبل العمل التخريبي سيتم بنهاية هذا الشهر”. ونوه وزير الطاقة بجهود العاملين في شركة أرامكو السعودية ومثابرتهم والانتهاء من تأثيرات هذا العمل في فترة 24 ساعة، وهي ليست مستغربة للعاملين في هذه الشركة التي تعد من أكبر الشركات المعروفة في العالم والكبيرة في قطاع النفط، وهذا التزام من المملكة العربية السعودية لاستمرار عملية الإنتاج، وليس هناك أي شركة في العالم تقوم بما قامت به أرامكو في هذا الظرف وبهذا الوقت القياسي .

 

الخزن الاستراتيجي

وبين وزير الطاقة أن “المملكة منذ سنوات طويلة، قد “أنشأت ما يسمى بالخزن الاستراتيجي، وهذا العنصر كان فاعلاً في هذه الفترة والحالة، وهذا يثبت أهمية الخزن الاستراتيجي، الذي يخدم في فترات حرجة، وجاء الوقت للحاجة إليه”، مشيراً إلى أن شركة أرامكو “لديها طاقة تخزينية كبيرة من ضمن منظومات السلامة والتأكيد على حرصها على توفير كميات إضافية في مخزونها، سواءً في الداخل أو الخارج، وجزء منها لتغطية جوانب العمليات، وجزء منها أحياناً يطلب من شركة أرامكو زيادة المخزون في المملكة للتعامل مع بعض الإجراءات الاحتياطية، وأثبتت هذه السياسة ولله الحمد بأنها متوافقة مع ما نراه من أحداث متسارعة”.

 

اكتتاب أرامكو

من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ياسر الرميان، في مجمل حديثه خلال المؤتمر الصحفي أن “الاعتداءات على معملي أرامكو في بقيق وخريص لن تؤخر طرح أو اكتتاب أرامكو ولن تؤخر التحضيرات له”. وأضاف الرميان ، أن “الطرح العام الأولي المزمع لشركة النفط الوطنية العملاقة سيكون جاهزا خلال الاثني عشر شهرا القادمة وأن المملكة ملتزمة بالإدراج”.

13 حريقاً .. و7 ساعات

في حين تحدث رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر حول استعادة أرامكو السعودية كامل قدراتها الإنتاجية التي توقفت في وقت سابق على خلفية الهجمات التخريبية على معاملها في بقيق وخريص بنهاية الشهر الحالي بإذن الله. وقال: “تم توقيت هذه الهجمات المتزامنة بما يلحق أكبر الضرر بمنشآتنا، ولقد بيّنت الاستجابة السريعة، وقدرة الشركة على الصمود والتحمّل خلال مواجهة تلك الهجمات الإرهابية عن جاهزيتنا للتعامل مع التهديدات، التي تهدف إلى تعطيل إمدادات الطاقة التي توفرها أرامكو السعودية للعالم”.

وأشاد بالعمل الذي قامت به فرق الاستجابة للطوارئ ومنها الإطفائيون وفرق التشغيل والأمن الصناعي والإدارات المساندة، بالتعاون مع الجهات الحكومية. وقال: “شجاعة وتفاني وكفاءة موظفينا في عمليات الاستجابة هي مبعث للفخر”.

وأضاف أن فرق الإطفاء التابعة لأرامكو مع مساندة فرق الدفاع المدني تمكنت من تحقيق مستويات قياسية في إطفاء ١٣ حريقا كبيرا في مواقع متعددة خلال أقل من ٧ ساعات، وبلا إصابات بحمد الله مشيراً إلى أن العديد من موظفي الشركة المتقاعدين من السعوديين وغير السعوديين في لمسة وفاء استثنائية تواصلوا مع الشركة ، وعبروا عن رغبتهم في الانضمام لفرق المساندة بشكل تطوعي بما يعبر عن محبتهم المستمرة وانتمائهم للشركة.

وقال المهندس أمين الناصر: “لم يحدث تأخير أو إلغاء تسليم أيّ شحنة إلى العملاء العالميين بسبب تلك الهجمات، ولن يحدث ذلك، بإذن الله، ولقد أثبتنا قدرتنا ومرونتنا التشغيلية وأكدنا سمعة الشركة كأكبر مورد للنفط في العالم”. وأضاف أن الشركة تمكّنت دائمًا من تلبية احتياجات عملائها العالميين، حتى في ظل الظروف الصعبة، بما في ذلك الصراعات التي شهدتها منطقة الخليج في الماضي”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×