[شعر] أمجد المحسن: لا تكتبْ سِوى اسمكَ في البايو

أمجد المحسن

ألِفٌ خِنٰجريَّةٌ مثلَ طيرٍ

في السّماواتِ أو حنينٍ مُعلَّقْ.

حانَ وقتُ الشّايِ، المزاجُ على النيّةِ

إني نويتُ، كيفَ مِزاجُكْ..؟

لا حُرُوبٌ ولا مُبارزةُ الأقرانِ

وقتي فوَّاحةٌ وموسيقى.

والموسيقى، لا أمُّ كلثومَ لا فيروزُ

لا جوقةُ الرواديدِ، صمتُ.

الموسيقى فقطْ فقطْ ذكرياتُ

الماءِ لمَّا اسْتُسيلَ أوَّلَ مرَّهْ.

أجتني من حدائقِ الصّمتِ عِذْقاً

من تخلٍّ، وَمن تخلَّى تجلّى.

خيَّلَتْ في مذاقِها الرّطباتُ

الصُّفرُ والحُمْرُ، وانتخبتُ مذاقي.

يا بساطَ الرّيحِ العجيبةِ خُذني

سِندباديَّتي على كيفِ كيفِكْ.

أنا ما اسمي؟ هذا هو اسمي الذي

سُمِّيتُ، يا آدمَ الأسامي أنا اسمي!

يا ألِفباءَ أبجدِ اسمي، أنا

المذكورُ أعلاهُ والموقِّعُ أدنى.

بين طُغراءِ أوَّلِ الدَّرْجِ والخاتَمِ

هذي تلاوةٌ، فاهبطِ الأرضْ

لا ترِثْ! معشَرُ القصيدةِ أبناءُ

الإضافاتِ،  إنَّنا لا نُورَّثْ .

ها أنا أبدأُ، الحكايةُ أنِّي

ذاتَ يومٍ شَعُرْتُ بي، قلتُ: أكتُبْ.

ثمَّ دوَّنتُني على سَعَف النّخلِ

هواءً فرفَّ بي رفَّ بي .. بي .

وكسجّادةِ المُصلِّي هو الظلُّ

إلى نخلةٍ، ويُفْرشُ، يُطوى.

أنا صلَّيتُ واعتقدتُ قُنوتاً

كَجناحَيْ طيرٍ إلى العنقودِ

إن ظلا غرفْتُهُ مثلَ ماءٍ..

شاعرٌ ساحرٌ وربِّ الزبرجدْ.

ونفضتُ القُرى كما تُنفَضُ الأعذاقُ

ثمَّ افترشتُ شِعري ونِمْتُ .

وأخذتُ البحر الذي يدّعي النّاسُ

تعاريفَهُ، وأسرَرْتُه بَحْرْ.

إنَّ هذا البحرَ الذي البحرُ فيه

هو لا تائبٌ ولا هو منفي.

كلُّ شعرٍ لا يُشتهى .. قبضُ ريحٍ

كلُّ ما لا يُموِّجُ البحرَ باطلْ.

وثقبْتُ الرّملَ الكثيرَ، فهيلَ

الرّملُ في هوَّةٍ، وأَطلعَ كنزُ.

ها أنا أبذرُ الخُطى كي أراني

جيِّداً، إنَّني امرؤٌ أتمرْأى!

مربعانيَّةٌ وقيظٌ حيالي

فَتَيَا يُوسُفٍ وما استفتَيَاهُ.

أنا في حضرة الخفيفِ ثقيلٌ

أتداوى بمُعجمي وبأهلي.

حيِّزِي نُزهةُ الظّهيرةِ ما بين

نُعاسي وبين مشْمرِ أمِّي.

وكِتابُ المشمومِ طيَّ سجلِّ النّثرِ

شِعري وجوهري ومُحيطي.

أنا ألَّفتُهُ وألْفيتُ نفسي

فيه، ألقيتُهُ بسَيْبٍ، وسِرتُ.

خُذ إليك الألواح يا صاحِ، خُذها

وعلى الجذعِ لا تَخُطَّ سِوى اسْمِكْ.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×